Saturday, 29 March 2014 - 12:00am
نفد صبر طلاب الجامعة الأميركية في بيروت من إدارة الجامعة ومجلس أمنائها، وأعلنوا الإضراب المفتوح أمام مبنى الإدارة (الكوليج هول) ابتداءً من الساعة الثالثة بعد ظهر الأربعاء المقبل، رفضاً لأي زيادة على الأقساط.
انتهى مجلس الأمناء من اجتماعه الذي عقده في نيويورك دون أن يعطي أي جواب شافٍ للطلاب الذين طالبوه برفض الزيادة المقررة على الأقساط الجامعية، واكتفى المجلس بمقطع صغير ومختصر ضمن الرسالة التي بعثها رئيسه فيليب خوري إلى الطلاب، يشرح فيه أن القرار النهائي سيتخذ خلال شهر أيار، وأن ميزانية الجامعة المرفوعة إلى المجلس ستأخذ في الاعتبار «التوازن بين مصاريف الجامعة وتراعي الطلاب والعائلات التي تكافح في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة»، وهذه المسألة سيجري تناولها واتخاذ القرار بشأنها بعد إرسال الإدارة التوصيات النهائية إلى مجلس الأمناء.
تأجيل القرار لم يُرح الطلاب، فكيف إذا ما كان القرار سيتخذ بعد توصيات سيرسلها رئيس الجامعة بيتر دورمان، الذي بعث برسالة إلى الطلاب تلت رسالة خوري، يشرح فيها «حتمية الزيادة». فرغم الاقتراحات التي رفعتها اللجنة المؤقتة التي شكلت لإيجاد موازنة بديلة والسيناريوات المحتملة، وتوصيات اتحاد أساتذة الجامعة الأميركيّة، الذي «لم يجد مبرراً لضرورة زيادة الأقساط»، ومجلس الشيوخ الذي حمل الموقف نفسه، ورغم الحراك الطلابي الواسع والتصعيد المرتقب، يقول دورمان للطلاب إنه يدرس جميع الخيارات الممكنة التي «ستتضمن حكماً زيادة في الأقساط»، دون أن يوضح حجم هذه الزيادة، مكرراً التبريرات السابقة.
بيتر دورمان بعث برسالة إلى الطلاب يشرح فيها «حتمية الزيادة»
الطلاب ردوا على مجلس الأمناء وإدارة الجامعة بالدعوة إلى الاعتصام المفتوح ونصب الخيم أمام مبنى الإدارة تحت شعار «ocuppy college hall»، أي احتلوا الكوليج هول المبنى الأساسي للإدارة. ويعقد الطلاب سلسلة من الاجتماعات اليومية للبحث في سبل إنجاح خطتهم لمحاصرة مبنى الإدارة، وصولاً لإغلاقه. وأكدت الحكومة الطلابية رفضها مجدداً دعوة دورمان (وجهها في خلال رسالته الأخيرة أيضاً) إلى الاجتماع لمناقشة باقي مطالب الطلاب، وأعلنت دعمها لأي خطوة يقررها الطلاب. وسخر عدد من منظمي الحراك خلال اجتماعاتهم من «الشفافية» التي يتعهدها دورمان في الوقت الذي يرفض فيها إطلاع الطلاب على الزيادة المقترحة للأقساط في الميزانية، أو نشر تقرير عن الكيفية التي صرفت فيها سابقاً زيادات متتالية بلغت 37% أو غيرها من الملفات والقضايا التي طرحت أخيراً في الأميركية. ويستمر دورمان بإعطاء الوعود دون أي ضمانات للطلاب، حيث أعلن «الرؤية الاستراتيجية للجامعة في السنوات المقبلة، التي ستتضمن حملات لجمع التبرعات للجامعة».
لم تكن اجتماعات مجلس الأمناء «حامية» كما كان متوقعاً، فاكتفى بطرح عدد من القضايا في إطارها العام وإصدار توصيات دون التعمق في التفاصيل التي تدور في أروقة إدارة الأميركية. مسألة داتا بيانات الجامعة طُرحت خلال اجتماع المجلس، وتبنى الأخير سياسة الخصوصية التي أقرها مجلس الشيوخ، وذلك على خلفية قضية التنصت على الاتصالات والبريد الإلكتروني لأهل الجامعة من أساتذة وطلاب وجهاز إداري، وسحبت الثقة على إثرها من جورج دوبين، مدير العمليات في إدارة الجامعة. وقد سجل المجلس اعتراضه بطريقة غير مباشرة على تلزيم دورمان لشركة من خارج الجامعة تطوير شبكة معلومات الجامعة، حيث عبّر المجلس عن «تفضيله حلاً أحادياً هو امتياز للجامعة»، وأعرب عن أن الموضوع لا يقع ضمن الأولويات. وقد نفى المجلس أي سوء إدارة أو هدر أو خلافات بشأن هذه القضية.
سياسة «حكم الجامعة» و«عقود الكليات» جرى التباحث فيها لناحية المطالب والتعديلات المطروحة من قبل مجلس الشيوخ، وأُجِّل اتخاذ القرارات فيها إلى شهر أيار.
الشفافية المفقودة في الجامعة الأميركية أخذت الحيّز الأكبر من النقاش داخل اجتماعات مجلس الأمناء الذي أوصى الإدارة بتوضيح المسائل المتعلقة بالجامعة، بما فيها كيفية وضع الميزانية وتخصيص الموارد الأساسية. وقد حث الإدارة على إجراء حوارات أكثر مع أهل الجامعة.
مجلس الأمناء اعترف بوجود العديد من المشاكل داخل الجامعة، وفي الوقت عينه تجاهل أخرى، يقول الأساتذة غير الراضين عن نتائج الاجتماعات، التي لم تنتج أي حلول حقيقية تساعد الجامعة على الخروج من دوّامة الفساد والهدر وسوء الإدارة، وسيعملون على مناقشة المسألة داخل اجتماعات اتحاد طلاب الأساتذة ومجلس الشيوخ للرد على مجلس الأمناء واتخاذ الخطوات اللازمة. أما الطلاب فسيفعلونها، ويترجمون تصعيدهم أخيراً نهار الأربعاء، ويعلنون الإضراب المفتوح، حيث سينصبون الخيم وينامون أمام مبنى الإدارة، حتى تجمّد الأخيرة الزيادة على الأقساط، ليصار بعدها إلى دخول جولة من المفاوضات تُبحث فيها بقية مطالب الحكومة الطلابية المتمثلة بتعزيز الشفافية، وقف الهدر والفساد، إيجاد سياسة مالية بديلة لرفع الأقساط، وإشراك الطلاب في القرارات الأساسية التي تمسّهم.
لبنان
ACGEN
الأخبار
تربية وتعليم