شباب عين الحلوة: لا سبيل سوى الهجرة

Tuesday, 8 April 2014 - 12:24pm

هيثم الغُزّي، لاجئ فلسطيني يعيش في مخيم عين الحلوة، يطالب «بالهجرة إلى أي بلد»، والسبب هو أنه يريد أن يعيش بكرامة، يريد أن يعمل ويربي أولاده ويعلمهم. يقوم الغزي، مع عدد من الشباب، بتنظيم التظاهرات المطالبة بالهجرة. يقول: «تظاهرت من أجل المطالبة بالهجرة، وتحركي كان فردياً، فقد نصبت خيمة في الشارع بعد خروجي من السجن، حيث قضيت فيه خمس سنوات ظلماً». يضيف «كنت موعوداً بأن تنتهي قضيتي التي سجنت لأجلها، وهي بيع السلاح، خلال ستة أشهر بعدما تم تسليمي للدولة اللبنانية، وتُركت عائلتي من دون اهتمام».
وبعدما نصبت خيمة «وجدت أن هناك حراكاً شبابياً يطالب بالهجرة أيضاً، وأنا كنت من ضمن اللجنة الشبابية في مخيم عين الحلوة، ولأنني لا أحب الصمت صرخت، لأعبر عن وجع أبناء شعبي. صرختي تضمنت بنوداً، منها الالتفات لحالة المرضى وأوضاع أهالي السجناء، والبطالة، والأمن والبنى التحتية والتعليم، ومطلبنا الذي خرجنا لأجله محق، فقد كنا كلما زرنا مسؤولاً أو قيادياً، كان يقول لنا: مطالبكم محقة، لكننا لا نستطيع القيام بشيء نتيجة الأوضاع السياسية».
فكرة مشروع الهجرة تتلخص بـ«إما أن نعيش بكرامة أو يرحلوا عنّا أو نحن نرحل، ونحن لا يحق لنا السفر إلى أي بلد عربي، ولا نحمل جواز سفر، بل نحمل وثيقة سفر لا أحد يعترف بها، وفكرة المطالبة بالهجرة ليست من أجل التخلي عن حق العودة، لكن لنعيش حياة كريمة، والمطالبة بمستقبل لأبناء الشعب الفلسطيني»، كما يرى الغزي. فالشباب الفلسطينيون الذين يتخرجون أطباء ومهندسين «لا يملكون حق العمل ولا الحياة بكرامة هنا، وتسعون في المئة من أبناء شعبنا يريدون الخلاص، ونحن لم نطالب بهجرة جماعية، بل نطالب بهجرة من أجل العمل والحياة الكريمة، ونريد من السفارات أن تفتح أبوابها لاستقبالنا».
شاب فلسطيني آخر في المخيم يقول: «الهجرة هي هروب من الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان، ونحن راودتنا فكرة الهجرة، بعد أحداث مخيم نهر البارد». ويضيف «لن نتخلى عن حق العودة، ولكن هنا لا مقومات صمود حتى نفكر بالعودة والتحرير».
عبد الرحمن الحاج حسن (18 عاماً)، طالب، يقول: «كنت أرغب في دراسة الطب، لكن وضع الفلسطيني في لبنان لا يسمح بأن يكون طبيباً، فغيرت وجهة دراستي، وصرت أريد أن أصير معلم مدرسة، لأن هناك مجالا للعمل في الأونروا ولو بنسبة ضئيلة». هو كذلك مع الهجرة «نتيجة الوضع المتردي في المخيم».
محمد صباح، طالب أيضا، (19 عاماً)، لكنه ضد الهجرة إلى أي بلد أوروبي، وذلك «لأن نضال الشعب الفلسطيني منذ العام 1948 واستشهاد الآلاف في سبيل فلسطين وحق العودة لا يمكن أن نمحوهما».
ويرى الطالب حسيب يوسف (18 عاماً) أن المشكلة تكمن في أن أبناء شعبنا المتعلمين عندما يتخرجون من الجامعة بتخصص إدارة أعمال، أو هندسة، أو طب، ويعمل واحدهم بائع خضار، فهذه نكبة. لذلك كره يوسف الدراسة «لأنها بلا مستقبل هنا، وأريد أن أهاجر إلى دولة أشعر بها أنني إنسان».

لبنان
WEEP
السغير
حقوق الفلسطينيين
شباب