Friday, 13 December 2013 - 11:45am
يوم واحد فصل بين إعلان عدد من الجهات عمّا أسمته «الاجتماع الأول للجمعية العمومية للإقليم العربي الجديد في المنظمة الدولية للأشخاص المعوقين» أمس الأول، وبين مؤتمر صحافي طارئ لرئيس تلك المنظمة جافيد عبيدي الذي حطّ رحاله في بيروت أمس، وأتى ليعلن أن المنظمة غير معنية بذلك الاجتماع، من قريب أو بعيد، وأن الممثل الوحيد للمنظمة هو «اتحاد المقعدين اللبنانيين». ذلك قبل أن ينتقل مع وفد من المنظمة إلى مكتب وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، ليخبره بالقرار شخصياً.
ما الذي دفع برئيس «المنظمة الدولية للإعاقة» إلى رفع الصوت من بيروت لحصر تمثيل المنظمة بالاتحاد؟ وما الذي يعنيه ذلك التمثيل عملياً في العالم العربي؟ وماذا فعلت الجهات التي ادعت تمثيل المعوقين العرب خلال السنوات السبع الماضية، التي تلت صدور «الاتفاقية الدولية بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة» عن الأمم المتحدة؟ وأين هم المعوقون العرب من حقوقهم؟
عبيدي كان واضحاً، إذ يمكنه أن يلاحق الجهات التي ادعت تمثيلها للمنظمة، قضائيا وجزائياً، بتهم أقلها انتحال الصفة. إلا أن «الوقت ليس لذلك بل لجمع شمل الأشخاص ذوي الإعاقة العرب والنهوض بقضاياهم». والخطوة العملية الأولى ستكون عبر «المؤتمر الإقليمي الأول للنهوض بحركة الإعاقة العربية»، الذي انطلقت أولى جلساته إثر المؤتمر الصحافي الطارئ، في «فندق هوليداي إن» في بيروت، لتأسيس «المكتب العربي للمنظمة الدولية للأشخاص المعوقين»، تحت شعار. «نحو إستراتيجيات النهوض: حركة التمكين، والشراكة، والدمج».
المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، ضمّ ممثلي منظمات الأشخاص المعوقين من مختلف البلاد العربية. وقال عبيدي: «نحن في مؤتمر تاريخي، من شأنه أن يطلق المكتب الإقليمي للمنظمة في العالم العربي، وذلك بتنسيق مع اتحاد المقعدين اللبنانيين، وهذا حلم لجميع المشاركين، تحديداً المخضرمين في حركة الإعاقة. وسنعمل معاً لنحقق هذا الحلم لإطلاق حركة إعاقة فاعلة».
عبيدي استغرب أن جهة ادعت «طوال الشهرين الماضيين وتحديدا في الأسبوع الأخير، أنها الممثل الوحيد للمنظمة الدولية. وأنا رئيس المنظمة الدولية للأشخاص المعوقين، وهذا يحتم علي أن أكون على بيّنة من أمور كهذه!». ولم يخف أنه كان تم الاتفاق بالفعل مع تلك الجهة، «من قبل المنظمة الدولية على إنشاء المكتب الإقليمي هنا في العالم العربي، ولكن طوال السنوات السابقة، لم تقم بأي عمل في إطار المسؤوليات التي أسندت إليها في العام 2007»، لافتاً إلى أنه «تم عقد لقاءات متتالية للهيئة العمومية للمنظمة، ولم يحرز أي تقدم على صعيد تكوين مكتب إقليمي». ولم تقم تلك الجهة بحضور المؤتمرات والهيئات العامة، ولم ترفع تقاريرها إلى المنظمة.
وكان المجلس التنفيذي للمنظمة قد التأم في أيلول من العام الماضي، وقرر «اننا لن ننتظر طويلا، واننا سنتولى أخذ كل التدابير اللازمة لتأسيس المكتب الإقليمي في العالم العربي». وأكد عبيدي «اننا لا نتكلم على مهارات قيادية أو أشخاص محددين، نتكلم عن الأشخاص المعوقين العرب، فأصواتهم يجب أن تسمع. نتكلم على إيصال أصواتكم إلى العالم، غدا عندما تعقد مؤتمرات الأمم المتحدة، يجب أن يُسمع صوت الأشخاص المعوقين في العالم العربي».
إثر المؤتمر الصحافي، توجه عبيدي برفقة رئيس «اتحاد المقعدين اللبنانيين» حسن مروّه، والمديرة العامة للبرامج في الاتحاد سيلفانا اللقيس، وممثلي عدد من الوفود العربية المشاركة، للقاء أبو فاعور، ووضعه في صورة قرار «المنظمة الدولية للأشخاص المعوقين»، والمؤتمر الإقليمي الذي انطلقت فعالياته في بيروت، أمس، وتستمر أعماله اليوم وغداً.
«النهوض بالحركة»
افتتح مروّه «المؤتمر الإقليمي الأول للنهوض بحركة الإعاقة العربية»، لتأسيس «المكتب العربي للمنظمة الدولية للأشخاص المعوقين»، تحت شعار: «نحو إستراتيجيات النهوض: حركة التمكين، والشراكة، والدمج». ولفت إلى أن «الواقع المهترئ في العالم العربي، قد ساهم، ليس فقط في تفاقم حالة العزل والتهميش للأشخاص المعوقين في عالمنا العربي، ولكن ساهم في ما هو أخطر من ذلك، ألا وهو تهميش وعزل حركة الإعاقة العربية بحد ذاتها».
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى «تعزيز أواصر التعاون بين جميع المنظمات والخبراء المشاركين، لإطلاق مسيرة إعادة النهوض بحركة الإعاقة العربية على نحو فاعل ومستدام، ووضع الأسس اللازمة والمتكاملة لشراكة إقليمية ودولية تساهــم في خــلق الأطر المطلوبـة لشراكــة حقيقــية بين المنــظمات القاعدية والحقوقية للأشخاص المعوقين في العالم العربي، ومنظمات التنمية الدولية»، ويأتي على رأسها «تأسيس المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للأشخاص المعوقــين في العالم الذي من شأنه أن يشكل الإطار التنظيمي».
ذلك، وناقش المؤتمرون أمس، الخطط العملانية على المدى البعيد والقصير للنهوض. أما المحور الثاني فتضمن مناقشة تفاصيل تكوين المكتب العربي للمنظمة الدولية للأشخاص المعوقين استناداً إلى النظام الداخلي للمنظمة. وتضمنت الجلسة الأخيرة حواراً مفتوحاً مع ممثلين عن منظمات دولية، حول الإستراتيجيات التي يمكن اعتمادها للنهوض.
تمثيل «المنظمة الدولية لم يعد مجالاً للبحث»، إلا أن العبرة ستكون في الخطوات العملية للنهوض بالأشخاص المعوقين في العالم العربي. وذلك ما يمكن التعويل عليه في المستقبل المنظور، لا سيما أن الشعار الأشهر لـ«المنظمة الدولية للأشخاص المعوقين»، و«اتحاد المقعدين اللبنانيين» معا، هو: «لا شيء يعنينا من دوننا».
لبنان ACGEN السغير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة