صراع البقاء للنساء السوريات بمواجهة محنة النزوح

أصدرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، تقريراً بعنوان: "نساء بمفردهن، صراع اللاجئات السوريات من أجل البقاء"، الذي يسلط الضوء على الصراع اليومي الذي تخوضه النساء من أجل تأمين المتطلبات الأساسية لهن ولأسرهن. ويشير التقرير إلى أن ثمة أكثر من 145 الف اسرة سورية لجأت الى مصر، ولبنان، والعراق والأردن، ترأسها نساء يخضن بمفردهن محنة النزوح، أي ما نسبته عائلة واحدة من أربع عائلات نازحة، قد أصبحن المعيلة والراعية الرئيسية لاسرهن بفعل النزوح، يعتنين بأنفسهن وبعائلاتهن بعيداً عن أزواجهن ومصادر الدعم التقليدية. تقف تلك النساء وحدهن في مواجهة واقع النزوح الذي كشفهن على مزيد من الاستغلال والابتزاز في أماكن السكن وأسواق العمل ونقاط توزيع المساعدات والمواصلات العامة، وغيرها.
ويلفت التقرير إلى أنه وعلى الرغم من ان هنالك اكثر من 150 منظمة تنشط في لبنان في توفير خدمات للنازحات السوريات وعائلاتهن، إلا ان صعوبة الظروف دفعت ببعض النازحات السوريات للاعتماد على أنفسهن وابتكار حلول لصراعهن اليومي، الأمر الذي خلق لدى بعضهن شعوراً بالاستقلالية. ويفيد التقرير أن امرأة واحدة فقط من خمس نساء تعمل بأجر، وتتلقى امرأة واحدة من خمس نساء دعماً من أحد الأقرباء، فيما يستفيد بعضهن من دعم المجتمع المضيف، كأصحاب العقارات الذين يسمحون لهن بالسكن من دون سداد الإيجار. كما يشير التقرير الى أن كثيرات اضطررن إلى إرسال أطفالهن للعمل في ظروف عمل مجحفة، علماً ان 25 في المئة منهن فقط يتلقين مساعدة نقدية من المفوضية ومنظمات إنسانية أخرى.