ثلاث جلسات في اليوم الثالث لمؤتمر قطاع الشباب الحسن: إقرار «السلسلة» بصيغتها الحالية مكسب للسياسيين ومدمر للاقتصاد

Monday, 1 September 2014 - 12:00am
لليوم الثالث على التوالي، واصل قطاع الشباب في «تيار المستقبل» أعمال مؤتمره الشبابي السنوي الرابع، المنعقد في ثانوية قب الياس الرسمية، وعقد ثلاث جلسات، تحدثت في الأولى عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» وزيرة المال السابقة ريا الحسن عن الوضع الإقتصادي (سلسلة الرتب النفط)، وفي الثانية كل من مفتي البقاع الشيخ خليل الميس ومطران زحلة الأب عصام درويش عن «العيش المشترك الإسلامي المسيحي»، وفي الثالثة عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» رضوان السيد عن «التطرف والإعتدال: في العمل الديني والسياسي».

الجلسة الأولى

شددت الوزيرة الحسن على أن «الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان صاحب مشروع اقتصادي كبير»، معتبرة أن «التهم التي وجهت اليه هي افتراءات ومحاربة بالسياسة».

وفي شأن سلسلة الرتب والرواتب، أكدت أن «هم الرئيس فؤاد السنيورة الوحيد هو الحفاظ على الاقتصاد والاستقرار الذي عمل عليه منذ 20 سنة حتى اليوم،» مضيفة: «السلسلة أصبحت واقعاَ ولكن يجب دراستها بشكل كبير للبحث في كيفية تخفيف ضغطها على الاقتصاد، وهذه السلسلة تتطلب دراسة من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واقرارها اليوم هي مكسب آني للسياسيين ولكنها تضرب الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلد على المدى الطويل».

وعن موضوع النفط ، قالت: «التيار الوطني الحر وحركة امل يدّعون بأن النفط هو من سيحل مشكلة العجز والدين العام، وهو كلام غير دقيق وغير صحيح. يرسمون هالة حول هذا الموضوع لكسب سياسي بأنهم أول من عمل على هذا الملف». ولفتت الى أن «وزارة الطاقة قامت بمسح أظهر أن جغرافية قعر البحر تملك تضاريس مشابهة لفجوات النفط والغاز، لكن لا احد يعرف مدى كمية وحجم صلاحية المخزون الموجود، وتلزيم المناطق الموجودة ضمن الحدود الاقتصادية اللبنانية لشركات اجنبية مسؤولة عن التنقيب عن النفط». وأشارت الى أنه «في الدول التي استخرجت النفط كالنروج، والتي لها صندوق خاص لايرادات النفط، تحسن الوضع الاقتصادي فيها، والدول الافريقية أصبحت أسوأ بعد استخراج النفط».

وفي شأن اللاجئين السوريين، قالت الحسن: «من اليوم الاول طالب تيار المستقبل باقامة مخيمات الامر الذي يخيف بعض الاطراف اللبنانية من تكرار المخيمات الفلسطينية، لكنها أفضل من الوضع الحالي بحيث انتشر النازحون على جميع الاراضي اللبنانية».

أضافت: «تأثير وضع النازحين من الناحية الاقتصادية هو عبر فرص العمل التي تأمنت للسوريين وأخذت من طريق العامل للاستفادة منها بالضرائب او اقفالها». ورأت أن «مشكلة النازحين هي اجتماعية واليوم يتم العمل على دعم المساعدات للتنمية المحلية اكثر من توريدها للنازحين بشكل مباشر».

الجلسة الثانية

وحاضر في الجلسة الثانية المفتي الميس والمطران درويش، الذي دعا الشباب اللبناني الى «البقاء في هذا الوطن وفي هذا الشرق لأن دوركم مهم جداً، حيث التعايش ما بين المسلمين والمسيحيين»، معتبراً أن «لبنان رسالة كما قال البابا مار يوحنا بولس الثاني لأن فيه المسيحي والمسلم يعيشون في اخاء وسلام».

واشار الى أن «التطرف هو تطرف انساني فلا نؤمن بتطرف مسلم ولا مسيحي بل يوجد مسلمون متطرفون ومسيحيون متطرفون»، مؤكداً أن «الحوار اليوم بين المسلمين والمسيحيين هو حوار الحياة، أما حوار العقيدة فلم نصل بعد الى حوار عميق في العقيدة». وطالب بأن «يكون الشباب جزءا من الحل لا من المشكلة، فساهموا معنا في منع الهيكل من السقوط على رأس الجميع».

