اعتصام للجسم الطبي في "المقاصد" استنكاراً للاعتداء على المستشفى غزيري: لا تستغربوا تحوّل "الطوارئ" إلى غرفة مصفّحة

Saturday, 9 November 2013 - 12:00am
دان الجسم الطبي والتمريضي في مستشفى المقاصد بشدة "ما تعرض له قسم الطوارئ فجر يوم الخميس الماضي من اعتداء بالرصاص الحي من مسدس فردي خاص بزوج مريضة، حيث أصبحت لغة الرصاص هي لغة الحوار"، محذّرين من أن "مسلسل الاعتداء على المستشفيات يستمر وينتقل من منطقة الى أخرى والجسم الطبي في خطر، لا سيما بعد هذا الاعتداء الذي تجاوز الخطوط الحمراء".
وكان الجسم الطبي والتمريضي نفّذ اعتصاما أمام المستشفى في الطريق الجديدة استنكارا للحادث.
وصدر عن المستشفى بيان أوضح أن "مريضة أُدخلت قسم الطوارئ يرافقها زوجها للمعالجة، وعلى الفور أجرى العاملون اتصالا بالطبيب الذي استوجب حضوره دقائق كانت خلالها المريضة تتلقى العلاج وأُجريت لها الإسعافات الأولية، إلا أن زوج المريضة أشهر سلاحه الفردي وعمد إلى اطلاق النار على غرفة الطوارئ وشتم الموظفين والأطباء المناوبين وتكسير الزجاج وبعض محتويات القسم".
واعتبر أن "المسّ بكرامة أي طبيب أو ممرض أو أي موظف فيه هو بمثابة المس بكرامة الجسم الطبي والاداري بأكمله"، مطالبا الدولة بـ"تأمين الحماية اللازمة من قبل القوى الأمنية المختصة لإيجاد الأجواء الآمنة كي يعمل فيها الأطباء والممرضون برويّة".
وأكد البيان أن "المستشفى وقسم الطوارئ والأطباء والعاملين والممرضين فيه، ليس لديهم إلا عملهم الانساني والخدمة الانسانية التي يؤدّونها للجميع بشكل مهني"، داعيا إلى "احترام الأطباء والممرضين الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه".
وتحدث باسم الأطباء محمد حبلي، فقال: "ندين بشدّة ما تعرّض له قسم الطوارئ من اعتداء بالرصاص الحي على أيدي أناس أصبحت لغة الرصاص هي لغة الحوار، نحن نقول لمن يجب أن يسمع إن الجسم الطبي في خطر، هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، والذي نتمنى أن يكون الأخير وقد تجاوز الخطوط الحمراء".
وأضاف: "كي نؤدي عملنا الانساني والاجتماعي بشكل يحفظ حق المريض، علينا أن نعمل في بيئة نشعر فيها بالأمن والأمان"، داعيا "السلطات الأمنية والقضائية المختصة لانزال أشدّ العقوبات الممكنة بحق المعتدين وبذل مجهود أكبر لمنع هذه الحوادث، لا سيما بعد تكرار هذه الاعتداءات الخطيرة بحق الطبيب والمؤسسات الاستشفائية. نحن كجسم طبي نحتكم إلى شرعية الدولة لا إلى نظام الغابة".
وختم حبلي: "لن نسكت اليوم ولا بعده على أي اعتداء وسنقف بكل حزم وتضامن لتوفير الاحترام والأمن الكاملين لكامل الجسم الطبي صاحب القلب الأبيض والرداء الأبيض. ولم نفكر إطلاقا بتحصيل حقوقنا عبر الإضراب عن العمل لأن صحة الإنسان أسمى من كل مطالب، غير أن تكرار الاعتداءات قد يدفعنا إلى التفكير بهذا الأمر فقط لحث الأجهزة الأمنية على اعتماد خطة طارئة لتوفير الأمن لمن يضحّون بحياتهم ولا يأبهون للمخاطر ضمانا لحياة الناس".
وتحدث باسم الممرضين والممرضات مجدي زيدان، فقال: "مسلسل الاعتداء على المستشفيات يستمر وينتقل من منطقة إلى أخرى من دون أن نشعر برادع أمني رسمي وفعلي من قبل المؤسسات الأمنية وكأن الاستنكار، إذا وُجد، هو أكثر ما يمكن تقديمه".
وأكد أن"مستشفى المقاصد كانت وما زالت رمزا للصمود والتضحية لتقديم الرعاية الصحية في جميع الظروف الأمنية التي مررنا بها، منذ الحرب الأهلية حتى يومنا هذا"، مناشدا الدولة والمؤسسات المعنية "اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان سلامة المرضى والموظفين وضمان استمرارية العمل".
غزيري
وفي حديث ل"المستقبل"، لفت مدير المستشفى بلال غزيري إلى أن "الاعتصام جاء ردّا على حصيلة أحداث أمنية عدّة وعلى حادثة غرفة الطوارئ التي تخطّت كل الحدود"، مشيرا إلى أن "العاملين في الطوارئ يتعرّضون دائما للصّراخ والشّتم، ذلك كوننا فقدنا احترام المواطن للمؤسسات والمستشفيات والأجهزة الأمنية ولوجود الدّولة بشكل عام، حيث إن حائط الرّهبة قد انكسر وبتنا نسمع بتعدّيات لم تكن تحصل من قبل".
وقال: "لا تستغربوا عندما تتحوّل غرفة الطوارئ إلى غرفة مصفّحة بالحديد والأبواب، وهذا لا يتناسب مع أسس ومعايير الطوارئ، لكن لا حيلة لنا سوى ذلك لحماية الأطباء والعاملين لدينا. فالوضع غير مريح للجميع وما حصل غير مبرّر وغير منطقي".
وإذ نوّه غزيري بـ"جهود القوى الأمنية التي أوقفت المعتدي وهو حاليا في عهدة القضاء"، ناشد "كل القوى والفعاليّات التحرّك وإعادة هيبة الأمن في الشارع".

ACGEN اجتماعيات استشفاء المستقبل صحة