معوّقة تروي: أجبروني على الاختباء عندما يحضر زوار إلى بيتنا

Thursday, 24 April 2014 - 12:18pm
يحيط المجتمع دائما المتزوجين الجدد ويحفزهم على الانجاب وبناء عائلة، وما ان يحضر الولد الاول حتى يحيطهم مرة اخرى ويحفزهم من جديد على انجاب اخت او اخ للولد الاول، لكن ماذا لو رزق احدهم مولوداً معوقاً؟ بعض الاهالي يرفض تقبل الواقع، لانه غير معد لتقبله ويحاول البعض التخلص منه، فيما البعض الآخر يعتبره نعمة من الله.

ك.ز. تتحدث "برأس مرفوع" رغم قسوة الظروف التي واجهتها منذ ان فتحت عينيها، لكنها لم تبصر سوى القليل من النور وبقيت الظلمة ترافقها في المجتمع ومع عائلتها، التي لطالما، سعت الى اخفائها في المنزل وعدم اظهارها للعلن. تقول "كنت اسيرة غرفتي، حتى في المناسبات لم تسمح لي عائلتي بان ارافقها، خجل اهلي بي امام المجتمع، اجبروني على الاختباء عندما يحضر الزوار الى بيتنا، ومنعت من استقبالهم، او حتى من فتح الباب لهم والقاء التحية". البكاء وحده كان عزاء ك.ز. التي كانت تختبىء تحت الطاولة وتبكي. وتتابع"ارغموني على ارتداء النظارات السوداء، الا عندما كنت احتاج الى صورة شمسية، وكنت امزقها في ما بعد".
تعود الى طفولتها لتسترجع ذكريات من الحزن والقسوة وتصفها بسخرية قائلة " منذ ان ولدت وحياتي تحد لي، للمجتمع والمحيط والاهل، وحتى في المدرسة لم تكن المعلمة تسمح لي بالقراءة، وكانت تستثني دوري. الى حين واجهتها مع المدير لانني كنت اعشق اللغة العربية، على رغم ان بصري كان ضعيفا جدا، لكن هذا التحدي كان يدفعني دائما للاجتهاد، وان ابلغ دائما المرتبة الاولى في الصف". وتشير الى دور مهم ادته احدى المعلمات، تقول بحماسة: "كانت تعاقبني كما باقي التلامذة، وهذا الامر
كان يشعرني بانني كالآخرين ويفرحني".
كانت ك. تسير في شوارع جونيه، ويشار اليها بالاصابع وتسمع عبارات "عمياء عمياء تمشي وحدها" لكن ذلك لم يكن يعوقها، بل كانت تسير ولا تلتفت الى الوراء.
وعن تجربتها تقول "اتضح لي ان المجتمع اللبناني يعيش في هاجس ان الانسان المعوّق لا ينفع في شيء، حتى لو تبين العكس". وتشير الى انها اليوم اصبحت تعمل في شركة تأمين، بعدما عملت بائعة موسوعات، وتستطيع تدبير حاجاتها من دون مساعدة، "ما زلت اتحدى اقرب المقربين الذين يتهمونني بالعجز، ويزعجهم ايضا عدم حاجتي اليهم في تنقلاتي الى العمل".

لبنان
ACGEN
النهار
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة