Thursday, 12 December 2013 - 11:13am
دقّ المدير العام للتربية فادي يرق امس ناقوس الخطر، معلنا ان "التلامذة النازحين السوريين باتوا يسابقون اللبنانيين على مقاعد الدراسة في بعض المناطق"، متطرقا الى التحديات المادية والاجتماعية الطارئة على وزارة التربية ومطالبا المانحين بتوفير الدعم لمنع انهيار التعليم الرسمي في لبنان.
وبدا واضحا في افتتاح المؤتمر الاقليمي عن البرامج التربوية المقدمة الى اللاجئين السوريين في فندق "هوليداي ان" في فردان امس ان لبنان من بين الدول المجاورة لسوريا، اي الاردن وتركيا والعراق ومصر (والمشاركة في المؤتمر) يتحمل العبء الاكبر "وكأن ويلات الحرب السورية تصيبنا".
المؤتمر الاقليمي الذي يستمر اليوم وتصدر في ختامه توصيات، دعا اليه مكتب الاونيسكو الاقليمي في بيروت ومكاتب المفوضية السامية لمنظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف وبيروت لمناقشة التحديات التي يواجهها اللاجئون والبلدان المضيفة في مجال التعليم وايجاد مجالات مشتركة للمزيد من العمل وصياغة توصيات لصانعي السياسات في المنطقة والمنفذين والجهات المانحة، في حضور ممثلين عن الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وألقى مدير مكتب الاونيسكو الاقليمي الدكتور حمد الهمامي في الجلسة الافتتاحية كلمة اشاد فيها بالتعاون والشركة بين الاونيسكو والوكالة الدولية لشؤون اللاجئين "في تنظيم هذا المؤتمر المهم الذي يأتي في مرحلة دقيقة بالنسبة الى تعليم اللاجئين السوريين في لبنان والدول المجاورة. وهنا لا بد من الاشادة بالمجهود الكبير الذي تقوم به وزارات التربية في دولكم لاستيعاب اللاجئين السوريين، على رغم التحديات التي تواجهها التربية في دولكم. وهنا يأتي دورنا ودور منظمات الامم المتحدة والمؤسسات في تقديم الدعم الفني والمادي لتمكين الدول لمواجهة هذه الازمة التربوية الطارئة لاتاحة التعليم لأكبر عدد من الاولاد السوريين".
وأعلن ان "مكتب الاونيسكو الاقليمي يخطط لتنظيم مؤتمر اقليمي مكمّل لهذا المؤتمر في آذار 2014 بالتعاون مع مركز الدراسات اللبنانية والذي سيركز على نتائج البحوث والبدائل وتقديم الحلول للمشكلات التي سيتم تحديدها في هذا المؤتمر".
يرق: الاستقرار التربوي في خطر
أما يرق الذي مثل وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال حسان دياب فلفت في مداخلته الى ان "الحكومة باتت غير قادرة على تحمل كلفة تفوق تغطية 43 الف تلميذ لاجئ لا سيما اننا نفقد بسبب الازمة السورية الكثير من مداخيلنا المالية ونتحمل كساد الاقتصاد وليس لدينا موازنة جديدة ننفق منها عن محاكاة ارقام موازنة العام 2005. وبات الجميع يعلم، وفق دراسة للبنك الدولي عن تأثير المعلوماتية والخبراء في شؤون حماية الاطفال. وعمد المعنيون الى مواكبة الجهود والتدخلات التربوية التي تقوم بها منظمات الامم المتحدة والمنظمات والجمعيات الدولية والمحلية في لبنان، وشكلنا لجانا محلية في المناطق التربوية تتابع شؤون التلامذة اللاجئين اليومية. وقد تم تدريب مجموعة من فريق العمل في وزارة التربية على مبادئ التعليم في حالات الطوارئ، ويقوم اليوم هذا الفريق ببناء قدرات مجموعة من مسؤولي المدارس بما يزيد عن 100 مدرسة".
أضاف :"اننا وعلى رغم من كل الضغوط التي نتحملها نسمح باستخدام مدارسنا من اجل تنفيذ نشاطات ترفيهية ونفسية، وباستخدامها للتعليم غير النظامي على غرار الدعم الكثيف والتأهيل والدعم اللغوي. ولعل ابرز التحديات التي واجهتها وزارة التربية تختصر بثلاثة عناوين رئيسية:
- أولا: التحديات المالية، اذ بلغت الوزارة السقف المالي الاقصى الذي يمكن بلوغه، وتم استنفاد امكاناتها كافة، ومن هنا ضرورة المساعدة المباشرة على كل الصعد: ترميم المباني المدرسية وتجهيزها ومعالجة الاوبئة وتغطية تكاليف التدريس، خصوصا في فترة بعض الظهر.
- ثانيا: المحافظة على الاستقرار التربوي للاستمرار في تأمين التعليم للتلامذة اللبنانيين والنازحين، خصوصا وان النسبة الاكبر من اللاجئين موجودة في المناطق الاكثر حاجة على الصعيد التربوي وعلى كل الصعد.
- ثالثا: الاستقرار الاجتماعي الضروري لاستمرار المجتمعات المحلية المضيفة على مساعدة اللاجئين والمحافظة على ابقائهم في المدارس".
وأمل من الجهات الشريكة في حمل هذا العبء ومن الجهات المانحة والمهتمة "التعجيل في الدعم وتوفير المستلزمات الضرورية لمساعدة اللاجئين واللبنانيين المتضررين والعمل معاً على عدم انهيار قطاع التعليم الرسمي واعادته الى واقع ما كان عليه قبل بدء الازمة السورية".
ثلثا الأولاد خارج المدرسة
تلاه نائب المدير الاقليمي للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين فرنسوا رايبي ديغا الذي اعتبر ان "هذا المؤتمر هو اكبر حشد لوكالات متخصصة وخبراء ودول جوار سوريا لمعالجة تحديات الازمة على الصعيد التربوي"، مبديا أسفه لكون ثلثي الاولاد السوريين خارج المدرسة".
وعلى هامش المؤتمر، تحدث الى "النهار" الخبير التربوي الدكتور رمزي سلامة الذي اكد ان "عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية بلغ منذ ايام قليلة نحو 836000 في لبنان، 277000 منهم في الفئة العمرية 5 - 17 سنة اي عمر المدرسة، 83000 منهم فقط في المدارس اي ما يوازي الـ30 في المئة".
لبنان اغاثة النهار