من جهته، قال المفتي الميس: «الجميع يعول على شخص دولة الرئيس سعد الحريري، وانتم معه ونحن معه سنكون حماة الاعتدال في لبنان». وأشار الى أن «التعصب المذهبي مرحلة وتنتهي، ولكن في التعصب العقدي، السؤال هو الآخر ماذا؟ هذا التيار اختاروا يقولون له علماني؟ ما معنى علماني؟ هذا يعني أن يكون لكل لبنان وكل لبنان فيه. وكما قال الرئيس الشهيد ما حدا أكبر من لبنان».

وإذ شدد على أن «لا أحد يمكنه وضع لبنان في جيبته، لا جيبة دينية ولا عقائدية، بقدر ما نكون للبنان يكون لبنان»، رأى أن «معضلة انتخاب رئيس للجمهورية مؤلمة جداً، ومن يربط الموضوع بما يحدث في الخارج عيب عليه، وعليه أن يسمع لمرجعياته الدينية بضرورة انتخاب رئيس. الله يمد بأعماركم وتمسكوا هذا الوطن ليكون لنا جميعا بقدر ما نكون له جميعا».

ولفت الى أن «داعش مشروع صهيوني وكل من لا يريد الخير للبنان، فمشروع التقسيم ليس مشروعنا ولا سياستنا، الآخر يعيش بقدر ما أطمئنه أنا وبقدر ما يطمئنني هو»، متسائلاً: «ما هي الاجراءات التي يجب على رجال الدين القيام بها؟ أولى الخطوات هي اعادة اللقاء الاسلامي المسيحي، أن ينقذ الدين الوطن. كيف نحمي الشباب من الانجرار من الحالة الداعشية في العراق وسوريا؟». وأكد وجوب «حماية الشباب»، معرباً عن أسفه لأن «في لبنان أبواب الهجرة مفتوحة للشباب، وعلينا ان نكافح ونناضل سوية لكي نصل الى بر الامان».

الجلسة الثالثة

اعتبر السيد في المحاضرة الثالثة أن «الطغيان مصيبة كبرى تشتت الدول المجتمعات (أنظروا الى ما يحصل في سوريا وما فعله الأسد) هذا طغيان سياسي ولكن ماذا نفعل بالطغيان الديني الذي هو مشكلة كبرى لا يجوز الاستخفاف فيها؟». وقال: «نائب رئيس بلدية عرسال منذ ما يقارب السنة، قال لي «نحن سائرون الى كارثة محققة، لم نعد نستطيع التصرف بأي شأن من شؤوننا، أولادنا يعملون مع المتطرفين ولا حيلة لنا. نحن في حالة قمع داخلي وقمع من المحيط، فإن لم تنفجر مع المسلحين وحزب الله و الجيش الحر فسننفجر نحن من الداخل».

وإذ أكد «أننا نحن السنة تحملنا اللجوء الفلسطيني ونتحمل اللجوء السوري وكل هذا واجب»، سأل: «لكن كيف بوسعك أن تصون مجتمعك؟، وكيف يمكن استعادة الرشد في الشأن الديني؟ كيف يمكن الخلاص من التطرف؟»، معتبراً أن «هذا التطرف مدفوع الأجر منذ الثمانينات، فتقوم بواجبك الديني وتحصل على مال وسلطة».

وشدد على أن «التطرف مصيبة كبرى في جزئه العنيف والاخواني أيضاً (الاستيلاء على الدولة والسلطة السياسية لتطبيق الشريعة)»، مؤكداً أن «الجماعات الجهادية لا تفعل شيئاً سوى القتل باسم الدين، فهي تستخدم دينك ضدك، فكيف نخرج من هذا المأزق؟».

وقال: «الحلول للخروج من التطرف هو باعادة بناء مؤسساتنا الدينية، وإجراء التعديلات في المفاهيم التي أجراها البعض، عبر حصرية تطبيق المشاريع والوصول الى السلطة بأي الوسائل». ورأى أن «الدولة المدنية يجب أن تكون الملاذ، فالملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم»، داعياً الى «الخروج من هذا التطرف الطغياني كي لا نقع في التطرف الديني».

واختتم اليوم الثالث بسهرة وعشاء أقامهما منسق عام «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط أيوب قزعون في دارته في تل الأخضر، على شرف المشاركين في المؤتمر.

ACGEN اجتماعيات المستقبل تيّار المستقبل شباب