Thursday, 27 March 2014 - 12:00am
تفاعلت قضية إقدام مدير مدرسة في ضيعة العرب الصرفند، على ضرب ثلاثة من التلامذة وتحولها قضية رأي عام إثر إنتشار هذه الواقعة بالصوت والصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقد اتخذت اجراءات مسلكية بحق المدير موسى ضاهر، من قبل وزارتي التربية والشؤون الاجتماعية و«جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية «في بيروت التي تتبع لها المدرسة، والتي أعلنت صرف المعلم من الخدمة، وتوقيف الدروس امس الاربعاء، استنكارا. كما زار رئيس الجمعية محمد امين الداعوق البلدة حيث عقد اجتماعا طارئا مع الأهالي والهيئة التعليمية بحضور ضاهر. إلا ان المفارقة كانت موقف الأهل والتلامذة أنفسهم الذين عبّروا عن تضامنهم مع ضاهر.
التربية
عقد وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب مؤتمرا صحافيا عن العنف الذي تعرّض له التلامذة في المدرسة، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، مدير التعليم الإبتدائي جورج داوود، مديرة الإرشاد والتوجيه صونيا الخوري ومديرة المديرية المشتركة سلام يونس والداعوق والأولاد المعنفون وأهاليهم.
ولفت بو صعب إلى ان الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل الإجتماعي سلط الضوء ليس فقط على المدرسة بل على موضوع العنف النفسي والجسدي المنتشر في المدارس،لافتا إلى أننا «سوف نحتكم إلى القانون لوضع حد لهذه الظاهرة. فالقانون يعطينا الحق بالإدعاء أمام النيابة العامة التمييزية والإيعاز إلى المدرسة بإتخاذ عقوبات تأديبية وحرمان المعلم المعتدي من التعويضات بعد صرفه من الوظيفة، كما يوجب ضرورة إعلام المدرسة للتنفيذ تحت طائلة سحب الترخيص، ويدعونا القانون للإستماع إلى التلاميذ المعنفين كما نفعل اليوم».
وكشف الوزير انه اجتمع مع الطفلين المعنفين علي وفواز النميري ومع الأهالي قبل المؤتمر، وأكدوا له احترامهم للمدير ولمكانته بينهم. إلا أنه أكد أن الضرب غير مبرر وأن المدير استحق العقاب لافتا إلى أن الموضوع غير شخصي مع المدير، مشيرا إلى «أن الوزارة تلقت عددا من الشكاوى من مناطق عديدة فكلف الإدارة التحقيق في شأنها».
«الشؤون الإجتماعية»
دان وزير الشؤون الإجتماعية رئيس المجلس الأعلى للطفولة رشيد درباس الحادثة، مشيراً الى أن «التعليم وتلقين العلم له وسائله الحديثة والحضارية التي اثبتت فعاليتها، وهو لا يكون عبر العنف والتعدي على الاطفال القصّر». وأكد ان الوزارة لن تتهاون اطلاقاً مع هذه التصرفات وستتخذ الاجراءات القانونية الضرورية لمعاقبة من قام بهذا العمل.
وكلف درباس المجلس الاعلى للطفولة والأجهزة المعنية في الوزارة متابعة هذه القضية حتى النهاية، متمنياً ان «تكون الحادثة خاتمة لعمليات العنف التي يتعرض لها الاطفال في المدارس والمؤسسات تحت عنوان تلقين العلم».
«المقاصد»: طرد معلم
قررت جمعية المقاصد، صرف الاستاذ واتخاذ صفة الادعاء الشخصي في حقه.
وجاء في بيان للجمعية: «تناولت وسائل التواصل الاجتماعي فيلما مصورا يظهر أحد معلمي مدرسة مقاصدية في محافظة الجنوب. وتبلغ رئيس الجمعية والمشرف على ادارة الشؤون التربوية في الجمعية بالأمر، وعقدا اجتماعا سريعا بحضورهما والمسؤولين التربويين والنقابيين والقانونيين في الجمعية، للاطلاع على مضمون الفيديو، وآلمهم منظر تلامذتنا المقاصديين وهم يضربون على أرجلهم، وقرروا بنتيجة الاجتماع:
أولا: اقفال مدرسة المقاصد غدا (امس) الأربعاء استنكارا لتصرف المعلم المقاصدي بحق تلامذته.
ثانيا: صرف المعلم من الخدمة استنادا لأحكام المادة 26 من قانون 16 حزيران 1956.
ثالثا: اتخاذ صفة الادعاء الشخصي بحق المعلم الذي أساء لكرامة التلامذة المقاصديين.
رابعا: قيام رئيس الجمعية على رأس وفد تربوي ونقابي وقانوني بزيارة المدرسة غدا (امس) لمتابعة التحقيق.
كما استنكرت «جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في بيروت» في بيان «ما حصل واعتبرت «ان هذا العمل المشين، هو عمل فردي ولا يمت الى الاخلاق والمبادئ المقاصدية النبيلة التي تربى عليها جميع المتخرجين من ثانويات المقاصد بأي صلة».
