الجامعة الأميركية تضجّ بالخبر: بيتر دورمان استقال

Friday, 6 June 2014 - 11:03am

يبدو أن الأحداث التي عاشتها الجامعة الأميركية لم تنته «بهدوء» ومن دون «ردود فعل»، كما توقعت إدارة الجامعة مطلع العام، فلم تستطع الجامعة بإدارييها وأمنائها التستر على عدد من ملفات الفساد القديمة والجديدة والشكاوى من سوء الإدارة. الجديد في هذا السياق، معلومات انتشرت أمس عن استقالة رئيس الجامعة بيتر دورمان وقبولها في مجلس الأمناء.

هذه المعلومات أكّدها أكثر من مصدر في الجامعة، وقد اتصلت «الأخبار» بمديرة مكتب الإعلام مهى العازار للتأكد من صحتها، إلا أنها أجابت بأن لا تغييرات حصلت على صعيد كبار الإداريين، وعندما ألححنا للحصول على جواب حول تقديم دورمان استقالته وقبولها من قبل مجلس الأمناء، استمهلتنا حتى اليوم لتعطي الجواب الدقيق.
استقالة دورمان ليست الأولى من نوعها، فالعام الجامعي الحالي شهد «إقالة» جورج دوبين، رئيس العمليات في الحرم الجامعي على خلفية ملف التنصت، وطلب الأساتذة سحب الثقة من مسؤول التدقيق الداخلي، أندرو كارترايت، بعد اتهامه بالتغطية على عدد من ملفات الفساد في الجامعة الأميركية، وانتهى العام الدراسي برحيل أحد أهم كبار الإداريين في الجامعة: بيتر ماي نائب الرئيس للشؤون القانونية، الذي قُبلت استقالته قبل اجتماع مجلس الأمناء آخر هذا الشهر، وكان عميد الجامعة، أحمد دلال، قد استقال احتجاجاً على الأوضاع في الجامعة، إلا أنه عاد عن استقالته بناءً على طلب مجلس الأمناء، الذي وعد بتحسين الأوضاع. الفوضى داخل الأميركية بدأت بالظهور خلال وبعد انتهاء مجلس الأمناء من اجتماعه الأسبوع الماضي، الذي عقده في جو من التوتر والتشنج إزاء ثقل الملفات المطروحة على جدول أعماله من: مطالب الأساتذة ومطالب الطلاب، ميزانية الجامعة الجديدة، والأهم هو النقاش «الجانبي» حول التحقيقات التي نشرتها «الأخبار»، إذ أثبتت تورط إداريين في الجامعة في الفساد وفي التنصت على أهلها. وإن لم تناقش هذه الملفات بشكل مباشر وعلني خلال الجلسات (مكتفية بالتلميح إليها)، إلا أن أعضاء المجلس تداولوا بها في كواليس الاجتماعات.

تسريب خبر رحيل دورمان قابلته شائعات عن تولي محمد صايغ منصب الرئيس
تأتي المعلومات عن استقالة بيتر دورمان وقبله استقالة بيتر ماي، في محاولة لإقناع الرأي العام داخل الجامعة وخارجها، بأن الجامعة الأميركية تطوي صفحة قديمة لها عبر «تطيير» كبار إدارييها، وحصر مسؤولية ما حصل في عهد سابق بعدد من الأشخاص الذين سيتحوّلون الى «كبش محرقة» بحسب أحد المقربين من رئاسة الجامعة، الذي وصف احتفال التخرج الذي تم على مدى يومين بـ«المأتم»، بسبب الجو العام السلبي الطاغي على الصفوف الأمامية.
من المرجح أن تُرمى على ظهر بيتر دورمان وبيتر ماي المسؤولية عن جملة من القضايا. يُشتبه بأن ماي لعب سابقاً دوراً أساسياً في التغطية على جملة من المخالفات بحكم منصبه، مثل التنصت على أهل الجامعة ونقل داتا الهاتف الثابت والبريد الإلكتروني الى خارج الجامعة، وهي من أبرز القضايا التي تمت مواجهته بسببها، ويشاركه في ذلك دورمان، الذي يرجح أن تأتي استقالته بسبب انزعاج الأمناء من الطريقة التي تعاطى بها مع ملف زيادة الأقساط الجامعية والحراك الطلابي، إضافة الى الملفات الأخرى.
أوساط الجامعة تلقت تسريبة رحيل دورمان بإيجابية، ولكن بحذر في آن، وخصوصاً أن محمد صايغ نائب الرئيس للشؤون الطبية من الأسماء المطروحة لرئاسة الجامعة بعد رحيل دورمان، فصايغ «محبوب» من قبل أعضاء مجلس الأمناء، رغم كل المزاعم حول الفساد في المركز الطبي، الذي يشرف على أعماله.
بالعودة الى نتائج اجتماعات الأمناء، لم يصدر حتى اليوم أي بيان أو رسالة رسمية من المجلس عما نجم عنه من قرارات، فلم يعرف الطلاب إذا ما صادق المجلس على الصيغة النهائية لمسودة الميزانية (التي قضت برفع الأقساط بنسبة 3% للطلاب القدامى و5% للطلاب الجدد، وتجميد الزيادة على مصاريف السكن والتكنولوجيا)، أو أن الأرقام قد عدّلت، كما لم يطّلع الأساتذة على ما جرى بتّه خلال الاجتماعات، إلا أن الأجواء تشير الى عدم رضى مجلس الشيوخ عن نتائج الاجتماع، وسيجتمع الأساتذة في الفترة القريبة ليتخذوا موقفاً من سلسلة الأمور التي تعيشها الجامعة، ما يشير الى أن الحراك العام المقبل سيكون «حامياً» بالنسبة للأساتذة الذين يطالبون بإنصافهم عبر زيادة أجورهم، وإجراء جملة من الإصلاحات الداخلية لمحاربة الفساد والحد من الهدر، ويطلبون توضيحات حول مالية الجامعة (وخصوصاً ما يتعلق بالتداخل بين ميزانية الجامعة والمركز الطبي، وما تتكبده الجامعة من مصاريف جراء ذلك). أما الطلاب الذين لم ينجحوا في استكمال تحركهم، ولم يستطيعوا خلال الاجتماعات الأخيرة لهم مع دورمان وعميد الجامعة أحمد دلال أن يحصلوا على أي من المطالب التي رفعوها المتعلقة بالشفافية (الشفافية المالية تحديداً) والمشاركة في الحكم، فلم يتوضح بعد إذا ما كانوا سيستكملون «نضالهم» ويعيدوا «رص الصفوف»، وخصوصاً أن تغييرات ستحصل على صعيد الحكومة الطلابية، حيث سيُنتخب نائب رئيس جديد للحكومة بعدما تخرّجت جنان أبي رميا النائبة السابقة له.

لبنان
ACGEN
الأخبار
تربية وتعليم