اختُتمت يوم الإثنين الماضي، أعمال مؤتمر "المسألة الطائفية وصناعة الأقلّيات في المشرق العربي الكبير"، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في البحر الميت في الأردن، حيث كان لبنان مثلا صارخا على التفتتين الاجتماعي والسياسي الذين فرضتهما "الطائفية السياسية". فقد أسهب المشاركون/ات خلال ايام المؤتمر الثلاث، في تحليل الخطاب الطائفي في المشرق العربي، مؤكدين/ات "على أدوار الاستعمار والأنظمة التسلطية التي تلته، في إحداث النقلة الكارثية من الطائفية الاجتماعية إلى الطائفية السياسية"، كذلك اشار الباحثون/ات "إلى العلاقات المدمرة بين بعض التيارات المتشددة ومسألة الطائفية، مؤكدين/ات على ضرورة انتقال المجتمعات العربية إلى الدولة المدنية، دولة المواطنة التي تضمن التعدد والمساواة".
فيما يخص لبنان، رأى الاستاذ الباحث في المركز، الدكتور وجيه كوثراني، ان "الطوائف اللبنانية باتت تؤمن أن الطائفة تحتاج إلى من يحميها، و ان الحماية تتم عن طريق تعزيز دور ممثليها في مواقع سلطات الدولة"، وبالتالي، بحسب كوثراني، تصبح الحماية إحدى أهم مهمّات التمثيل السياسي الشعبي. من جهته، تحدث أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، أحمد بيضون، في ورقة عنوانها "للطائفة تاريخ" عن حضور الطائفة في المضمار السياسي، كما فرّق بين "الطائفة" و"المذهب"، وأكد أن "الطائفية بما هي موقف في الجماعة المذهبية شيء مختلف عن التعلق بالمذهب"، مشيراً "الى أن الطائفة، بخلاف المذهب، كان وجودها يتعلق في الزمن المعاصر بتوطنها دولة واحدة وباستوائها مكوناً من المكونات الدينية أو المذهبية لهذه الدولة". (النهار 15 ايلول 2014)