Monday, 3 February 2014 - 12:00am
على الرغم من التركيز الإعلامي الدائم على مخيم عين الحلوة تحت عناوين امنية، يحظى المخيم هذه الايام باهتمام دولي في نواح انسانية واجتماعية وانمائية سواء لجهة مساعدة العائلات الفلسطينية النازحة اليه من مخيمات سوريا، او لجهة تقديم الدعم المادي واللوجستي والتقني لمؤسسات محلية لتمكينها من تحقيق برامجها ذات الطابع الاجتماعي او التربوي او الصحي.
زيارات لوفود عدة سجلت للمخيم خلال العام 2013 وتتوالى فصولا منذ مطلع العام الحالي من سفارات ومنظمات دولية تحت عناوين انسانية، نجحت في ان تكسر ولو نسبيا الصورة النمطية المأخوذة عن اكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي فرضتها الحالة الأمنية التي يشهدها بين الحين والآخر بسب حوادث وتوترات ملازمة ولفترات متفاوتة للحياة اليومية لأبناء المخيم لتضيف الى معاناتهم المعيشية معاناة أمنية يسعون دائما للتخفيف من وطأتها على مخيمهم رغم صعوبة هذا الأمر خاصة مع الضخ الاعلامي الذي يواجهه المخيم بعد كل حادث امني داخله او حتى خارجه.
واذا كان موضوع النازحين الفلسطينيين في مخيمات سوريا الى عين الحلوة ينال حاليا القسط الاكبر من الاهتمام الخارجي رغم انه غير كاف امام تدفق الاعداد الكبيرة منهم، فإن الشأن الحياتي والانمائي في المخيم والذي يعني جميع المقيمين فيه، شكل محور اهتمام لبعض الدول الكبرى والمنظمات الدولية عبر سفاراتها ومكاتبها في لبنان ومن خلال وكالة الاونروا. ومن بين هذه الدول، اليابان التي تقوم منذ مطلع العام بمشروع تأهيل البنية التحتية للمخيم بقيمة مليوني دولار عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي. وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي بدأ بمشروع مماثل في المخيم .
المشروع الياباني
شكلت الزيارة التي قام بها وفد مشترك من السفارة اليابانية والوكالة اليابانية للتعاون الدولي( JICA) مؤخرا لمخيم عين الحلوة مناسبة لترجمة اهتمام اليابان بتحسين اوضاع اللاجئين الفلسطينيين من النواحي الخدماتية والاجتماعية. لكن لزيارة الوفد الياباني خصوصية انمائية خدماتية كون اليابان اول دولة كبرى تنفذ مشروع تأهيل البنية التحتية للمخيم عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي وبالتعاون مع الأونروا، وهو اول مشروع من نوعه لتأهيل شبكات المياه والصرف الصحي في طرق المخيم التي لم تطلها يد التأهيل منذ عقود طويلة.
في القاطع الثالث للمخيم، وتحديدا عند مفرق سوق الخضار، الذي اشتهر اسمه لكثرة ما سجل فيه وفي محيطه من حوادث امنية، تستمر فصولها بين الحين الآخر على شكل القاء قنابل ليلية، ثمة مشهد مغاير تماما لهذه الصورة الأمنية: ورش اشغال وحفريات تسير على قدم وساق. توقف الوفد الياباني لتفقد سير العمل في المشروع والخطوات التي قطعتها المرحلة الاولى من اعمال تأهيل شبكة المياه وتحسين الصرف الصحي، يرافق الوفد مدير الاونروا في منطقة صيدا ابراهيم الخطيب واعضاء اللجنة المشرفة على المشروع من قبل فاعليات المخيم ومهندسو المشروع. واستمع الوفد منهم الى بعض المشاكل التي تعيق انجاز المشروع في المهل المحددة له. كما شملت جولة الوفد الياباني مؤسسات اجتماعية وتربوية وانسانية فلسطينية في المخيم تتلقى دعما من الحكومة اليابانية ولتدارس امكانيات وسبل تفعيل هذا الدعم.
