الأشخاص المعوقون على باب «الشؤون»: نقص في المعينات الطبية

Wednesday, 6 August 2014 - 12:00am
تعيش الطفلتان رابعة ورقية في إحدى قرى عكار، على الطبقة الثالثة في مبنى لم يكتمل بناؤه بعد. تقضيان أيامهما في غرفة معتمة، يدخلها قليل من شعاع الشمس، تستلقيان على فرشة شبه مهترئة، لا تستطيعان الحراك، حتى أنهما لا يمكنهما قضاء حاجاتهما، أو الكلام لطلب المساعدة. الأختان بحاجة تامة لمن يبقى بجانبهما لتلبية أمورهما. لدى رقية ذات التسع سنوات وأختها رابعة التي أتمت أعوامها الخمسة، شلل دماغي وحالتهما تعدّ مأساوية. فهما بالإضافة إلى عدم وجود علاج لهما، لم يتمكن أهلهما من شراء أي من المعينات التي تخفف من حدة المعاناة، كالكرسي المتحرك التي تمكنهما من التنقل من غرفة إلى أخرى، ولا حتى السرير الملائم لهما.
والدهما عامل بناء، وأمهما لا تعمل. وبعد المحاولات العديدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، من أجل الحصول على حقهما في المساعدات أو المعينات، لم تحصل العائلة سوى على الوعود وبعض أكياس الحفاضات. حيث يمكن للعائلة استلام كيسين كل شهرين، ولا يكفيانهما سوى لعشرة أيام.
يقول والدهما: «لم أعد أريد الذهاب إلى الوزارة، لأنها لم تنفعني بشيء، أخذت على عاتقي شراء مستلزماتهما بنفسي، وأقوم بحملانهما لنقلهما». ويضيف «اليوم بنتاي ما تزالان صغيرتين، وبإمكاني نقلهما، ولكن حين أعجز وتصبحان كبيرتين من سيعيننا؟».
يعاني الكثير من الأشخاص المعوقين في لبنان من صعوبة الحصول على المعينات من وزارة الشؤون الاجتماعية، كالسماعات لمن لديهم إعاقة سمعية،، وأدوية للأشخاص الذين لديهم إعاقة ذهنية، والكرسي المتحرك وأجهزة الوقوف لمن لديهم إعاقة حركية. وتلك المعينات هي ركيزة حياة الأشخاص المعوقين، فمن دونها لا يمكنهم التنقل أو التعلم أو العمل، أو العيش بكرامة... وأما الأشخاص الذين لديهم إعاقة بصرية فلم تشملهم الوزارة بأي إعانة.
واللافت أنه إن حصل، وقدمت الوزارة واحدة من تلك المعينات، تكون ذات نوع رديء لا يخدم لمدة كافية، كالذي حصل مع فاطمة. لديها شلل أطفال منذ الولادة، وكان جهاز الوقوف الذي حصلت عليه من وزارة الشؤون يغدرها في عدة مرات وهي تستخدمه. تكون خارج المنزل، تتنقل على الطريق، فتجد نفسها وقعت على الأرض، فيكون السبب إما لأن أشرطة الجهاز قد تمزقت، أو الحديد قد انكسر. تقول فاطمة: «حاولت الاتصال عدة مرات بالمعنيين لإصلاحه، ولكن ما من مجيب، ولم يكن بإمكاني الحصول على جهاز جديد، لأن القانون لا يسمح بالتجديد سوى كل أربع سنوات». فاضطر زوجها أن يقوم بإصلاح الجهاز بنفسه واستخدام أدوات غير متينة «لكنها تقضي الحاجة». وإلى ذلك، حاولت فاطمة الحصول على كرسي متحرك فرفضت الوزارة تقديمها لأنها حصلت على الجهاز، «فانتظرتُ حتى أحصل على الكرسي من إحدى الجمعيات. وبالإضافة إلى ذلك فلم أستطع التأقلم معها».
حالة فاطمة مثلها كثر. بعضهم يجد من يساعده ويبقى بجانبه والبعض لا يمكنه الذهاب خارج المنزل، وهناك أشخاص من بينهم اضطروا إلى الزحف من أجل التنقل داخل البيت.
لم تنكر مصادر في وزارة الشؤون الاجتماعية التقصير الحاصل تجاه الأشخاص المعوقين، لكنها أنكرت أن تكون الوزارة قد رفضت مساعدة أحد، خصوصاً إذا استوفى جميع الشروط القانونية. واعتبرت أن السبب هو عدم تمويل الوزارة بشكل كاف، بالإضافة إلى أن مراكز الوزارة لا تستطيع تلبية حاجات جميع الأشخاص المعوقين في لبنان، لأن أعدادهم كثيرة. ذلك على الرغم من أن الوزارة تعتبر أن نسبة الأشخاص المعوقين في لبنان تبلغ واحداً في المئة فقط من السكان، فيما ترى الجمعيات المعنية بالإعاقة أن نسبتهم تزيد عن عشرة في المئة. وأما بالنسبة لمن لديهم إعاقة بصرية، فأشار المصدر أن ليس لديه أي معلومات عن أسباب عدم وجود تقديمات لهم، أو عن نوع المعينات التي من الممكن أن تنفعهم.
ويرى بعض المكفوفين أنه كان من الممكن أن تقدم لهم الوزارة العصا البيضاء التي تساعدهم في التنقل، أو أجهزة البرايل التي تفيدهم في القراءة والكتابة. والبعض الآخر اعتبر أن الوزارة بإمكانها مساعدتهم في تأمين العلاج الملائم لهم، في حال احتياجهم إلى العلاج.
روان الأمين

لبنان ACGEN السغير حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة