«الرسمية» في راشيا: إبرة في كومة قش

Monday, 27 October 2014 - 12:00am

تحوّلت المدارس الخاصة في منطقتي راشيا والبقاع الغربي، إلى مركز استقطاب للتلامذة، لا سيما في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وبأعداد أقل في المرحلة الثانوية، جراء تعثر الدراسة في عشرات المدارس الرسمية، التي اهتز ّ مستواها، بفعل عوامل الفوضى التي أفرزتها الأحداث اللبنانية، واستكملتها الدولة بغياب الرقابة والتفتيش والمحاسبة، وباختلاق بدعة التعاقد، إلى جانب الدعم اللامحدود الذي لاقته المدرسة الخاصة على حساب الرسمية، من خلال المنحة المدرسية السنوية التي سلكت طريقها في كثير من الأحيان بطرق ملتوية إلى الجيوب.
بات التفتيش عن المدرسة الرسمية في المنطقة، بمثابة البحث عن إبرة في كومة من القش، بعدما كرّت سبحة القرارات الصادرة عن وزارة التربية، والقاضية بإقفال المدارس، على قاعدة عدم استيفائها الشروط القانونية المعمول بها، لجهة أعداد الطلاب المنتسبين للصفوف، والمسجلين على لوائحها. الإقبال على المدرسة الخاصة لم يكن عادياً، فهي استقطبت آلاف التلامذة في المنطقة، في مراحل الروضة والابتدائي والمتوسط، وتعدّت نسبة المسجلين في تلك المراحل 75 في المئة، مقابل انخفاض النسبة إلى حدود 20 في المئة في مرحلة التعليم الثانوي، نظراً للسمعة الطيبة التي تكتسبها الثانويات الرسمية، بفضل العطاءات والنتائج التي تحققها، في مواجهة محاولات التعليم الخاص.
الأرباح المالية التي جناها التعليم الخاص، خلقت حالاً من التسابق بين رؤوس الأموال، من أجل الاستثمار في القطاع التربوي الخاص، فصدرت عشرات المراسيم التي تشرع إنشاء مدارس خاصة، بغية استدرار المزيد من الأرباح، في ظل الارتفاعات الهائلة لقيمة الأقساط المدرسية وزياداتها السنوية، وسهولة تحصيلها من ذوي الطلاب شهرياً أو سنوياً.
أما في راشيا فقد انتشرت المؤسسات التربوية الخاصة بمعظمها، في بلدة بيت لهيا، خربة روحا، ضهر الأحمر، وفي الرفيد، وفي مذوخا.
يتحدث ياسر أبو بركة عن المعاناة والأخطار التي يواجهها التلامذة من خلال المسافات الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى مدارسهم أو العودة إلى بيوتهم، بحيث تتجاوز في كثير من الأحيان أربعين كيلومتراً، خاصة أبناء عين عطا وعيثا الفخار، ودير العشاير، والصويري، والمنارة، وينطا، خصوصاً في ظل الظروف القاسية لأحوال الطقس.
وأكد أبو بركة أن اللجوء الى المدرسة الخاصة، هو من باب الحرص على تعليم أبنائنا والحفاظ على مستقبلهم، خاصة في ظل تراجع نشاطات معظم المدارس الرسمية، وتدني عطاءاتها ومستوياتها، لتحلّ المدرسة الخاصة محلها، وتأخذ دورها من حيث الاهتمام والتعاطي، والمراقبة الأفعل، والنتائج الأفضل، مشيراً إلى أن بعض المدارس الرسمية ما زالت تحافظ على مستواها وهي تمتاز بنتائجها عن كثير من المدارس الخاصة، وفي طليعتها، متوسطة سحمر، والرفيد، وعيحا، وكفرقوق، والرفيد، وغزة.
ويلفت مدير إحدى المدارس الخاصة في المنطقة وائل غازي إلى أهمية بنود ومواصفات العملية التربوية التي تطبقها المدرسة الخاصة، لكي تتميز بنتائجها وترتقي بمستوياتها، من خلال توجيه الإرشادات والنصائح اليومية للتلاميذ، والتحذير من بعض الأمور التي قد تعرض سلامتهم للخطر. ويقول: «نركز كثيراً على المحاضرات وإقامة الندوات التي ترسخ القيم الوطنية، وتؤكد التمسك بالأخلاقيات، وترفض كل ما هو خارج عن الحياة المجتمعية الصالحة، وكل ما يساعد على انتشار التمذهب والتطيف».

لبنان
ACGEN
السغير
تربية وتعليم