سكان في عين الحلوة: مشروع البنية التحتية فاسد

Tuesday, 14 October 2014 - 12:00am

خيبت الشتوة الأولى آمال أهالي مخيم عين الحلوة في انتهاء مشروع ترميم البنى التحتية. فعلى الرغم من رداءة البنى التحتية القديمة، إلا ان المياه لم تكن تجرؤ، إلا نادراً، على دخول بيوتهم، بينما مع المشروع الجديد صارت تلك المياه في بيوتهم.
تقول الحاجة أم يحيى المدد، التي دخلت المياه منزلها: «منذ وجودنا في هذا المنزل لم تطف المجارير في بيتنا إلا بعد مشروع البنى التحتية. والآن، أنا خائفة أن أبسط السجاد في البيت ونحن على أبواب فصل الشتاء. لا نريد شيئاً غير إصلاح الأعطال بأقصى سرعة، وأن يعملوا بذمة وضمير».
ويروي موسى، أحد سكان حي الزيب، أن «قسطل المياه الرئيسي انفجر، فتم إصلاحه بطريقة بدائية، بالترقيع». وتشير أم عصام المدد إلى أن مياه الشرب تتفجر من تحت الزفت، وتدخل منازلنا، لأن المشروع فاشل، وقد مدت القساطل بطريقة عشوائية». وتعتبر أن «المهم أن يستفيد ماديّاً من أنجز المشروع».
ويذكر أحد المقيمين في الحي، أن «من كان يعترض على عملية إنجاز المشروع ويراقب الأخطاء، تم إسكاته، فالقساطل مهترئة قبل استخدامها، وملفوفة بالمطاط ولا تتوافر فيها المواصفات والأصول، حتى أن إحدى الجرافات كسرت قسطلاً أثناء الحفر، فقاموا بلفه بإطار مطاطي». ويكشف أحد العمال، أنهم كانوا يضعون الوحول والتراب فوق القساطل، وبعد تعبيد الطريق لم تتحمل القساطل ضغط السيارات، فصارت تنفجر تحت الزفت.
وتكر سبحة الطعون بالمشروع. فيضيف أحد سكان المخيم: «كانت فتحات تصريف المياه (الريغارات) تتكسر بفعل الجرافات، فيقومون بتغليفها بالرمل والإسمنت. وهذه الطريقة لا تنفع. ووظفوني معهم كي أسكت، لكني رفضت».
ويؤكد محمد المدد أن «مياه المجارير عند الشتوة الأولى دخلت بيته، ما يبشّر بطوفان عند غزارة الأمطار».
ويلاحظ موسى الذي دعي إلى اجتماع قبل البدء بالمشروع، أن «ممثلين عن الفصائل في الاجتماع كانوا يمدحون المتعهد. وعندما سألوني ماذا أريد، طلبت منهم أن يلتزموا بوقت التنفيذ، لأن إقفال الطريق يعطل مصالحنا. فأخبروني أن مدة التنفيذ شهران. وبعد ساعتين اتصل بي المتعهد فذهبت لمقابلته وكان يريدني أن أعمل معه، طالباً مني الإشراف على العمال وأن أتفحص ما تم إنجازه. عملت يومين معهم لأني لا أفهم بذلك العمل، وتقاضيت 400 دولار. وكان المتعهد يوزع أكياس الاسمنت على بعض الناس».
ويقول مواطن من المخيم إن «الأونروا لم تكن تتابع التنفيذ، وكان المتعهد هو الآمر الناهي، والعمل لم يكن بالطريقة المتفق عليها».
ويشير محمد عطايا إلى أن «كلفة المشروع 5 ملايين دولار، لكن وفق ما هو منجز فإنني أؤكد أن هناك سرقة ولا يمكن تصليح الأنابيب بطريقة بدائية رغم التمويل الكبير للمشروع».
ويلفت سام عويّد إلى أن «أحد القساطل انفجر في سوق الخضار، فتم لفه بالمطاط، وبعد فترة وجدت الديدان تحته. وهو قسطل مياه للشرب»، ويضيف «المؤسسات التي قامت بهذه المشاريع وأشرفت عليها لم تكن مهنية ولا يوجد عندها متخصصون، لانهم عندما يضعون مصرف للمياه لنحو 30 بيتاً، حجمه 5 إنشات لا يحتمل كمية المياه»، لافتاً إلى وجود قسطل لمياه الشرب تتسرب منه المياه، وبالقرب منه مياه المجاري تطوف فتختلط بمياه الشرب، وقد قاموا بتغطية القسطل المكسور بقليل من الإسمنت، وعندها بدأ التسرب إلى مياه الشرب وسبب الأمراض وهناك فتى عمره 16 سنة أصيب بجرثومة في المعدة، وما زال يعاني في المستشفى ويخضع لعمليات جراحية».

لبنان
ACGEN
السغير
حقوق الفلسطينيين
مجتمع مدني