وتبلغ قيمة المشروع الياباني مليوني دولار أميركي مقدمة عبر الوكالة اليابانيّة التي تساهم ايضا من خلال بعض المتطوّعين وتقدّم المساعدة الفنية. وجرى اطلاق العمل فعليا في المشروع في اواخر نيسان 2013 . وبحسب اللجنة المشرفة عليه، يتضمن المشروع: تنفيذ شبكات جديدة للتزويد بالمياه، وانظمة للصرف الصحي وصرف مياه الامطار. وبهدف تسهيل تأمين التمويل، تمّ تقسيم المخيّم الى أربعة قطاعات. تغطي المساهمة اليابانية القطاع الثالث من المشروع الذي يشمل منطقة السوق في عين الحلوة. ويشمل المشروع «حي صفوري، جزء من حي عمقا، حي الزيب، جزء من الشارع التحتاني وسوق الخضار» ويستفيد من هذا المشروع حوالى 15 ألف لاجئ فلسطيني، يؤمل ان تتحسن ظروفهم الصحية بشكل جذري من خلال تأمين إمدادات مياه نظيفة وأنظمة مياه امطار وصرف صحي فاعلة. وسيتم وصل هذه الشبكات بمركز صيدا لمعالجة المياه (محطة التكرير في سينيق) الذي مولت الوكالة اليابانية سابقا عملية بنائه.
مشروع الاتحاد الأوروبي
مشروع آخر مماثل يشهده مخيم عين الحلوة لتأهيل بناه التحتية، وهو ممول من الاتحاد الأوروبي وعبر وكالة الأونروا ايضا، وقيمته 4 ملايين و400 ألف يورو وجرى اطلاقه في 13 تشرين الثاني 2013، وهو يهدف الى تحسين ظروف المسكن والنظافة والصحة للاجئين الفلسطينيين الأكثر فقراً في لبنان عبر اعادة تأهيل البنى التحتية للمخيم. ويتضمن المشروع اعادة تأهيل وتحسين البنى التحتية الحالية في القطاع الجنوبي من عين الحلوة (القطاع الأول) من خلال تحسين شبكة امدادات المياه الرئيسية والثانوية، وتحسين شبكة الصرف الصحي الرئيسية والثانوية، وبناء شبكة صرف مياه أمطار وشبكة صرف صحي جديدة، وتعبيد واعادة تأهيل كل الطرق والممرات في القطاع الجنوبي من المخيم، بالاضافة الى إعادة تأهيل المساكن المتصدّعة لحوالى عائلة من العائلات الأكثر فقراً في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان، وإعادة تأهيل ثمانية مراكز صحيّة تابعة للأونروا في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيّين في لبنان وجوارها، وسيستفيد من ذلك أكثر من ألف لاجئ فلسطيني في لبنان.
شبايطة
يقول امين سر حركة «فتح« في منطقة صيدا ماهر شبايطة: المساهمة اليابانية المشكورة بالنسبة لمخيم عين الحلوة من شقين: شق اجتماعي من خلال دعم بعض المؤسسات والجمعيات في المخيم، وشق خدماتي انمائي من خلال مشروع تأهيل البنية التحتية الذي تموله الحكومة اليابانية. صحيح ان فصل الشتاء ادى الى بعض التأخير في انجاز المشروع وهناك بعض المشاكل التي ترافقه، لكن المشروع يسير بشكل فاعل، ونحن نشكر للحكومة اليابانية هذه المبادرة ونأمل ان يصل هذا المشروع الى خواتيمه ليحقق الهدف منه. كما نشكر الاتحاد الأوروبي على مشروعه المشابه في قسم اخر من المخيم«.
فضل
ويقول مسؤول حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل: نقدر هذه المبادرة من الحكومة اليابانية ومن الاتحاد الأوروبي مشكورين، ولا شك ان مخيم عين الحلوة بحاجة ماسة لهذه البنى التحتية، ونحن في لجنة المتابعة نتابع تنفيذ هذين المشروعين، وما يمكن ان يعترضهما من عقبات. ونأمل ان يتم انجازهما سريعا. ونحن نطالب اليابانيين كما الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي الاستمرار بدعم هذه المشاريع لمخيمنا ولشعبنا الفلسطيني لأن المخيم يعاني من الحرمان وخاصة على مستوى البنى التحتية .
ACGEN
المستقبل
جمعيات
حقوق الفلسطينيين
مساعدات