أطلق وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، بعد تخطي حركة النزوح رقم المليون، نداء استغاثة جاء فيه: "في يوم إعلان المليون نطلق في آذان المجتمعين العربي والدولي مليون صرخة للتحذير والاستغاثة وتأكيد الشراكة". مضيفاً "تلك مناسبة لنداء إنساني وسياسي عنوانه لبنان لا يمكن أن يكون وحيدا". من جهته، افاد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس قائلاً "يصعب على أي بلد تحمل تدفق مليون لاجىء/ة، أما في بلد صغير مثل لبنان الذي يعاني من صعوبات داخلية، فالتداعيات هائلة".
وفي اطار تقديم حلول عملية لمعالجة الازمة، طرح الوزير السابق شربل نحاس، مقاربة جديدة، تنطلق من الاعتراف بالواقع ومحاولة حرف مساره عبر خلق حلقات انتاج جديدة تربط سوريا بلبنان. وقد شرح نحاس فكرته انطلاقاً من خلفية تفيد بأن الحرب الأهلية "تخلق عدداً من حالات الأمر الواقع التي تستمر بعد انتهائها، لا شيء يعود إلى ما كان عليه". واردف نحاس قائلاً: "نحن في دولة وقع فيها حدث طارئ غير مرتقب، هو ارتفاع حجم القوة العاملة فجأة. المطلوب أن نفكر بكيفية مقابلة هذه الطاقة الإنتاجية المعطلة بزيادة فجائية وكثيفة ودائمة للطلب وللاستثمار في رأس المال. يكون ذلك من خلال جعل عملية الاستثمارات متصلة بحلقات معينة لتطوير سلع، منتجاتها الأساسية قابلة للإنتاج في سوريا حتى في ظروف الحرب، فيما تكون الصناعات التحويلية عندنا نحن". كما طلب نحاس من الدول الداعمة للبنان الاتي:1) إصدار قرار سياسي يعتبر المنتجات الآتية من لبنان أو سوريا دون تمييز في المنشأ وأن تعامل كالمنتجات الوطنية، 2) افتتاح نموذج مصغّر عن البنك الدولي في لبنان للقيام باستثمارات مباشرة، أو تقديم كفالات، أو قروض لإنشاء تلك الصناعات التحويلية، 3) إنشاء صندوق دعم لتغطية التكلفة الإضافية الناتجة من تزايد المخاطر.
وفي الختام، رأى نحاس أن "التعامل مع قضية النازحين/ات انطلاقاً من تلك الخلفية يمكنه أن يثبت صيغة للعلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا في المرحلة اللاحقة، استباقاً لما سينجم عن حالات الأمر الواقع قيد التشكّل"، مضيفاً "وأهمّ ما فيه أنه سيخلق، إن طبّق، وضعية تتيح للسوري أن ينضم إلى واحدة من حلقات الإنتاج، وقد يعود إلى الحلقة الاساسية، وهي الزراعة في أرضه، إذا ضمنّا له تسلّم المحصول". (السفير، النهار، الاخبار، الديار 4 نيسان 2013)