وفي اطار تقديم حلول عملية لمعالجة ازمة النازحين/ات السوريين/ات، طرح الوزير السابق شربل نحاس، مقاربة جديدة، تنطلق من الاعتراف بالواقع ومحاولة حرف مساره عبر خلق حلقات انتاج جديدة تربط سوريا بلبنان. وقد شرح نحاس فكرته انطلاقاً من خلفية تفيد بأن الحرب الأهلية "تخلق عدداً من حالات الأمر الواقع التي تستمر بعد انتهائها، لا شيء يعود إلى ما كان عليه". واردف نحاس قائلاً: "نحن في دولة وقع فيها حدث استثنائي غير مرتقب، هو ارتفاع حجم القوة العاملة فجأة. المطلوب أن نفكر بكيفية مقابلة تلك الطاقة الإنتاجية المعطلة بزيادة سريعة وكثيفة ودائمة للطلب وللاستثمار في رأس المال. واوضح نحاس انه يمكن تحقيق ذلك من خلال جعل عملية الاستثمارات متصلة بحلقات معينة لتطوير سلع، منتجاتها الأساسية قابلة للإنتاج في سوريا حتى في ظروف الحرب، فيما تكون الصناعات التحويلية عندنا نحن". كما اقترح نحاس من الدول الداعمة للبنان الاتي:1) إصدار قرار سياسي يعتبر المنتجات الآتية من لبنان أو سوريا دون تمييز في المنشأ وأن تعامل كالمنتجات الوطنية، 2) افتتاح نموذج مصغّر عن البنك الدولي في لبنان للقيام باستثمارات مباشرة، أو تقديم كفالات، أو قروض لإنشاء تلك الصناعات التحويلية، 3) إنشاء صندوق دعم لتغطية التكلفة الإضافية الناتجة من تزايد المخاطر.
وفي الختام، رأى نحاس أن "التعامل مع قضية النازحين/ات انطلاقاً من تلك الخلفية يمكنه أن يثبت صيغة جديدة ومتينة للعلاقات الاقتصادية بين لبنان وسوريا في المرحلة اللاحقة، استباقاً لما سينجم عن حالات الأمر الواقع قيد التشكّل"، مضيفاً ان اهم ما في الامر ان مقاربته ستخلق إن طبّقت، "وضعية تتيح للسوري أن ينضم إلى واحدة من حلقات الإنتاج، وقد يعود إلى الحلقة الاساسية، وهي الزراعة في أرضه، إذا ضمنّا له تسلّم المحصول".