"ليش مندفع ضرايب": كتيب مصور للتثقيف المالي والاقتصادي للمواطنين/ات

أصدر معهد "باسل فليحان المالي والاقتصادي" التابع لوزارة المالية اللبنانية، في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، كتيباً تثقيفياً مصوراً للمواطنين/ات، بعنوان "ليش مندفع ضرايب"، ضمن سلسلة "حابب أعرف أكتر"، يتضمن معلومات توضيحية عن معنى المال العام ويعرّف المواطن/ة من عمر خمس سنوات وما فوق على مفهوم الضرائب.
وحول الغاية من الكتيّب، افادت رئيسة المعهد، لمياء المبيض بساط، انه اعد استناداً الى مسح علمي تناول مدى إلمام الناس بالمسائل المالية والاقتصادية، شمل 1214 عائلة، وانه يرمي الى عرض أهم مبادئ المالية العامة، من خلال أسلوب حواري مصوّر، وشرح مبسّط للمفاهيم العلمية، لجعلها بمتناول التلامذة والشباب، علماً ان مجموعة من الخبراء والخبيرات الماليين/ات والاقتصاديين/ات قد ساهمت في اعداده.
بالنسبة لردود الرأي العام حول الكتيب، كتبت صحيفة "الاخبار" في عددها الصادر اليوم في 18 كانون الاول 2013 قائلة: "ان البعض رأى فيه محاولة لإيصال المبادئ السليمة لإدارة المال العام إلى النشء، في قالب قصة مصورة بطلاها فتىً وفتاة يسائلان دور الدولة وسياساتها في المجتمع، الامر الذي اعتبر نقداً ضمنياً للواقع الجاري، اذ ان السياسات الاقتصادية التي سادت منذ مطلع التسعينيات لا تراعي «أهم مبادئ المالية العامة".
أما البعض الآخر فقد وجه له نقداً شديداً، اذ رأى في الكتيّب، بحسب الصحيفة، حيادا سلبيا، لا سيما ان المعطيات المستخدمة في سرد القصّة مستندة الى ما اعتبره خطاباً خادعاً، فمثلا الضرائب المفروضة على الاتصالات سمّيت ارباحا تجارية، وكذلك لم يتضمن اي اشارة الى المسؤولية الرسمية في السياسات النقدية، والرفع الاصطناعي لاسعار الفائدة لدى تشخيص ازمة العجز والمديونية، او تعاطيه مع مسألة المساواة في عرض خيارات العدالة الضريبية واستهداف الثروات والرساميل «او» الشراكة مع القطاع الخاص «او» تقليص الدولة وكلفتها كأنها كلّها تصب في هدف واحد.
وبحسب الصحيفة ايضاً، فان أن المشككين/ات في نوايا واضعي الكتيّب، يحذرون/ن من الافتراض المسبق أن جمهور القراء والقارئات واعٍ لواقع إدارة المال العام والسياسات الاقتصادية المتبعة، وبالتالي يرون ضرورة الإضاءة على حقائقها البشعة، كي لا تنقلب مساعي التوعية تضليلاً وخداعاً، ولا سيما ان الانجرار وراء التبسيط لم يصب اللغة فقط بل المضمون أيضاً. واخيراً خلصت "الاخبار" الى نتيجة مفادها ان الكُتيّب وعلى الرغم من الانتقادات السابقة، ربما يصلح كمادة تثقيفية للكثير من المواطنين/ات وحتى السياسيين/ات، في بلد "يبدأ فيه التشوش من مفهوم الهوية، هوية الفرد والجماعة والـ«وطن»، وينسحب على مفهوم «الدولة» وتركيبتها ووظائفها". (النهار والاخبار 18 كانون الاول 2013)