تزكية أطاحت انتخابات الهيئة التنفيذية لرابطة المتفرغين: سقوط آخر الحصون الديموقراطية في الجامعة اللبنانية

Saturday, 11 October 2014 - 12:00am

كان يفترض أن تنجز رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية اليوم انتخاب هيئتها التنفيذية المؤلفة من 15 عضواً، سينتخبون ايضاً رئيساً للهيئة. ولأن التسويات السياسية كانت هي الغالبة على مسار عمل الهيئة، كما حصل في انتخاب الهيئة السابقة، حسم الأمر بالتزكية، ما يطرح تساؤلات عن دور الرابطة النقابي ووظيفتها واستقلاليتها.

باتت مؤسسات الجامعة اللبنانية كلها تخضع للتسويات السياسية، وانسحب الأمر على الأداة النقابية لافراد الهيئة التعليمية، التي شكلت سابقاً الحصن الديموقراطي الأخير، بعدما انهارت الهيئات والمجالس التمثيلية للطلاب، واصبحت تديرها المكاتب الحزبية في طرفي المعادلة السياسية اللبنانية. وها هي رابطة المتفرغين تنخرط في بازار التسويات، وهو ما أكدته تجربة الهيئة التنفيذية الأخيرة التي ترأسها الدكتور حميد حكم، والتي وصل بها الامر الى المزايدة في إدخال المزيد من الأساتذة الى جنة التفرغ في الجامعة.
وبمعزل عن الحديث عن الإنجاز الأخير الذي حققته رابطة المتفرغين في نسختها 2010 - 2012 برئاسة الدكتور شربل كفوري، والتي تمكنت بفعل عوامل عديدة من الدفع لإقرار سلسلة رتب ورواتب خاصة بأساتذة الجامعة، ها هي الرابطة تقف عند حدود هذا الإنجاز، من دون أن تبادر الى العمل لإصلاح الجامعة وتحصين استقلاليتها، فانخرطت، تحت عنوان "استقطاب المتعاقدين"، في السجالات والمواقف ورفعت سقف خطابها، حتى عن سائر القوى السياسية الممثلة في الرابطة بين قوى 8 و14 آذار، لإدخال أكبر عدد من المتعاقدين كمتفرغين في الجامعة، وهي التي كانت تعرف أكثر من غيرها أن العديد من الأسماء لا تستوفي الشروط القانونية والأكاديمية للتفرغ. فساهمت عن قصد أو غير قصد في تضخم الكادر التعليمي، من دون أن ترفق مطالبها بأي عناوين إصلاحية، وإذا حصل ذلك فمن باب رفع العتب ليس أكثر.
وما حصل بالأمس وقبله بأيام من توزيع الحصص على مؤسسات الجامعة الرسمية والنقابية، لا يبشر بمرحلة جديدة للرابطة، التي باتت تخضع لحسابات سياسية تقودها القوى السياسية الممثلة في السلطة، وهي تؤكد ما مارسته الرابطة من إصطفافات خلال السنتين الماضيتين، أفرغت موقعها من دورها النقابي الذي يفترض أن يكون مدافعاً عن الجامعة واستقلاليتها وإصلاحها أكاديمياً قبل المطالبة بحقوق الاساتذة والمتعاقدين والمدربين وغيرهم ممن يعملون في الجامعة.
وكانت رياح التسوية السياسية قد بدأت مع انتخابات أعضاء مجلس المندوبين، وانتهت بانتخاب رئيس من 8 أذار هو الدكتور علي الحسيني، بموافقة 14 أذار، وقبل ذلك اتفق على توزيع مسؤوليات صندوق التعاضد لأفراد الهيئة التعليمية للجامعة، وتسلم مجلس ادارته الدكتور نزيه الخياط من "تيار المستقبل" فيما ذهب منصب المدير لـ"التيار العوني" مع الدكتور ابرهيم شاكر. وكانت لوائح المرشحين للتفرغ قد توزعت أيضاً حصصاً لـ8 و14 آذار وبعض المستقلين، بموافقة هيئة رابطة المتفرغين ورئاسة الجامعة والتربية، الى أن حان وقت انتخاب هيئة الرابطة، التي حسمت أمس بتزكية 15 عضواً بعد انسحاب 4 مرشحين كانوا يخوضون المعركة لعضوية الهيئة. في حين يبقى انتخاب رئيس الهيئة الذي قد يسير أيضاً بالتسوية لمصلحة الدكتور جورج القزي المحسوب على "الكتائب" على حساب الدكتورة راشيل حبيقة المحسوبة على "التيار الوطني الحر"، ليكون موقع رئاسة الهيئة لـ14 آذار مقابلاً لرئاسة مجلس المندوبين من 8 أذار.
وبعد لقاءات عديدة بين القوى السياسية الممثلة في الرابطة، حسمت التزكية، ودفع بالمرشحين "الأربعة" الزيادة الى الانسحاب، ليفوز بالتزكية 15 عضواً وفق ما أعلن رئيس مجلس المندوبين في الرابطة الدكتور علي الحسيني الذي وزع محضر جلسة انتخاب أعضاء الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية كالآتي: بناءً على النظام الداخلي، بناءً على محضر انتخاب أعضاء مجلس المندوبين، وعلى الدعوة الموجهة إلى أعضاء مجلس المندوبين لانتخاب هيئة تنفيذية جديدة 2014 - 2016، السبت في 2014/10/11، وحيث أن مهلة تقديم طلبات الترشيح قد انتهت في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الخميس الواقع فيه 2014/10/9، وكان عدد المرشحين تسعة عشر (19 مرشحاً)، وحيث أن أربعة من المرشحين قد انسحبوا رسمياً قبل موعد الانتخابات، وهم: عبد الله رزق، نايلة أبي نادر، حسين عبيد، عبد الحسن الحسيني.
لذا، اعتبر المرشحون الخمسة عشر التالية أسماؤهم فائزين بالتزكية وهم: أنيس بو ذياب، فادي توا، عاطف عواد، رامي عبدالحي، محمد صميلي، ناصيف نعمة، جورج قزي، جورج بشارة، راشيل حبيقة، سعيد حسين، شربل الكفوري، حسين رحال، محمد العاكوم، عامر حلواني، وليلى الرفاعي.
وفي التوزع السياسي للائحة التزكية الفائزة، خمسة أعضاء لـ"تيارالمستقبل" هم الدكاترة: محمد الصميلي، ليلى الرفاعي، عامر حلواني، رامي عبد الحي، محمد العاكوم. أنيس بو دياب عن الحزب التقدمي الاشتراكي، راشيل حبيقة "التيارالوطني الحر"، جورج القزي "الكتائب"، فادي توا وشربل كفوري "مستقلان"، جورج بشارة "القوات"، ناصيف نعمة وسعيد حسين "حركة أمل" وعاطف عواد وحسين رحال "حزب الله".

لبنان
ACGEN
النهار
تربية وتعليم