Thursday, 12 December 2013 - 11:18am
رأى نقيب الأطباء الدكتور أنطوان البستاني في حديث لـ"النهار" انه رغم شكوى غالبية المواطنين من ارتفاع الفاتورة الطبية في لبنان، فإن الحقيقة تشير الى أنها لا تدخل اكثر من مليون ليرة شهرياً لما يقارب 60 في المئة من اطباء لبنان".
قال البستاني إن ثمة اطباء يتقاضون أقل من مليون ليرة شهرياً. وليعلم المواطن أنه لا يمكنه أن يطبق القول السائد في مجتمعنا إن كل الاطباء "فوق الريح". لدينا مجموعة منهم يمارسون المهنة في الاطراف ودخلهم لا يتجاوز الحد الأدنى او أقل من ذلك. وتصل معاينة طبيب في الاطراف الى 10 آلاف ليرة للمريض الواحد. ولا أنكر ان خارج هذا النطاق الجغرافي يمكن أن تصل فاتورة الطبيب الى 120 دولاراً أميركياً".
بين السياسة والشعوذة
عندما سألناه عن متابعة النقابة لشكاوى المواطنين من الأخطاء الطبية التي ترتكب في حق مرضاهم، أجاب: "تتابع لجنة التحقيقات في النقابة هذه الشكاوى وتؤلف لجنة متخصصة بنوع الشكوى تضم أطباء من النقابة ومن خارجها لمناقشتها والاستماع الى الطبيب والمريض أو أهله". ولفت الى "أنه في حال تبين لنا أن ثمة خطأ طبياً فسنتخذ في حقه الاجراء المناسب مع ما يتوجب من تعويض مالي". وقال: "يتفاوت الاجراء بين أربع درجات، هي التنبيه أولاً، اللوم ثانياً، الانذار ثالثاً، ثم الانذار والايقاف عن العمل رابعاً".
اضاف: "لا نتغاضى عن أي شكوى. لكن يبرز التحقيق أحياناً ان الطبيب لم يرتكب أي خطأ طبي. نوضح هذا الأمر للمريض أو لأهله وهذا ما لا يتم تقبله منهم أحياناً لأسباب عدة. وهنا لا بد لي من التساؤل عما إذا كان الطبيب يتحمل موت أي مريض، بينما شفاؤه يرتبط دائماً بالعناية الإلهية!".
وما اذا اتخذت النقابة قراراً بتوقيف أطباء عن العمل، قال: "اتخذ قرار منذ عامين بتوقيف اربعة اطباء عن العمل وشطبهم من النقابة. لكن يحق للطبيب أن يستأنف أمام القضاء اللبناني وهذا ما يسهل ممارسة المهنة. لم يصدر حكم بهذه الشكاوى منذ عامين...". قاطعناه لنسأل عن دور السياسة فأجاب: "سميها ما شئت...". وعما اذا كان تناول هذا الملف مع وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي، أجاب: "لم نلتق في هذا الخصوص. لكنني سأقصده للتداول فيه".
وعن رأيه بمن يدعي "امتهان" طب الاعشاب قال: "طبيب الاعشاب مشعوذ، ومحمي سياسياً، ولا أحد يمكن ايقافه عن العمل. وللمشكلة بعد سياسي"! أضاف: "هو محمي اعلامياً. هل يمكن منع بث اعلان لما يعرف بطب الاعشاب على أي محطة، لأن صاحب المشروع دفع ما يتوجب عليه لعرض اعلانه على الشاشة".
وفي العودة الى علاقة الاطباء بالمستوصفات، اكد البستاني ان وضع المستوصفات في العموم "غير جيد" لأنها خارجة عن اطار المراقبة. وقال: "لنبدأ بالأدوية التي ترسل من الخارج وتوزع على شكل هبات في المستوصفات. إن معظم صلاحية هذه الأدوية، مدتها شارفت على الانتهاء". أما عمل الاطباء في هذه المستوصفات فهو وفقاً له "صعب ويقارب حد التطوع".
وعلى الموجة نفسها، توقف عند واقعة تتكرر مع الاطباء في بداية السنة الدراسية في المدارس الرسمية. وقال: "ترصد وزارة التربية 2000 ليرة لبنانية بدل أتعاب لكل طبيب يقوم بفحص طبي دقيق وشامل لكل تلميذ في المدارس الرسمية". وعندما أثار هذا الموضوع مع وزارة التربية أجابه أحدهم: "ما هني ع كثرة التلامذة بيجمعوا معو المصاري للطبيب".
وعن دورة النقابة في ملف اللاجئين السوريين قال البستاني: "تضع النقابة نفسها في تصرف وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية. لم يطلب منا اي شيء مباشرة. لكنني أرسلت رسائل الكترونية للأطباء طالباً منهم التعاون مع الوزارات المعنية بهذا الملف".
لكن البستاني شكا من اجحاف يطال أيضاً الاطباء، مشيراً الى أن "بعض المؤسسات الخيرية ومنها الدولية تغطي مساهمة محدودة لمعالجة اللاجئين في المستشفيات". وقال: "تغطي موازنة هذه المؤسسات بالكاد تكاليف الاستشفاء، ما يجعل أتعاب الطبيب محدودة او مغيبة". وتمنى "أن يترك لنا خيار التطوع في عملنا! الا يفرض علينا ذلك".
في المقلب الآخر، تناول البستاني الأولويات التي وضعها في عهده وتتسم في ايجاد "جو من التفاهم والتعاون بين النقابة واعضاء المجلس وبين الموظفين والنقابة والفصل بين العمل النقابي والعمل السياسي...". ويتابع مع مجلس النقابة المشكلة الكبيرة التي يعانيها الأطباء وهي رفع المعاش التقاعدي للطبيب من 600 ألف ليرة شهرياً الى المليون ليرة، وقال: "قرر مجلس النقابة بالاجماع رفع المعاش التقاعدي للطبيب الى مليون ليرة شهرياً. نحن على أتم الاستعداد لتقويم الوضع المالي للطبيب ودرس خطوات متتالية في حال توجب علينا ذلك".
وبعد تأكيده التزام الاطباء بالتثقيف الطبي، عرض لموضوع تشاوري بين اعضاء النقابة ويدور حول مناقشة مشروع الوصفة الطبية الموحدة.
ختاماً، يتوجه البستاني الى فرنسا لتفعيل التوأمة بين نقابة أطباء لبنان ونقابة اطباء باريس بهدف تبادل الخبرات والجسم الطبي وتنظيم مؤتمرات مشتركة بين الجانبين. وتندرج الزيارة في تفعيل العلاقات بين مجلس النقابة والمجلس الوطني لأطباء فرنسا واللجنة الدولية لنقابة الاطباء الفرنكوفونيين ونقابة اطباء باريس بما يخدم المهنة. كما سيتابع لقاءاته مع الاطباء اللبنانيين في فرنسا لحضهم على الانضمام الى نقابتهم في لبنان. ويشارك في هذه الزيارة في عشاء تقيمه الجمعية الطبية الفرنسية اللبنانية في 14 الجاري في باريس على شرفه وعلى شرف عضو الاكاديمية الفرنسية أمين المعلوف.
لبنان ACGEN اجتماعيات النهار حقوق