Monday, 17 February 2014 - 12:00am
طلب لبنانيون كثر اللجوء إلى دول العالم قاطبة إما خلال الحرب الأهلية أو بعدها لأسباب سياسية وأمنية، وحتى إنسانية. لكن لم يحصل أن طلب لبناني اللجوء إلى بلد غير لبنان، بسبب إهانته وعدم احترامه كشخص من ذوي الإعاقة.
قالت الزميلة رولا حلو أمس لـ"السفير": "أنا اليوم أطلب اللجوء إلى أي بلد يحترم إعاقتي ويعاملني بالتساوي مع أخي الإنسان". وجاء طلب رولا اللجوء، وهي مقعدة منذ 34 عاماً، إثر قيام أحد موظفي "شركة طيران الشرق الأوسط" (الميدل إيست) بمنعها من السفر على متن رحلة الأمس من بيروت إلى القاهرة.
رولا تسافر وحدها وكل شهرين أو ثلاثة أشهر على متن الخطوط الجوية نفسها. تقطع تذكرة سفرها من مكتب الشركة في جل الديب، ولم يسبق أن منعت من السفر قبلاً. رولا التي تحدت إعاقتها الجسدية، أكملت دراستها الجامعية وتعمل في الإعلام منذ 15 عاماً، وهي شاعرة أصدرت ديوانها الأول قبل سنتين من اليوم، وجدت نفسها تهان على مرأى ومسمع كل من كان حولها في المطار أمس. بكت رولا، أمس، في المطار بعدما مزق موظف "الميدل إيست" م.ن بطاقة المرور خاصتها ومعها الأوراق التي وضعها الموظفون على كرسيها المدولب وعلى حقائبها، وقال لها: "لا يمكنك السفر"، وفق ما نقلت لـ"السفير". قالت رولا للموظف: "لكنني أسافر دائماً وعلى متن شركتكم ولم تمنعوني في السابق". رد الموظف وأمام المسافرين وموظفين في المطار: "قومي إمشي لشوف، إذا تمكنت من السير سأدعك تسافرين". هكذا تحداها وتحدى إعاقتها هي التي كرست عمرها لكي تستقل وتستغني عن شفقة الآخرين، هي التي حاولت أن تكوّن حياتها وسيرتها المهنية نموذجاً بين الأشخاص ذوي الإعاقة، لمن يعاند ظروف الإعاقة وينجح بالتمتع بحريته الفردية وباستقلاليته وبكيانه المستقل.
اليوم سترفع رولا عبر موكلتها المحامية دنيا سليمان دعوى قضائية على "شركة طيران الشرق الأوسط" لإهانتها وللتمييز السلبي الذي مارسه الموظف بحقها.
رئيس مجلس إدارة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت أكد لـ"السفير" أنه سيفتح تحقيقاً بالحادث، وأنه سيتصرف في ضوء نتيجة التحقيقات. وأشار إلى أنّ هناك نوعين من تذاكر السفر بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة. تشير الأولى إلى أنه من ذوي الإحتياجات الخاصة وتحدد الثانية أنه بحاجة إلى مساعدة خلال سفره، مؤكداً أن القانون يمنع الشخص المقعد من السفر وحيداً من دون حجز مسبق مبني على هذين النوعين.
تقول المحامية سليمان إن رولا تصرح دائماً عندما تسافر على متن "الميدل إيست"، أنها مقعدة، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تتعرض فيها لهذا التمييز السلبي. وأشارت سليمان إلى أن موقع الشركة على الأنترنت يخلو من أي نص قانوني باللغة العربية يكرس منع سفر المقعد وحيداً. ولفتت إلى أنّ هناك نصاً بالإنكليزية يؤكد نوعية الخدمات الجيدة التي تقدمها الشركة للأشخاص المعوقين والمساعدة الملائمة لهم والراحة.
عندما بكت رولا، أمس، في المطار بعد تعرضها لما تعرضت له أخذها عناصر الأمن العام إلى مكاتبهم الخاصة بالشكاوى حيث روت ما حصل معها. طلب الأمن العام موظف "الميدل إيست" الذي قال لها: "أنا بدي إرفع عليك دعوى لأنك ضيعتي لي وقتي".
كتبت رولا على صفحتها على "فايسبوك" أمس: "إعاقتي تسبق إنسانيتي، وتمنعني الميدل إيست من السفر لأني لا أمشي، أنا حزينة في وطن لا يحترم إعاقتي وعار علي أن أبقى هنا بين بشر لا يحترمون حياتي وانجازاتي ولا قدرتي على تخطي إعاقتي..أنا اليوم اشعر أنني أبدأ كفاحي من جديد، من أجلي ومن أجل كل شخص مثلي في هذه القضية المحقة". وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي حملة تضامن غير مسبوق مع رولا، مستنكرين ما قام به موظق شركة الطيران.
لبنان
ACGEN
السغير
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة