Tuesday, 18 February 2014 - 12:03pm
قضية الزميلة رولا الحلو، التي حاولت السفر على متن خطوط "طيران الشرق الأوسط"، أمس الأول، فـ"منعت من ذلك لعدم وجود مرافق معها"، تعيد تسليط الضوء على التمييز اللاحق بالأشخاص المعوقين. فبعد نحو 14 عاماً على صدور القانون 220/2000 الخاص بحقوقهم، ما زال نحو 10 في المئة من اللبنانيين يعانون الأمرّين للوصول إلى الأماكن التي يرتادها غير المعوقين. وقد أثارت قضية الحلو موجة من الاستنكارات من منظمات المجتمع المدني، والمنظمات الحقوقية، والجمعيات المعنية بقضايا الإعاقة، بالإضافة إلى عدد من الحملات على مواقع التواصل الاجتماعية التي تضامنت مع الحلو، ولم يخلُ بعضها من تهجم على شركة الطيران.
الشركة أصدرت بياناً أمس، عبر دائرة العلاقات العامة فيها، أكدت فيه أنها "تلتزم تطبيق جميع القوانين الدولية وتحترم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. إن شركة طيران الشرق الأوسط تؤمن سفر حوالي مئة راكب يومياً من ذوي الاحتياجات الخاصة منهم 4 إلى 5 حالات لديهم شلل تام من دون مواجهة أي مشكلة. وقد تم مؤخراً تجهيز مكتب عصري لذوي الاحتياجات الخاصة لتأمين كل احتياجاتهم 24 ساعة/ 7 أيام". وأوضحت الشركة أنه "عندما أجرت حلو حجزها، أصرّت على أنها تستطيع السير من الكرسي المتحرك إلى باب الطائرة (بينما في المرات السابقة كانت تطلب المساعدة الخاصة عند الحجز). ولكن لدى وصولها إلى المطار تبين أنها تحتاج للمساعدة الكاملة للوصول إلى مقعد الطائرة، الأمر الذي يتطلب إجراءات مسبقة لتأمين راحتها وسلامتها في مطار بيروت وعلى متن الطائرة وفي الوجهة المقصودة". واعتبرت الشركة في بيانها أن "القضية التي لا يمكن أن تتحول بأي حال من الأحوال إلى حملة تصور الشركة وكأنها بلا قلب". وذكرت "بوجوب استعمال العبارات اللائقة مع موظفي الشركة الذين يقومون بدورهم بالتعامل مع الركاب وفق أصول اللياقة والآداب وبدون أن يسمح أحد لنفسه بتوجيه الإهانات".
وردّت الحلو على بيان الشركة بأنّها ماضية في رفع دعوى جزائيّة ضد "طيران الشرق الأوسط"، نافية أن تكون قد حجزت بطريقة مغايرة لحجوزاتها السابقة عبر الشركة.
وأوضحت لمكتب الحجز أنّها معوّقة حركيّاً وتستعمل كرسياً متحرّكاً.
في المقابل، وجهت إدارة "اتحاد المقعدين اللبنانيين" كتاباً إلى رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت، "بعد تكرار حوادث منع سفر الأشخاص المعوقين بكل بساطة لأنهم يسافرون من دون مرافق". واعتبرت فيه أن "الحلو منعت من السفر إلى مصر، وقيل لها إن السبب هو إعاقتها. كما أنها تعرضت للإهانة من قبل أحد موظفي الشركة، علماً أن هذه المواقف واجهت عدداً كبيراً من الأشخاص المعوقين المسافرين وتسببت لهم بالكثير من المعاناة لغاية تاريخه". ورأت إدارة الاتحاد أن "هذا التصرف يتناقض مع القوانين الدولية للطيران ومع الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، ومع مبادئ وقوانين منظمة السياحة الدولية، والقانون 220/2000".
واعتبرت أن المكتب الذي وصفته الشركة بـ"العصري"، "يفتقر إلى الحد الأدنى من شروط ومبادئ خدمة المسافرين المعوقين والنتيجة: تعريض حياة المسافرين المعوقين والمسنين للمخاطر والإهانات".
وحذرت إدارة الاتحاد من أنها "لن تقف موقف المراقب، أو المستنكر فقط أمام هذا الوضع في حال تكراره، لا بل سوف نبلغ الجهات المعنية في الدولة ونطلب منها اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تضمن عدم تكرار ما يحدث"، محذرة من أنها ستحشد "التأييد لمقاطعة الشركة وسنراسل منظمة السياحة الدولية وسنقاضيكم ونراقب أداءكم".
الزميلة مي شدياق، توجهت عبر "الفايسبوك" إلى الحلو، معتبرة أنه "من الظلم تعميم حادثة فردية على شركة نجحت في الحفاظ على مستوى رفيع من الحداثة والرقّي في التعامل مع الزبائن". وتمنت أن "نُحوِّلَ غضبَنا إلى حافزٍ لفرض التسهيلات التي على الدولة اللبنانية ككل تأمينها لذوي الاحتياجات الخاصة لنعيش بكرامة في وطن كانت حجّته الدائمة تغليب المهم على الأهمّ فضاعت حقوق من هم في حال إعاقة في سلةّ الاحتياجات الطارئة لبلد موضوع بمجمله في غرفة العناية الفائقة".
كما استنكر "نادي جديدة مرجعيون الثقافي" في بيان أمس، "التعرض غير المسؤول في مطار بيروت بمنع عضو الهيئة الإدارية للنادي والإعلامية والشاعرة رولا الحلو من السفر"، واضعاً "هذا التصرف برسم المسؤولين على جميع مستوياتهم وخصوصاً وزراء الأشغال العامة والنقل والثقافة ورئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت". وطالب البيان بـ"اتخاذ الإجراءات القانونية والتأديبية بحق الموظف وبحق المشتركين معه".
لبنان
السغير
النوع الإجتماعي