المدرسة الرسمية في خطر بسبب "تآمر" تاريخي للسلطة السياسية في لبنان

كشف وزير التربية، الياس بو صعب، انه يتعرض شخصياً لضغوطات سياسية، من أجل نقل المعلمين/ات من مراكز "حاجة" إلى مراكز "غير حاجة" في كثير من الأحيان، وخصوصاً في الارياف، معترفاً بأنّه أسهم في هذه المناقلات غير البررة، وإن ببطء. كلام ابو صعب جاء خلال حلقة نقاش نظمتها الهيئة الإدارية لـ"رابطة التعليم الأساسي الرسمي"، يوم الجمعة الماضي، تحت عنوان "المدرسة الرسمية في السياسة الرسمية"، خلص خلالها المشاركون/ات الى قناعة مفادها ان "الواقع المأزوم للمدرسة الرسمية اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج تسلسل تاريخي لتآمر السلطة السياسية عليها". وخلال حلقة النقاش، اعتبر رئيس دائرة التعليم الرسمي السابق، علي خريس، ان السلطة لم تقف يوماً إلى جانب المدرسة الرسمية، وان القصة، بالنسبة إليه، بدأت منذ أن وضع أول منهج رسمي للتعليم، بعد إعلان عهد المتصرفية، وترك الخيار للمدارس الخصوصية الأهلية والإرساليات، وخصوصاً الفرنسية والأميركية، في أن تضع مناهجها الخاصة. واضاف خريس قائلا ان المؤامرة "استمرت بعد الاستقلال مع إغلاق أبواب الوظيفة العامة في وجوه المتعلمين/ات في المدرسة الرسمية وتأمينها لمن يرضى عنهم السياسيون من متخرجي/ات المدارس الخاصة".
من جهته، ناشد رئيس رابطة التعليم الأساسي الرسمي، محمود أيوب، وقف التدخلات السياسية، التي تثمر مناقلات تتنافى مع الحاجة التعليمية، متسائلاً "عن الهبات والقروض التي نقرأ عنها في الصحف ولا نلمسها على أرض الواقع، فيما صناديق مدارسنا تشكو الحاجة سنوياً ولا تقبض كامل مستحقاتها إلاّ بعد انقضاء العام الدراسي". (السفير، النهار والاخبار 29 تشرين الثاني 2014)