Saturday, 24 May 2014 - 12:00am
الحكومة تقرر إنشاء مخيمات للنازحين السوريين
شهدت الجلسة الوداعية في قصر بعبدا إنجازاً نوعياً طال انتظاره بشأن النازحين السوريين، اذ للمرة الاولى تعتمد الحكومة اللبنانية سياسة حكومية في ما خص النزوح السوري من شأنها أن تطل بها على دول العالم، الأمر الذي أبدى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ارتياحه الى الأخذ بتوجهه في هذا الخصوص، فيما عبر وزير الخارجية جبران باسيل عن سعادته بهذا الإنجاز الذي أقر في اللحظات الأخيرة من اجتماع الحكومة، إلا أنه غمز من قناة العمل الحكومي لاحقا بقوله «عمل الحكومة بعد الشغور ليس كما قبله».
غير أن تعيين عمداء الجامعة اللبنانية وتفرغ الأساتذة المتعاقدين لم يمر، بعدما طرح من خارج جدول الأعمال، ففيما أصر وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب على البت بالملف كاملا، فضّل رئيس الحكومة تمام سلام تعيين العمداء بحيث يستكمل مجلس الجامعة الذي يعود اليه درس ملفات التفرغ، الأمر الذي رفضه بو صعب وأصر على السلة المتكاملة، كما كان اعتراض من وزراء تيار «المستقبل» على خلفية إضافة ثلاثمئة اسم على ملف التفرغ في الساعات الأخيرة، الأمر الذي اعتبره الوزير نهاد المشنوق أنه يدخل في إطار التسرّع لا التفرغ.
وحول ما أثير بشأن ملف تعيين القائمقامين أكد وزير الداخلية أن هذا الموضوع لم يكن مطروحا لا من داخل جدول الأعمال ولا من خارجه وهو يحتاج الى تفاهم سياسي حوله.
وللمرة الاولى في الجلسات الحكومية التي تعقد برئاسة الرئيس ميشال سليمان، يستهل الكلام رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية، اذ بادر الى التحدث باسم مجلس الوزراء قائلا «نحن اليوم في لحظات مهمة ووطنية يتم من خلالها تتويج ممارسة وطنية وديموقراطية، بعد سنوات ست».
أضاف سلام: «ان عهدكم مليء بالأحداث والإنجازات والمواقف الوطنية، إضافة الى القرارات المتزنة والمتوازنة من قبلكم. لقد نعمنا نحن في الحكومة بقمة تجربتكم».
وأكّد «اننا في حكومة المصلحة الوطنية مؤتمنون دستوريا على الوطن بالنيابة عن فخامتكم، وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية. وآمل أن نتمكن، وفق الروحية نفسها والعطاء ذاته اللذين بذلناهما برفقتكم، من أن نكمل المسيرة لنسلّم الأمانة ويكون الوطن وأبناؤه وفخامتكم بخير».
ثمّ قدم سلام درعا تذكارية للرئيس سليمان باسم الحكومة،
وبعد انتهاء الجلسة تحدث وزير الإعلام رمزي جريج فأشار إلى كلمة سلام في مستهلّ الجلسة والتي ردّ عليها رئيس الجمهورية الذي شكر سلام على كلامه وأعضاء الحكومة على تمنّياتهم ولفتتهم. موضحاً أنه سيوجّه اليوم السبت رسالة وداعية سيضمّنها مواقفه على الصعيد الوطني بمناسبة انتهاء ولايته. وأسف لعدم انتخاب رئيس جمهورية في موعد الاستحقاق الدستوري مؤكّداً ضرورة انتخاب الرئيس بسرعة، باعتبار أنه رأس الدولة ورمز وحدة الوطن وحامي الدستور.
ثم طلب الكلام كل من الوزراء فأجمعوا على التنويه بدور سليمان في الإشراف على عمل الحكومة وعلى التعاون مع كل منهم، متمنّين له التوفيق والبقاء كمرجعية وطنية.
واتخذت الحكومة القرارات الآتية:
تشكيل خليّة وزارة لمتابعة مختلف أوجه نزوح السوريين إلى لبنان، برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية وزراء: الخارجية والمغتربين، الداخلية والبلديات، والشؤون الاجتماعية، على أن تتّخذ اللجنة التوصيات اللازمة لمواجهة حالة تدفّق النزوح بالتنسيق مع مختلف الإدارات المعنية، لا سيما لجهة:
1 ـ تكليف وزير الداخلية والبلديات العمل، بعد المناقشة مع جميع الأطراف المعنية، على تنظيم عملية النزوح وفقاً للمعايير الدولية، وبغية تأمين عودتهم الآمنة إلى بلادهم.
2 ـ تكليف وزير الخارجية والمغتربين السعي من أجل إقامة مخيّمات آمنة في سوريا أو في المنطقة الحدودية العازلة بين لبنان وسوريا بالتعاون بين سائر الجهات والهيئات المعنية، دولياً إقليمياً ومحلّياً.
3 ـ تكليف وزير الشؤون الاجتماعية تحديد وتنظيم العلاقة مع سائر المنظّمات المعنية دولياً، إقليمياً ومحلّياً، واتّخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تدفّق أعداد النازحين، وتأمين حاجاتهم الملحّة، فضلاً عن تعزيز قدرات المجتمعات المحلّية المضيفة للنازحين.
وبعد الجلسة أقام رئيس الجمهورية عشاء على شرف الحكومة حضرتها عقيلات رئيس الحكومة والوزراء.
لبنان
السغير
سياسة