Friday, 29 November 2013 - 12:00am
يبدو أن الحق في العلاج والاستشفاء لم يعد مكفولاً للانسان في بعض مستشفيات خاصة يقصدها المرضى ومن ضمنهم المضمونون او الذين يحملون بطاقة صحية تغطي فاتورة الاستشفاء مئة في المئة. ثمة حالات يجد فيها المرضى انفسهم ضحايا غياب الضمير المهني مما يودي في غالب الاحيان بحياة انسان، وهذا ما كاد ان ينطبق على الشاب رواد ليو ساسين لولا "استلحاقه" في الدقائق الأخيرة!
قصد ساسين "النهار"، ورفع الصوت عالياً في وجه مستشفى حرمه تلقي العلاج وهو بالكاد يلتقط انفاسه. وروى ما عاشه:
كان الشاب البالغ 26 عاماً في وظيفته يوم 21 من الشهر الجاري يخدم لدى فوج اطفاء مدينة بيروت حين شعر بوعكة صحية وآلام حادة لا تحتمل في البطن. فسارع زميل له الى نقله الى احد المستشفيات الخاصة في منطقة حرج تابت لتلقي العلاج.
يروي ساسين أنه لحظة وصوله الى المستشفى "دخلت الطوارئ مستغيثاً بالممرضين والممرضات لاجراء فحوص مخبرية وصور اشعة لمعرفة اسباب الاوجاع المتواصلة والمتزايدة". هو اطمأن الى البطاقة الصحية التي يحملها والتي تغطي تكلفة الاستشفاء تغطية كاملة، لكن ما جرى معه كان مستغرباً، ويوضح: "اقتصر ما قام به الممرضون في الطوارئ مدى نصف ساعة على تعليق المصل فقط، واعطوني مسكناً وتركوني اتخبط في آلامي، طالبتهم باجراء فحص دم وصورة اشعة لربما نتوصل الى معرفة سبب الأوجاع التي اعانيها، قالت لي الممرضة: اذا أردت ان نجري لك فحص الدم، فعليك دفع فاتورة بقيمة 350 الف ليرة". حاول ساسين اقناعها بدفع 200 الف ليرة لان هذا ما تيسر في جيبه مع حجز بطاقته الصحية التي تغطيه 100% ريثما تتأمن الموافقة المتأخرة. لكن الاخذ والرد لم يؤديا الى نتيجة، مع ان حاله الصحية كانت تتفاقم، "بدأت اشعر ان شيئاً ما يمزقني من الداخل، بينما كان هم الادارة الوحيد تحصيل المال على حساب صحتي المتدهورة. في النهاية سددت مبلغ 180 الف ليرة وفق الوصل الذي يحمل الرقم 136579، ثمناً لكيس المصل ودواء المسكن، وهرعت مع زميلي الى "مستشفى المشرق" في المنطقة عينها، وقد استقبلني وتعامل معي على اساس أني مضمون كما ذكرت. اخضعوني لكل ما يلزم من فحوص مخبرية واشعة وتبين ان الزائدة انفجرت معي وبلغت نسبة الالتهابات في جسمي 54% اي كنت في حال خطرة وفق تقرير الطبيب. وخضعت لجراحة اجبرتني على البقاء في المستشفى ثلاثة ايام، وبعد ذلك خرجت من دون أن أدفع أي مبلغ، لأن البطاقة غطت الفاتورة كاملة".
يحمّل ساسين كل ما لحق به من اذى صحي ومعنوي الى ادارة المستشفى التي "تعاملت معي على اساس أنني حجر لا بشر".
المستشفى متعاقد مع البلدية
وللتأكد من أن البطاقة الصحية التي يحملها ساسين، الموظف لدى بلدية بيروت، تغطي الاستشفاء كاملة، علمت "النهار" من مراجع مسؤولة في البلدية أن "البطاقة تغطي فاتورة الاستشفاء 100% للمستشفيات المتعاقدة مع البلدية و75% للمختبرات. وتبين ان المستشفى الذي رفض معالجة ساسين متعاقد مع البلدية. واكد المسؤول ان "حال ساسين يتم التعامل معها مثل اي مضمون ولا يجوز للمستشفى ان يتقاضى اي مبلغ من المريض على الاطلاق".
حيال ما جرى، هل ثمة اسباب او مبررات منعت المستشفى من القيام بواجبه حيال ساسين، ام ان التحايل على المريض بات أمراً واقعاً؟
رفعت "النهار" الشكوى الى ادارة المستشفى المعنية للاستفسار عما حصل، فطلبت التريث للتحقق من الأمر. كررنا الاتصال إلا اننا لم نحصل على جواب. فهل صمت ادارة المستشفى دليل على عدم وجود مبرر مقنع لما فعلت، وانها أخطأت وترفض الاعتراف بالخطأ؟
لبنان ACGEN استشفاء النهار رعاية وضمان