قضاء جبيل ينتظر «مستشفى ميفوق»

Tuesday, 28 January 2014 - 12:26pm
من يصدّق أن جبيل، المدينة اللبنانية التاريخية، ما زالت بلا مستشفى حكومي؟ وحاجة مريض لدواء أو معاناته من صداع قوي في أي قرية في وسط أو جرد جبيل قد تفرضان عليه السير مسافة طويلة إلى أقرب مستشفى حكومي يمكن أن يدخلها بكلفة بسيطة. وإلا عانى الأمرين، إذ يضطر إلى دفع ما في جيبه لعيادة خاصة أو مستشفى خاص، أو عليه تحمّل الوجع.
لكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟ فجبيل تطالب منذ زمن بإنشاء مستشفى يلجأ إليها فقيرو الحال، وتعيد للمدينة وقضائها بعض تقدير بعد عقود من الإهمال. وهي نالت وعداً بوضع حجر أساس لمستشفى ربما أنجزت مخططاته على الورق، لكنه ينتظر وينتظر موازنة تلو موازنة!
يقول رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، لـ«السفير» إنّ «المستشفى الحكومي حاجة جبيلية كبيرة، وقد قدمنا مشروعاً لإنشائها إلى وزارة الصحة، بعدما أمّنت قطعة أرض في بلدة ميفوق (جرد جبيل الشمالي)، وهي هبة من الرهبانية اللبنانية المارونية قدمتها إلى الدولة بشرط تنفيذ مستشفى حكومي عليها. ولذا خصصت الدولة موازنة لوزارة الصحة لتنفيذ هذا المخطط». ويشير إلى أنّ «كلفة هذا المشروع قدّرت بـ15 مليون دولار وهو اليوم قيد التلزيم». وعلمت «السفير» أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيضع قريباً الحجر الأساس لمستشفى جبيل الحكومي في ميفوق.
وعمّا إذا كان موقع المستشفى المنوي إنشاؤه في ميفوق بعيداً نسبياً عن ساحل القضاء، يشير الحواط إلى أنّ «منطقة جبيل الساحلية ليست بحاجة إلى مستشفى حكومي برأيي، فهناك مستشفى البوار الحكومي، الذي يلبي حاجات المواطنين الاستشفائية، بالرغم من أنه تابع لقضاء كسروان، إلا أنّ موقعه على الأوتوستراد يجعله قريباً من جبيل والبلدات في جوارها».
يضيف: «لكنّ قرى وبلدات قضاء جبيل لا تحظى بأبسط الحقوق الاستشفائية، كالأدوية والتصوير الشعاعي أو اللقاحات الأساسية للأطفال. فالمريض في فصل الشتاء حين يتعرض لأي عارض صحي طارئ قد تسوء حالته كثيراً قبل أن يصل إلى المستشفى، وقد يتسبب ذلك أحياناً بوفاته».
ويلفت إلى أن «المستشفى الحكومي في بلدة قرطبا، (جرد جبيل الجنوبي)، لا ترقى خدماته إلى مستوى خدمات المستشفيات الحكومية. وتجهيزاته توقفّت عند حدود تجهيزات المراكز الطبية».
المستوصفات
أمّا عن ازدياد اعداد المستوصفات على مساحة القضاء وما إذا كانت تؤمن خدمات استشفائية بديلة عن خدمات المستشفيات، فيشير الحواط إلى أن «المستوصفات الموجودة لا تكفي إلا للإسعافات الأولية ولعلاج أولي لعوارض صحية بسيطة أو موسمية، ليتم نقل المريض بعدها إلى أقرب مستشفى مجهّز».
يقول: «نعم، معظم القرى والبلدات الجبيلية لديها مراكز صحية أو مستوصفات إلا أنها غير مجهزة. فالمستوصفات الموجودة تؤمن أدوية معدودة، وفحوص أشعة بسيطة، ومسكنات للآلام كأبعد حد. أمّا الأجهزة المتطورة التي يمكن أن تخفف من وطأة العارض الصحي فهي غير موجودة».
ويتمنى رئيس بلدية جبيل على وزارة الصحة أن تنشئ مستوصفات بمواصفات حديثة وتجهزها بتقنيات عالية، لتكون قادرة على تأمين الحاجة الصحية لأهالي القرى الجبيلية، ولاسيما في فصل الشتاء. «فللأسف لا وجود حالياً لأي مستوصف في قضاء جبيل بالمستوى المطلوب في الساحل أو الجبل».
ويتمنى الحواط على «وزير الصحة أن يكون وزيراً لكل لبنان وليس لمنطقته فحسب». يقول: «كل وزير يخدم منطقته ومجموعته أولاً. وهذه لعبة السياسة اليوم وهي سبب ما وصلنا إليه من فساد وتدهور. فشروط بناء الدولة هي أن يكون السياسي لكل الوطن وليس لمجموعة أو منطقة بعينها. فالجميع يأتون من بيئة سياسية معينة ومن موقع جغرافي سياسي معين، لكن عليهم أن يكونوا سياسيين ووزراء للبنان كله بطوائفه ومناطقه كلها، ومن عاصمته إلى أطرافه كلها. وقد أصبحنا بحاجة لخروج من يُعيّن وزيراً أو يُنتخب نائباً من الاصطفافات السياسية إلى المسؤولية الوطنية».

لبنان
ACGEN
استشفاء
السغير