كتب بريطانية غير مشروطة لـ«التربية»

Friday, 23 May 2014 - 1:01pm

عادت السفارة البريطانية عن قرارها لجهة تقديم منحة مالية لوزارة التربية والتعليم العالي، مشروطة، تستثني كتاب «الجغرافيا». وبتأمين المال اللازم فقط، لتغطية طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني المعتمد في المدارس الرسمية للتلامذة اللبنانيين والنازحين من سوريا المسجلين في المدارس الرسمية، لمرحلة التعليم الأساسي أي الفئة العمرية ما بين 6 و15 عاما.
ويأتي قرار السفارة بعدما لمست رفضا من قبل الوزارة، لجهة السير قدما في شرطها، كون كتاب الجغرافيا، يحتوي على اسم دولة فلسطين، وليس الكيان الإسرائيلي.
وكان قبول الهبة البريطانية قد جاء في نهاية كانون الثاني الماضي، بمرسوم جوّال (11067) وقعه كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، والوزيرين السابقين محمد الصفدي وحسان دياب، على أن يعرض المرسوم لاحقاً على مجلس الوزراء على سبيل التسوية، لتعذر انعقاد مجلس الوزراء بسبب اعتبار الحكومة مستقيلة. وتبلغ قيمة المساهمة الإجمالية ثمانية مليارات وثلاثمئة وواحداً وثمانين مليونا وسبعمئة ألف ليرة، أي ما يعادل خمسة ملايين وخمسمئة وستين ألف دولار. أي ما يساوي 3.4 ملايين جنيه إسترليني.
ويمكن من خلال الهبة، تغطية ثمن الكتب للعام الدراسي المقبل، وما يتبقى من رصيد يمكن تغذية صناديق المدارس التي تعاني من نقص.
وكانت وزيرة التنمية الدولية جستين غريننغ، قد أعلنت عن تقديم بريطانيا ثمن مجموعة من الكتب المدرسية (307 آلاف مجموعة من الكتب)، خلال زيارة قصيرة إلى لبنان في نهاية كانون الثاني الماضي.
ووقع وزير التربية الياس بو صعب وسفير بريطانيا لدى لبنان توم فلتشر، أمس، مذكرة التفاهم التي تقضي بتأمين الجانب البريطاني الهبة المالية معدلة. وأوضح بو صعب، أن الهبة ستغطي تكاليف طباعة سلاسل الكتاب المدرسي الوطني الصادرة عن «المركز التربوي للبحوث والإنماء»، والمعتمدة في المدارس الرسمية للتلامذة اللبنانيين والنازحين من سوريا، والمسجلين في المدارس الرسمية، سواء أكانوا سوريين أو فلسطينيين، وبتغطية كتاب الجغرافيا المستثنى من طريق إحدى المنظمات الدولية.
وقال: «إن مناهجنا وكتبنا المدرسية هي تعبير عن سيادة الدولة على أبنائها، كما أنها تعبر عن القرار الوطني الجامع باعتماد الكتب التي تخدم توجهاتنا بإعداد مواردنا البشرية بحسب المسلمات الوطنية التي أجمعنا عليها، وقد كان قرارنا بعدم القبول بأي استثناء، تعبيراً عن حرصنا على سيادتنا التي لا نقبل المساس بها مهما كان الثمن».
وأوضح بو صعب أن الهبة «تغطي تكاليف الكتب المدرسية لنحو 300 ألف تلميذ لبناني تتراوح أعمارهم بين 6 و15 سنة مسجلين في المدارس الرسمية، كما تغطي تكاليف الكتب لنحو 58 ألف طفل لاجئ سوري في مدارسنا الرسمية، و7000 طفل لاجئ فلسطيني، يضاف إليهم نحو 32 ألف طفل لاجئ سوري يدرسون في مدارسنا الرسمية بدوام بعد الظهر».
ولفت فلتشر إلى أن «المجلس النيابي مزدحم بالشخصيات من أجل العمل على انتخاب رئيس للبلاد، ونحن نعمل بدورنا على إيجاد حلول لمسائل تتعلق بالمواطن اللبناني، وهي مسائل تربوية وتعليمية».
وروى فلتشر قصة لقائه مع فتى يدعى علي (سبع سنوات) التقاه في زحلة - البقاع، وهو يتمتع بالحيوية والاستعداد للرياضة وكرة القدم، كما أنه يهوى دراسة الرياضيات. وقال: «تحدثت إلى والده «أبو علي» وسألته عن أكثر الحاجات الملحة التي يطلبها للعائلة، وظننت أنه سيطلب الطعام والدواء لكنه طلب فقط الكتب المدرسية بإصرار، وتأكدت انه ينتظر حصول ولده على الكتب المدرسية التي يحتاجها للذهاب إلى المدرسة، فهو لا يملك المال ليأتي بها».
وقال: «عندما نقدم الكتب للتلميذ فإننا نقدم له أجنحة ليطير بها، ما يعني أننا نقدم له المستقبل، من هنا كان اقتناعي بأن نوفر للأولاد فرصا متساوية مع الآخرين في الحصول على التعليم، وأعتقد أن علي هو نموذج عن نحو ثلاثمئة ألف تلميذ لبناني أو سوري. إننا ندعم الاستقرار في فترة عصيبة تمر بها المنطقة، ونعرف التحديات التي يواجهها المواطنون في لبنان، كما أننا مؤمنون بمستقبلهم وبمستقبل لبنان 2020».

لبنان
ACGEN
السغير
تربية وتعليم