«أكاديمية الشباب»:67 طالباً كسروا حواجز الخوف

Saturday, 13 December 2014 - 12:00am
نظّمت «أكاديمية الشباب» التابعة لـ»جمعية الأخوّة للعمل الثقافي الاجتماعي» الفلسطينية، حفل تخرّج الدفعة الثالثة من طلابها لهذا العام (67)، أمس، في مبنى الجمعيّة في مخيّم برج البراجنة. حضر الحفل ممثلون عن الداعمين الرسميّين للمشروع: السفارة النروجية، «مؤسسة فريدريش آيبرت» و»اليونيسيف».
أسّست «جمعيّة الأخوّة»، في العام 2011، «أكاديمية الشباب» بهدف الارتقاء بمستوى الشباب الفلسطيني واللبناني تربوياً وثقافياً واستطاعت أن تجذب طلاباً وطالبات من المناطق كلها.
شملت أنشطة الجمعية في مرحلة سابقة، وفق مديرها حسن مصطفى، الأطفال والناشئة. غير أنها ارتأت إيلاء الشباب الاهتمام اللازم من خلال تأسيس «الأكاديمية»، ولا سيّما أنّ الشأن الثقافي والتربوي لم يُعطَ الاهتمام الكافي في المخيّمات، فطغت «السياسة» على الشؤون الحياتية. وانعكس ذلك سلباً على فئة الشباب الذين أهملتهم المرجعيّات السياسيّة، فشعروا بالتهميش والإقصاء وفقدان اليقين بالمستقبل، إضافة إلى الارتباك والضياع الناتجين من تعدّد الإيديولوجيات المسيطرة على الساحة الفلسطينية.
استقطبت «الأكاديمية» هذه الفئة للانتقال بها من موقع المتلقي إلى المشاركة الفعّالة بهدف مواجهة الأزمات والتحدّيات اليومية، وذلك عبر تعميق الجوانب المعرفية والثقافية لديها. وحرصت الأكاديمية على تحييد الشباب من الانزلاق نحو الانحراف الاجتماعي والحد من وقوعهم أسرى القوى الطائفية المتطرّفة. وتعمل الجمعية على تأمين مجالات عمل للشباب عبر عقد شراكات مع مؤسسات داخل المخيّمات وخارجها.
ويقول مدير «الأكاديمية» حسين بلشي إنّ المناهج التعليمية التي تُدرّس للشباب مُعدة للطلاب والعمال على السواء، وهي عبارة عن حصص أسبوعية تُعطى على مدار سبعة أشهر، يضاف إليها أربعة أشهر أخرى تخصّص للتدريب الميداني.
ويشير إلى إنّ الجمعيّة تعمل مع مدرّبين اختصاصيّين وأصحاب كفاءات مستقلّين، وعقدت شراكات مع «جامعة القديس يوسف» في بيروت، فيشارك العديد من أساتذتها في الأكاديمية. وتضم مناهج الدراسة مواد عديدة تهدف إلى «تمكين الشباب» وتأهيل هذه الفئة العمرية لاحتلال المواقع الرياديّة في المجتمع، أهمّها: إدارة المشاريع، وإدارة الوقت، والسيطرة على الانفعال وحل النزاعات، وكيفية كتابة السيرة الذاتية، بالإضافة إلى تنظيم من المحاضرات في شأن مخاطر الإدمان والإرهاب والعمل السلمي اللاعنفي من أجل تحقيق الأهداف.
ويلفت بلشي إلى أنّ هذا المنهاج يدرّس في موازاة المنهاج التقليدي الأكاديمي في الثانويات والجامعات.
ويتّفق الطلاب على أنّ مقاربتهم الأمور الحياتية والعملية تغيرت بعدما اختبروا منهاج «الأكاديمية». وتلفت الطالبة هناء الشريف، من الشمال، إلى أنها اصبحت متمكنة من أسلوب إدارة العمل وتقدير الوقت الضروري لإنجاز المهمّات الملقاة على عاتقها. أما الطالب جلال زعيتر، من منطقة صور، فيلاحظ أنه اكتسب من خلال مشاركته في الأكاديمية المهارات الضرورية لمواجهة الصعوبات والعمل على تخطّيها. وتؤكد الطالبة ندين حصروني أنّ التجربة ساعدتها على كسر حواجز الخوف والخجل، وباتت مُلمّة في كيفيّة بناء شبكة علاقات اجتماعية، وطورت علاقتها مع زملائها الفلسطينيين.

"الأخوّة"
تأسّست "جمعيّة الأخوّة" في العام 2000. يتركّز نشاطها في مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى أماكن التجمعات الفلسطينية في لبنان. أما هدف الجمعية فيتمحور على "تعميق الوعي الثقافي والاجتماعي للشباب والناشئة بشكل عام"، وعلى "أن يكون التعليم مسؤولية مجتمعيّة شاملة عبر خلق التواصل اللازم بين التلامذة والأهل والمدرسة والجمعيّة بهدف الارتقاء بهم تربوياً وثقافياً وسلوكياً". وتعزّز مبادئ "احترام الأديان السماوية والرأي والرأي الآخر ونبذ العنف المجتمعي وبناء السلام وتعزيز مبدأ التواصل بين المجتمعات".

لبنان السغير مجتمع مدني