كشفت الدراسة التي اعدها مدير مركز Knowledge to policy ، التابع لكلية العلوم الصحيّة في «الجامعة الأميركية في بيروت»، الدكتور فادي الجردلي، ان التغطية الصحفية للمواضيع الصحيّة في لبنان تفتقر إلى الأدلّة، وأن معدّل التزام المقالات الصحافية المتعلقة بالصحة، بالمعايير العلمية الأكاديمية، بلغ 3.6 من 11 نقطة، وهو مستوى متدن. فبحسب الدراسة التي تم عرض نتائجها يوم الأربعاء الماضي، خلال ورشة عمل نظمها المركز حول دور الإعلام في استخدام البراهين العلمية للتأثير في السياسات العامة، فقد شكّل التمويل الصحّي الموضوع الأكثر تكراراً، بينما توزّعت المواضيع المتكرّرة الأخرى بين خدمات الرعاية الصحيّة الطبيّة، والإدمان على المخدرات، والتغطية الصحيّة الشاملة، وقانون منع التدخين، ونظام الضمان الاجتماعي للمتقاعدين، وحقوق المعوقين.
وقد عرض الجدرلي ايضاً موجزاً عن نتائج دراسة أخرى للمركز، لم تنشر بعد، بينت أنّ أثر الإعلام في صنع السياسات العامة في لبنان محدود. ووفقاً لنتائج تلك الدراسة، يعود سبب عدم استخدام الأدلة العلمية في الصحافة الصحيّة إلى عدة عوامل منها: عدم وجود صحافة صحية متخصصة ومحترفة في لبنان، محدودية الوقت، صعوبة الوصول إلى الأدلّة، ضعف وسائل التواصل بين الباحثين والمؤسسات البحثية والإعلام، وقلة الأبحاث المنشورة المتعلقّة بالأنظمة الصحيّة المحليّة. كذلك شدد الجردلي على ان المعطيات العلميّة الناتجة من بحوث أكاديمية موثوقة، تشكل أداة قوية للدفاع عن القضايا الاجتماعية والصحيّة والاقتصادية والبيئية، كما يشكّل الإعلام وسيلة لترجمة معطيات البحوث على مستوى السياسات العامة وممارسات الأطباء والمرضى. (السفير 5 نيسان 2014)