اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، أن الأزمة السورية باتت «ترتقي إلى مستوى النكبة»، مستنداً بوصفه إلى عدد من الأرقام التي تشير الى أن 85% من النازحين/ات السوريين/ات يعيشون/ن على حساب 76% من فقراء لبنان(؟!)، وان «هذا النزوح يحصل على المساعدات وينافس المجتمع المضيف على فرص العمل، في حين لا ينال لبنان أي دعم إزاء ذلك». كذلك استند درباس إلى أرقام «البنك الدولي» ليقول ان خسائر لبنان في فترة النزوح بلغت 7 مليارات و500 ألف دولار، وانه بحاجة إلى مليارين و800 مليون دولار لإعادة مرافقه إلى ما كانت عليه قبل تلك الفترة، فيما «لا يملك فعلياً منها إلا ثلاثين مليون دولار». إلى ذلك، كشف درباس انه لم يصل من الأموال التي تنتظرها المفوضية سوى 25 % من التمويل الموعود (15% حتى آذار 2014)، مؤكداً ان «حتى أن المفوض العام انطونيو غوتيريس لا يضمن لنا استمرار التمويل، مما يعني أن المفوضية قد تصبح عاجزة عن إغاثة النازحين داخل لبنان فيكون علينا بالتالي العبء بكامله".
اعاد وزير الشؤون الاجتماعية تكرار الموقف الرسمي الجديد ومفاده أن الحلّ يكمن في الحدّ من النزوح، من خلال: اولاً عدم استقبال أي سوري/ة نازح/ة إلا إذا نزح/ت من مناطق ترزح تحت المعارك ومحاذية للحدود اللبنانية، وثانياً شطب أي سوري/ة يزور/تزور بلده/ها عن لوائح النازحين/ات المستفيدين/ات من تقديمات المفوضية وغيرها من المؤسسات. وذكر درباس ان مجلس الوزراء وافق على التوجه الجديد وأبلغه إلى المفوضية التي «اعترضت» على وفقاً لدرباس، "على أساس أن غربلة النازحين تتطلب معايير محددة ودقيقة".
وفي الاطار نفسه، لا تزال فكرة إنشاء مخيمات للنازحين/ات السوريين/ات الذي يسوقها درباس وغيره من السياسيين غير مرحبّ بها من جانب كل الفرقاء في لبنان، لكنّ درباس يجدها الحلّ الأنسب لضبط النزوح اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، مقترحاً إنشائها في المناطق داخل سوريا الفاصلة بين الحدود اللبنانية – السورية. لكن الأمم المتحدة رفضت ذلك الاقتراح رفضاً قاطعاً على اعتباره غير مأمون ولا يحاكي النظم العالمية في إقامة المخيمات.
وبحسب اخر الارقام، ارتفع اجمالي عدد النازحين/ات في لبنان الى مليون ومئة الف و486 نازحاً/ة سورياً/ة، من بينهم/ن مليون وخمسون ألف مسجل/ة رسمي/ة، و150 ألف نازح/ة مقيم/ة في 1250 مخيماً عشوائياًَ، و51 ألف لاجئ/ة فلسطيني/ة من سوريا. وينتشر النازحون/ات السوريون/ات في أكثر من 1600 منطقة، ويتمركزون/ن في بؤر الفقر التقليدية في البلاد، التي تستضيف 87% منهم/ن في 225 منطقة لبنانية، وتحتوي على 67% من إجمالي فقراء لبنان، وتحديداً في منطقتي الشمال والبقاع. (الاخبار – الاخبار 14 حزيران 2014)