يوم تربوي لـ«الثانوي»: ردم الهوة بين الرسمي والخاص

Saturday, 30 November 2013 - 12:00am
حضرت مشاكل التعليم الثانوي بقوة في المؤتمر التربوي حول «جودة التعليم الثانوي الرسمي وإنتاجيته على ضوء الامتحانات الرسميّة»، وأرخت نتائج الثانويات الرسمية للعام الدراسي 2012/2013، والتي أظهرت فارقا ما بين خمسة وستة في المئة لصالح التعليم الخاص، بثقلها على المؤتمر، ما دفع برئيس الهيئة التنفيذية لـ«رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي» حنا غريب للتعليق عليها، داعياً أساتذة الثانوي للتعهد في خلال المؤتمر بأن تكون نتائج شهادة التعليم الثانوي في العام المقبل، كما كانت عليه في السابق (متساوية مع التعليم الخاص)، مع تعهد بتقديم نوعية تعليم أفضل، وقال متوجها للحضور: «كما تطالبون بردم الهوة في سلسلة الرتب والرواتب، عليكم ردم الهوة بين التعليم الرسمي والخاص».
في المقابل، تعهد المدير العام للتربية فادي يرق بقبول جميع التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر، والأخذ بها، واستثمارها في الامتحانات الرسمية، متمنيا على رابطة الثانوي، حث جميع الأساتذة للمشاركة في الامتحانات والمراقبة والأعمال اللوجستية، إضافة إلى أعمال تصحيح المسابقات.
ولم يغب مشروع قانون سلسلة الرتب والرواتب عن النقاشات، ومطالبة اللجنة النيابية الإسراع في إقراره كما تم الاتفاق عليه، في المؤتمر الذي انعقد مساء أمس في «قصر الأونيسكو» إضافة إلى التذكير بضرورة حق التنظيم النقابي، والمشاركة في القرار التربوي.
يأتي انعقاد المؤتمر بعد خمسة مؤتمرات تربوية أقامتها الرابطة، على مدى السنوات الماضية، للتأكيد أن الأستاذ هو الركن الأساس في العملية التربوية، وأن العمل التربوي هو قدر الأستاذ، على الرغم من انعدام الحوافز المالية.
بعد تقديم من أمينة الشؤون التربوية في الرابطة بهية بعلبكي، أوضح غريب أن الغاية من اليوم التربوي، ليس تقييم الامتحانات كمقياس للتقويم التربوي في ضوء المناهج التعليمية، بل في إنتاج توصيات عبارة عن مهام ملحة وآنية مطلوبة للعام الدراسي الحالي من اساتذة التعليم الثانوي، و«هي مهام لا تحتمل التأجيل لارتباطها بالحفاظ على جودة التعليم الثانوي الرسمي وتحسين مستوى إنتاجيته، وهذه الإجراءات نوعان: الاجراءات الأولى تعليمية مهنية تطال تحسين أداء الأساتذة في تدريس المادة، والثانية إدارية على مستوى إدارة الامتحانات وشفافيتها ونزاهتها في المراقبة وبنك الأسئلة ووضع أسس التصحيح والتصحيح والنتائج. ودعا إلى تكريس اليوم التربوي سنويا، كلقاء جامع للأساتذة تحت سقف الرابطة.
وباسم «هيئة التنسيق النقابية» توجه عدنان برجي، إلى المشاركين بالقول: «تعملون من اجل تعزيز وتطوير المدرسة الرسمية بكل أقسامها ومستوياتها من الروضة حتى الجامعة، لذلك تناضلون لرفع مستوى المعلم الثقافي والمعرفي والمالي والاجتماعي، كما تناضلون لتطوير المناهج والهيكلية ومحتوى الكتب المدرسية، والبناء المدرسي وتجهيزاته، وهم يعملون لحرمان المعلم من أبسط حقوقه الاجتماعية ليكون بإمكانهم استغلال أصحاب الحاجة بدل الاستفادة من أصحاب الكفاءة».
وألقى يرق كلمة راعي المؤتمر وزير التربية والتعليم العالي حسان دياب، مثنيا على دور الرابطة، وقال: «تكتسب الرابطة المزيد من الخبرة والدراية عاما بعد عام، إذ أنها تسرق الوقت بين النضال والاعتصام لتثبيت الحقوق، لكي تعقد ورشة عمل مخصصة لموضوع معين يؤرقها، وتشحذ الهمم من أجل أن تستوفي الأبحاث الهادفة إلى تشريح الموضوع وتحليل أسبابه والأغراض اللازمة». ولفت إلى أن الوزارة طلبت من «المركز التربوي للبحوث والإنماء» إعادة النظر بتوصيف مسابقات الامتحانات الرسمية وخصوصا في المواد التي تشهد تحديات تستوجب التوقف عندها من أجل وضع الحلول المناسبة لها، مشيرا إلى أن الوزارة أفردت اهتماما خاصا بموضوع اللغة العربية من المناهج إلى التقويم. ورد على غريب بالإشارة إلى أن مديرية الامتحانات تعمل على تغذية بنك الأسئلة للامتحانات في شكل دوري.

الفارق بين الرسمي والخاص
عرضت البعلبكي لنتائج شهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، في خلال السنوات الخمس الماضية، مقارنة مع التعليم الخاص، وأظهرت الأرقام، أن التعليم الخاص يتفوق بنسبة ستة في المئة على التعليم الرسمي، أي 53 في المئة للخاص و47 في المئة للرسمي. ثم فصلت كل فرع على حدة، وأظهرت نسب النجاح في الاختصاصات التالية: الاقتصاد والاجتماع 79 في المئة للخاص، و78 للرسمي، في علوم الحياة 59 للخاص و41 للرسمي، في العلوم العامة 61 للخاص و39 للرسمي، وفي الآداب والإنسانيات 84 للخاص و84 للرسمي. وتبين أن عدد التلامذة المرشحين للامتحانات في القطاعين متقاربة، والفارق بسيط، 17997 للرسمي، و18013 للخاص، وأن 142 ثانوية رسمية من أصل 265 ثانوية، حاز طلابها على نجاح بنسبة مئة في المئة.
وفي حضور ومشاركة المفتش العام التربوي فاتن جمعة، وممثلة عن المركز التربوي ابتهاج صالح، عزا عدد من المشاركين تراجع نسب النجاح في الرسمي إلى ثقل المنهج، وظاهرة التعاقد، وفرص التكافؤ بين الخاص والرسمي، وعدم وجود مختبرات، وغياب التجهيزات، وسأل جورج سعادة: «لماذا إهمال المدرسة الرسمية، هل الأمر مقصود؟». ورفض عدد آخر المقارنة بين الرسمي والخاص، فالثاني يختار طلابه، بينما الثانويات ملزمة باستقبال جميع الطلاب. ودعا النقابي محمد قاسم المعلمين للنهوض بثانوياتهم لإعادة موقع الأستاذ المهني.
بعد ذلك عقدت خمس ورش، توزعت على قاعات «قصر الأونيسكو» تناولت «إدارة الامتحانات، واللغتين الفرنسية والعربية، والجغرافيا، والكيمياء»، على أن تصدر التوصيات لاحقا.

لبنان ACGEN السغير تربية وتعليم