Friday, 27 December 2013 - 11:02am
فقد الرضيع محمد حماده (9 أشهر) بصره، لأن مستشفيات كثيرة رفضت علاجه من دون تسديد مبالغ طائلة. قبل 25 يوماً، ارتفعت حرارة جسم محمد الى 41 درجة، كما يقول والده وائل (30 سنة)، النازح السوري من حلب الى بلدة بيت ياحون (بنت جبيل). حمل طفله الى مستشفى الشهيد صلاح غندور، حيث «تم إسعافه، وتخفيض حرارته، لكنه بقي بحاجة إلى إدخاله غرفة العناية المركّزة، وهي غير متاحة في المستشفى المذكور»، يضيف «بسبب أحوالي المادية السيئة استعنت بالخيرين من أبناء بنت جبيل الذين اتصلوا بمفوضية اللاجئين، بدورها اتصلت بإدارة المستشفى اللبناني الإيطالي في مدينة صور لاستقبال طفلي على نفقتها الخاصة». أمام باب المستشفى انتظر الرضيع ساعات طويلة، لكن من دون جدوى، لأن «الادارة رفضت استقبال الطفل بحجة عدم وجود غرف شاغرة». تم إبلاغ المفوضية التي أحالته على مستشفى وليد قصب في صيدا. هناك «استُقبل الطفل، ولكن على نفقة والد المريض، الذي اضطر الى استدانة 500 دولار لدفعها مسبقاً للمستشفى، وبقي الطفل 18 يوماً، عندها طلبت إدارة المستشفى مبلغ مليوني ليرة، اضافة الى 200 ألف ليرة عن كل يوم إضافي»، لم يكن في وسع والد محمد تأمين كامل المبلغ. يقول «استطعت استدانة مبلغ 600 ألف ليرة فقط وقدمتها إلى المستشفى الذي أصرّ على دفع باقي المبلغ المطلوب، عندها أجبرت على إخراج طفلي الى البيت، وتبيّن أنه أصيب بالعمى، ويعاني من أمراض أخرى، لا أعرف أسبابها»، ويشير الى أن «المستشفى حجز بطاقة هويتي وأوراقاً خاصة أخرى لضمان دفع المبلغ المتبقي، لذلك لا أستطيع نقله الى مكان آخر، فلا مال لدي، ولا أوراق ثبوتية تساعدني على نقل طفلي الى سوريا».
تقول والدة الطفل إنه «لا يأكل كثيراً، ولا يتوقف عن البكاء، إلا نادراً، يغفو لدقائق، لا أعلم ماذا علينا فعله الآن».
تشرح مسؤولة مركز الشؤون الاجتماعية في بنت جبيل ندى بزي أنها «فوجئت برفض المستشفى اللبناني الايطالي استقبال الرضيع على الرغم من أنه متعاقد مع المفوضية لمعالجة النازحين السوريين، وهذا ما حصل مع عدد من المستشفيات الأخرى، بحجة عدم وجود الأمكنة»، وتشير بزي الى أن ما حصل بات يتكرّر، فقد «امتنع عدد من المستشفيات، منذ أيام، عن استقبال طفل آخر يحتاج الى عملية طارئة للقلب، ما يعني أن على إدارة مفوضية اللاجئين أن تعيد النظر في كيفية تعاطيها مع المستشفيات التي تعاقدت معها، لكي تتمكن من إلزامها باستقبال المرضى من النازحين السوريين». وتؤكد بزي أنها «بصدد متابعة الموضوع مع المعنيين، وستؤمن مبلغاً مالياً مناسباً من منظمة شيلد، على أن يتاح لاحقاً إسعاف الطفل وإخضاعه للعلاج».
لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الأخبار