أطلقت منظمة "كفى عنفاً واستغلالاً"، يوم أمس، حملتها الجديدة "الهوى ما بينشرى"، والتي تتمحور حول صناعة الجنس في لبنان، وخصوصاً مهنة البغاء، بموقف ينطلق من اعتبار "عمل" النساء في البغاء عنفا واستغلالا يجسّدان الذكوريّة ويعزّزانها، وبصفته شكل فاضح من العنف ضدّ النساء وانتهاك لحقوقهن الأساسيّة في الأمان الشخصي والمساواة.
وقد إستهل اللقاء بعرض فيلم أعدته كفى تحت عنوان "أقدم عنف"، لتسليط الضوء على هشاشة الوضعين الاجتماعي والاقتصادي للفتيات وكيفية استغلال القوادين لهن، مبيناً في الوقت ذاته عقلية "شاري" الجنس عبر شهادة موثقة لأحد مشتري الخدمات جنسية. كما تخلل اللقاء عرضاً للدراسة التي أعدتها مسؤولة قسم مكافحة استغلال النساء والإتجار بهن في "كفى"، غادة جبور، حول "استكشاف الطلب على الدعارة وما يقوله مشترو الجنس الذكور حول دوافعهم وممارساتهم وتصوراتهم". وقد بينت الدراسة، التي هدفت إلى القيام بتفحّص دقيق لسلوك مشتري الجنس في لبنان، أنّ النساء في الدعارة لا يبعن الهوى، إنّما تُشترى منهنّ ممارسات جنسيّة على قياس رغبات وطلبات ذكوريّة نادراً ما يُسلَّط الضوء عليها محليّاً وعالميّاً، الأمر الذي يدل بدوره على علاقات اجتماعية غير متكافئة بين الرجل المشتري والمرأة مستندة الى عامل القوة، والسلطة المتعدّدة الأوجه التي بيد الرجل الشاري. وقد أشار المحامي نزار صاغية، في مداخلة له في الفيلم، إلى أن السلطة السياسية في لبنان مستقيلة من مهمتها ودورها في مكافحة ذلك النوع من الاستغلال والعنف ضد النساء، علماً بأن القانون اللبناني يعاقب المرأة الضحية والقواد "التاجر"، لافتاً كذلك إلى أنه على الرغم من التقدم الحاصل مع إقرار لبنان قانون الاتجار بالبشر، إلا ان المشرّع ترك على المرأة الضحية عبء مهمة إثبات تعرضها للاستغلال والوقوع ضحية الاتجار. (السفير، الأخبار 16 أيلول 2014)