ودعت «القضاء لاخذ الاجراءات الصارمة والعادلة في حقه وحق جميع من اساء او انتهك خصوصية اي طالب حتى لا تتكرر تلك الحوادث «.
وطالبت»وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في البرامج التربوية ووضع خطة لتثقيف الاهالي ودعوتهم لرفض اي اعتداء على اولادهم».
الأهالي لإبقاء المدير
شهدت ضيعة العرب (الزهراني «المستقبل») يوما حافلا امس، فعلقت الدروس في المدرسة وسجل تحرك للأهالي ليس استنكارا لتعرضه بالضرب لأولادهم الذين شاركوهم المطالبة بعودة ضاهر وإبقائه على رأس هذه المدرسة، مبدين تعاطفا مع من ضربهم لـ«مصلحتهم» وبناء لطلب الأهالي.
واستدعت الحادثة انتقال رئيس الجمعية الداعوق الى البلدة حيث عقد اجتماعا طارئا مع الأهالي والهيئة التعليمية بحضور ضاهر.
وصف الداعوق ما حصل بالتهور. وقال: «نحن استأنا كثيرا وما حدث غير طبيعي. وضاهر يعمل مع الجمعية من حوالى الثلاثين سنة والتشدد الذي قام به كما سمعنا من اهل الضيعة، تشدد من اجل العلامات. وللأسف فقد صوابه في تلك اللحظة، ومن منا لا يفقد صوابه من وقت لوقت في هذا الموضوع».
أضاف «اجتمعنا مع الاهالي وهم غفروا له ما حصل لأنهم هم من طلبوا منه ذلك. وطالبونا بعدم اتخاذ اجراء بحقه وبابقائه في المدرسة».
واوضح ضاهر(الذي ظهر في الفيديو وهو يضرب تلامذته فلقة) «انه قام بذلك لتأنيب الطلاب ومحاسبتهم بسبب تقصيرهم بالمواد العلمية وحرصا على مصلحتهم وليس من اجل ايذائهم وذلك بناء على طلب الاهالي.
وقال: «العمل الذي قمت به ممكن ان يكون غير مقبول تربويا، ولكن الهدف كان بموضوع التربية وليس لأن بيني وبين الطلاب خلافا شخصيا. فهم مقصرون بالمواد العلمية، وكل ما في الامر اني عاقبتهم بضرب كل تلميذ ثلاثة قضبان على رجليه وليس على يديه حتى لا يتأذى، وانا على استعداد، اذا كان هناك اي ضرر جسدي، ان اتحمل كامل المسؤولية القانونية.هؤلاء في النهاية تلاميذي وانا اسهر على تربيتهم كما اهاليهم. واتمنى على وزير التربية أن يأخذ هذا الامر بعين الاعتبار وانه لم يكن الهدف ايذاء الطالب وانما الحرص على استمرارية نجاحه وتأمين مستقبله وتحسين مستواه».
وأبدى مشهور علي النميري (احد التلامذة الذين تعرضوا للضرب) تفهمه لما قام به مديره، فقال: «ضربني الاستاذ بالعصا لأن علاماتي متدنية وهو يريد مصلحتنا، وعندما اكبر واتخرج عندها اعرف لماذا ضربني، اقول له شكرا لانك ضربتني، صحيح انني تألمت لكن هذا لمصلحتي».
وقال زميله في تلقي «الفلقة» علي محمد النميري: «انا سامحت الاستاذ. فانا عفريت في الصف وألهو كثيرا ولم احفظ دروسي جيدا. وانا اعتبر كأن والدي من ضربني. واعترف اني كنت اصرخ اثناء الضرب حتى يتوقف الاستاذ عن ضربي وليس لأني اتألم».
وطالب زميلهما محمد عباس، باعادة «فتح المدرسة وعلى رأسها المدير الذي يحرص علينا وعلى تعليمنا لان المدرسة بدونه لا تنفع على حد قوله».
وأكد العديد من الأهالي على ان ما جرى كان بطلب منهم ولمصلحة ابنائهم، فقال عضو لجنة الأهل رياض النميري: هذا يحصل في كثير من المدارس والاستاذ موسى علمني وهو اليوم يعلم اولادي ولا يجوز ان يهان الاستاذ فهو مفضل علينا ونرفض اي اجراء بحقه».
وقالت عضو لجنة الأهل خديجة توبة:« لدي ثلاثة اولاد في هذه المدرسة ولم يشتك اولادي في يوم من الايام من اي اذى. والذي حصل لمصلحة الطلاب ليتعلموا. والاستاذ موسى لا يضرب ابدا وانا اعذره ربما كان يعاني من ضغط العمل. ونحن بالعادة نضرب اولادنا بالعصا في المنزل فلماذا هذه الضجة».
ACGEN
اجتماعيات
المستقبل
تربية وتعليم