ترأس رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، الوفد اللبناني الذي توجه الى باريس للمشاركة في مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان، الذي انعقد في شهر آذار الماضي. وقد افاد فرانسوا هولاند، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، ان مجموعة الدعم الدولية للبنان تهدف الى دعم الجهود اللبنانية لاستضافة النازحين/ات السوريين/ات وتقديم الخدمات التعليمية والطبية لهم/ن وتأمين مكان السكن، مؤكداً أن "على المجتمع الدولي التحرّك في 3 اتجاهات: أولاً، توفير الدعم للنازحين/ات، خصوصاً وان هناك مبالغ مالية تمّ التعهد بتقديمها وينبغي تعزيزها لنتمكن من مساعدة لبنان والتخفيف من عبء النازحين/ات واستضافتهم/ن بأفضل الطرق. ثانياً، ينبغي دعم الاقتصاد اللبناني من خلال جهود البنك الدولي والصندوق الذي تمّ استحداثه لتمويل البنى التحتية، وعلينا مساعدة الحكومة وتمكين الاقتصاد والمساهمة في ازدهاره بعد أن تمكّن من ضبط التضخم والسيطرة عليه، وذلك من خلال توفير الضمانات للمجتمع الدولي. ثالثاً، ضمان أمن لبنان وتأمين المعدات العسكرية والتجهيزات اللازمة للجيش اللبناني، وفرنسا تعمل حالياً على ذلك بالتعاون مع السعودية".
وقد اعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، جيفري فيلتمان، ممثلاً أمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون، ملخّص بيان المجموعة الدولية الذي تضمن تشجيعاً للحكومة اللبنانية للتنسيق عن كثب مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين بغرض الاستجابة بشكل افضل للحاجات الإنسانية الملحة للاجئين/ات في لبنان. كما اعرب البيان عن استعداد الأمم المتحدة وشركائها للعمل بشكل وثيق مع نظرائها في الحكومة، داعياً الجهات المشاركة لزيادة حجم المساعدات للبنان من خلال كافة الوسائل الإنسانية والتنموية الممكنة ومن خلال المساهمة في الصندوق الائتماني، الذي سينشأ لهذا الغرض والذي سيديره البنك الدولي.
لكن وكما كان متوقعاً لم يفض المؤتمر الى نتائج حاسمة ملموسة، إلا ان رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، عبّر خلال لقاء مع عدد من الصحافيين/ات لتقويم عمل المؤتمر عن ارتياحه للدعم الفرنسي والدولي الكبيرين للبنان، الذي جرى تأكيده خلال المؤتمر. وقد افاد سليمان بانه "كان اجتماعاً تقويمياً لاجتماع نيويورك الذي وضع خريطة طريق للبنان تتحدث عن استقراره السياسي والاقتصادي والامني ودعم المؤسسات وتمكينه من ادارة شؤون النازحين/ات السوريين/ات، معتبراً ان الاجتماع اكبر من مسألة النزوح، انه احاطة بالوضع اللبناني. واردف سليمان قائلاً:" ان جزءاً من المال الذي تخصصه المجموعة للنازحين/ات قدم في عدد من المؤتمرات، ولا تزال تلك الاموال غير كافية وهناك وعود بالمزيد لم يتم تنفيذها بعد، ونسبة التنفيذ 53 في المئة. كذلك لفت سليمان، الى صندوق الائتمان الذي انشئ وبدأ الاكتتاب به والمساهمات في تنفيذ مشاريع درسها البنك الدولي، كاشفاً عن امر استجد تم طرحه وهو طلب فتح ضمان مشترك بين عدة دول قادرة، لكي يتمكن لبنان من اصدار سندات خزينة خاصة بالدولار واليورو يتراوح مقدارها بين مليارين ومليارين ونصف المليار دولار تسمح بتحسين التصنيف الائتماني للبنان وتساعدنا على تمرير المراحل.
وفي الاطار نفسه، نقلت الدائرة الاعلامية في السفارة الفرنسية في بيروت عن الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، رومان نادال، اثناء مؤتمره الصحافي، قوله رداً على سؤال عما اذا كان بمقدوره اعطاء تفاصيل حول مساعدة فرنسا للبنان في اعقاب اجتماع باريس: "ستواصل فرنسا دعمها المتعدد الاوجه. ولهذه الغاية، ستساهم في الصندوق الائتماني التابع للبنك الدولي بحدود 7 ملايين يورو، وستزيد مساهمتها في المفوضية العليا للاجئين بمبلغ قدره مليون يورو".