"فاطمة النشار" ضحية جديدة للعنف الاسري في طرابلس وتخوف من لفلفة قضية "رلى يعقوب"

ضجّت الصحف اللبنانية في الأيام القليلة الماضية بخبر الإعتداء العنيف الذي تعرضت له فاطمة النشار من قبل زوجها س.ق. وشقيقه ووالدته، والذي نُقلت على أثره إلى المستشفى الاسلامي في طرابلس لتلقي العلاج اللازم على حساب الوزير فيصل كرامي، بعدما رفض عدد من المستشفيات إدخالها لعدم حيازتها على أي أوراق ثبوتية. وفي التفاصيل التي رواها عبدالله النشار، والد فاطمة الحامل في شهرها الثاني والأم لثلاثة أطفال أكبرهم في الرابعة، ان زوجها العسكري في الجيش اللبناني كان يعتدي عليها منذ عدة شهور على خلفية خلاف بينهما، إنتقلت على اثره فاطمة إلى منزل ذويها، ولم تعد الى منزلها إلا قبل ثلاثة أيام من الحادثة الأخيرة حين إعتدى عليها زوجها بوحشية، وأقدم على شهر سلاح رشاش بوجه والدها عندما حاول تخليصها من الاعتداء. وفيما غادرت فاطمة المستشفى، مرة اخرى، إلى منزل والدها، يوم أمس، أوقفت القوى الأمنية زوجها وشقيقه وقامت باستجواب والدته.
وكانت الهيئة النسائية في "دار الفتوى" في طرابلس والشمال قد نفذت اعتصاماً تضامنياً مع قضية فاطمة، اعتبرت خلاله رئيستها مهى الفوال أن هذه الوقفة هي للتعبير عن رفض ثقافة العنف والاعتداء في المجتمع عموماً وفي العلاقات داخل الأسرة خصوصاً، داعية القضاء إلى عدم التساهل في أخذ الإجراءات الرادعة بحق المعتدين، حتى لا تتكرر مثل تلك الحادثة. واللافت ان الهيئة نفسها اتخذت موقفا معارضا لمشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري، بحسب ما أشارت إليه صحيفة "الأخبار"، في تحقيقها عن الحادثة.
وفي الموضوع نفسه، أبدت عائلة رلى يعقوب، التي قضت قبل ستة أشهر إثر تعرضها للضرب المبرح على يد زوجها ك. ب.، الكثير من القلق حول مسار التحقيقات بعد التباينات التي ظهرت في التقارير الطبية التي رفعها الأطباء الشرعيون في الشمال، معربة عن تخوفها من وجود نية للفلفة الموضوع وإخراج زوج الضحية من السجن. وكانت تقارير الأطباء الشرعيين الذين عاينوا الجثة عند وقوع الحادثة اشارت الى أن سبب الوفاة ناتج عن كسر في الرقبة نتيجة الضرب المتكرر الذي تسبب بالنزيف وأدى الى الوفاة، فيما أفادت التقارير الجديدة للاطباء أن الوفاة ناتجة عن تشوه خلقي في الشريان الأساسي وأن لا علاقة للزوج بذلك. ويذكّر أن العائلة قد تمكنت، بعد مرور شهرين وعشرين يوما على مقتل رلى، من الحصول على موافقة لتشريح الجثة، التي تم إستخراجها في 29 أيلول الماضي، وأخضعت لصور شعاعية متطورة جدا، بهدف تحديد سبب الوفاة. (المستقبل، السفير، الأخبار، النهار، المستقبل، السفير، السفير 11، 13، 14 كانون الثاني 2014)