المصالح السياسية تعيق حملة سلامة الغذاء والاستهتار بحياة المواطنين/ات على ابواب مستشفيات عكار مستمر

يبدو ان شبكة المصالح المسيطرة على الدولة التي تتحكم بشؤون البلاد والعباد المعيشية والصحية، لا تزال قادرة على حماية نفسها، اذ كشف وزير الصحة وائل ابو فاعور في حوار مع صحيفة "الاخبار"، حول حملة سلامة الغذاء، عن «حمايات سياسية» وعن «رجال اعمال» ذوي علاقات متينة مع سياسيين، وبعض الامتدادات في بعض الأجهزة الامنية والقضاة. وعدد ابو فاعور المطبات التي واجهت حملته، من قبل تلك الشبكة، مشيراً الى لفلفة قضية «زريبة» المطار، وعدم تحرك القضاء في ما اسماها «مزبلة» الإهراءات. كذلك تحدث ابو فاعور عن قضية السكر الفاسد التي أشعلت الخلاف بينه وبين وزارة الاقتصاد، التي تحركت فيها أيضاً تلك الشبكة وبعلنية تامة. وختم ابو فاعور كلامه بالقول ان مسلخ بيروت لا يزال مقفلاً، اذ يبدو بحسب رأيه "ان هناك قراراً سياسياً بعدم فتحه".
ومن جديد مسلسل الاستهتار بصحة المواطنين/ات، تستمر ظاهرة الموت على ابواب المستشفيات في عكار، اذ لم تمر 24 ساعة على وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي، من بلدة مجدلا في عكار، نتيجة رفض كل من مستشفى رحال ومركز اليوسف الطبي استقباله (راجع خبر: http://lkdg.org/ar/node/12631)، حتى لحقت به يوم اول من امس، الطفلة إنعام ابنة الستة أشهر، من بلــدة ببنـين العكارية، بعـد تمنع مستشفى رحـال استقبالها على الرغم من ارتفاع حرارتها، ما لم يسدد ذويها الاموال التي طلبت، وذلك بحسب والد الطــفلة، ربيع عيد، الذي اكد انه بصدد اقامة دعوى قضائية على المستشفى، مناشدا الوزير ابو فاعور، وضع يده على القضية ومحاسبة المسؤول في ادارة المستشفى.
ودفاعاً عن المستشفيات الخاصة، كرر نقيب المستشفيات في لبنان، سليمان هارون، لازمة الحاجة الملحة إلى رفد المستشفيات بعدد إضافي من الأسرّة لزيادة قدرتها على استيعاب مزيد من المرضى من جهة، ومن جهة أخرى ضرورة القيام بحملة توعية للأهالي القاطنين/ات في المناطق النائية كعكار مثلاً، "لجهلهم/ن" خطورة المرض وطريقة التعامل معه ما يسبّب بتفاقمه". اما حول الإشكال الحاصل بين وزارة الصحة ومستشفى «أوتيل ديو»، على خلفية عدم تحديد الأخيرة موعداً لعملية جراحية لمريضة تحمل بطاقة إعاقة على حساب الوزارة (راجع خبر: http://www.lkdg.org/ar/node/12564)، فقد اشار هارون الى أن القضية وصلت إلى حائط مسدود، إذ "يتشبث كل من الطرفين بموقفه، فالوزارة لا تزال ماضية في قرار توقيف العقد مع المستشفى، والاخيرة لم تبادر بعد إلى تحديد موعد للعملية لإعادة وصل ما انقطع بينها وبين الوزير أبو فاعور"، داعياً مرضى وزارة الصحة الى التوجّه صوب مستشفى آخر غير "أوتيل ديو" (؟!!).
(الاخبار، السفير والديار 4 آذار 2015)