Friday, 20 December 2013 - 1:24pm
أصدرت إدارة المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUBMC بياناً يفترض أن يوضح ويفسّر ملابسات حالتي الوفاة اللتين حصلتا في 30 تشرين الأول الماضي في طابق الـ«VIP» وفي الليلة نفسها، إلا أن البيان جاء ليزيد الأمور غموضاً، فهو لم يكشف عن الأسباب، بل اكتفى بتصنيفها ضمن «الأسباب الطبيعية»، ما زاد درجة الالتباس لدى العديد من الأطباء، الذين اتصلت بهم «الأخبار»، حيث رأوا أن التوصيف عام وغير محدّد، ولا يشير إلى التوصيف الطبي للوفاة.. حتى إن نقيباً سابقاً للاطباء تهكّم على مضمون البيان قائلاً: «يعني ماتوا وهم أصحاء (!)».
يشير البيان المذيل بتوقيع مدير المركز الطبي ومدير الشؤون الطبية عدنان طاهر، إلى أنه «جرى الانتهاء من مُراجعة نتائج حالتي الوفاة اللتيّن وقعتا في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت في 30 أكتوبر 2013، وصدر تقرير عن لجنة التحقيقات المهنية في نقابة الاطباء اللبنانية، بناءً على طلب رسمي من المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، وبتوجيه من وزارة الصحّة العامة، وجاء فيه ما يلي:
1. يذكُر التقرير أنه وفقا لنتائجِ علم الأمراض (الباثولوجيا) هناك أدلة كافية تُشير إلى أن سبب الوفاة في الحالتين يعود لأسباب طبيعية.
2. كذلك يذكر التقرير أنه وفقا لنتائج التشريح وعلم السموم ليس هناك من أدلة تشير إلى الوفاة المتعمد.
3. وأكدت النتائج أنه لا يوجد أي خطأ طبي أو إهمال.
4. و لا يوجد أي تقصير في مستوى الرعاية الطبية.
هذه النتائج تتفق مع نتائج المُراجعات الداخلية في المركز الطبي، التي أفادت أيضاً بأنه لا دليل على وجود أي مضاعفات ناجمة عن فيروس أو بكتيريا».
هذه السطور تلخّص ما تريد إدارة مستشفى الجامعة الأميركية قوله، لكن البيان يذهب في اتجاه التعريف عن الجهات التي قامت بالتحقيقات:
- اللجان الداخلية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، التي أجرت مراجعات شاملة، وفقا لمعايير اللجنة الدولية المشتركة (JCI).
- المختبرات الدولية التي اصدرت نتائج التشريح تماشيا مع الإجراءات المعتمدة من المركز الطبي، التي يجري تنفيذها بعد أي حالة موت مفاجئة.
- لجنة مستقلة عينها المركز الطبي، وبناءً على طلب من وزارة الصحة، وتتألف من ممثلين من نقابة الأطباء ونقابة المستشفيات الخاصة.
- لجنة التحقيقات المهنية في نقابة الأطباء اللبنانية، التي ألّفت بناءً على طلب من المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت.
وختم البيان: «جاءت النتائج الصادرة عن الجهات الأربع متطابقة».
البيان يثير أسئلة عديدة، رفضت إدارة المستشفى أن تقدّم الإجابة عنها. فقد طرحت «الأخبار» على مدير المستشفى عدنان طاهر، بواسطة المسؤولة عن المركز الإعلامي للمستشفى سوزان بو ضرغم، سؤالين رفض الإجابة عنهما. السؤال الأول يتعلق بالسبب الفعلي للوفاة، والسؤال الثاني يتعلق بمعلومات توافرت عن أن لجنة «تقويم الأداء» (Performance improvement committee)، وهي لجنة متخصصة في أميركا تتابع يومياً أداء المستشفى عبر «الاتصال البصري» (Video Conference)، كانت قد تلقّت نتائج التحقيقات التي أجرتها إدارة الجامعة بالحالتين عن «موت فجائي»، لكنها أصرّت على أن احتمالاً كهذا بعيد جداً بالنسبة إلى وفاة في طابق واحد، وفي الوقت نفسه فإن الجثتين اكتشفتا بعد ساعات على الوفاة، مما يمحو أي أثر صناعي للوفاة».
لم يقدم طاهر الاجابات «حفاظا على خصوصية المريض»، لكن بعض الأطباء في المستشفى قالوا لـ«الاخبار» إن البيان يعكس ما قاله طاهر في اجتماع مع رؤساء الأقسام الطبية قبل يومين. يومها أبلغهم أن نتائج التحقيقات أظهرت ان الوفاة ناجمة عن موت فجائي أو مفاجئ.
غير أن هذه الخلاصة، وبحسب معلومات استقتها «الأخبار» من وزارة الصحة كانت واردة قبل نحو ثلاثة أسابيع في تقرير أعدّه المدير العام لوزارة الصحة وليد عمّار، لكن ما هي حالات الموت الفجائي؟ يجيب الأطباء بأنها ما يُعرف بأنها «ذبحة قلبية، أو سكتة دماغية، أو جلطة في الرئة. وهذه الحالات الثلاث تظهر في التشريح بوضوح، ولا تحتاج سوى إلى بضعة أيام لإعلان النتائج».
يقول أحد الأطباء «لو كشف عن وجود خلل صحي أو وظيفي أدّى إلى الوفاة لكان التفسير مقنعاً. علماً أن أي وفاة لها أسبابها حتى لو سُمّيت طبيعية». ويشير هذا الطبيب الى أن «بعض المواد الصيدلانية التي تؤدّي إلى اضطرابات في وظيفة القلب من دون أن تترك أثاراً على الخلايا لا يمكن أن يظهرها التشريح، ولا يمكن قياسها في الدم بعد توقف الدورة الدموية، وخصوصاً أن الجثتين اكتشفتا بعد ساعات على الوفاة. فالتقارير التي تحاول إظهار الناحية الإيجابية تكشف عادة عن وجود ناحية سلبية».
لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الأخبار