الوصفة الطبيّة دخلت مرحلة التنفيذ مع إقرارها في الضمان الأطباء ينتظرون تبليغهم... والأمر سيّان لدى المستوردين

Friday, 27 February 2015 - 12:00am
أما وقد وافق مجلس ادارة الضمان على تعديل المادة 42 من النظام الطبي المعمول به في الصندوق على نحو يجيز للصيدلي اعطاء دواء جنريك بناء على وصفة الطبيب المتعاقد مع الصندوق، يبقى أن تبلغ ادارة الضمان خطيا نقابة الاطباء بالقرار لتباشر بطباعة النماذج الواجب اعتمادها وفق التعديلات التي أقرها وزير الصحة والتي لحظ فيها تعديلات الضمان الاجتماعي.
ويؤكد نقيب الاطباء انطوان البستاني لـ "النهار" أن المطبعة التي سيوكل اليها هذه المهمة جاهزة لبدء الطباعة، كنا في انتظار وضع آلية التطبيق.
ورغم تأكيده عدم اعتراض النقابة على هذه الوصفة، إلا أن ذلك لم يمنع البستاني من ابداء بعض التخوف من اعتماد أدوية الجنريك "في الفترة الاخيرة تم سحب 26 دواء جنريك من السوق الفرنسية وكذلك الامر بالنسبة للندن التي تم سحب 700 دواء منها... فهل نحن أصبحنا أهم من فرنسا ولندن؟. ويستند البستاني في تخوفه الى الفلتان الذي تشهده بعض بوابات العبور لمثل هذه الادوية "لم ننس بعد فضيحة الادوية التي حصلت منذ عامين تقريبا".
وبما أن القرار أصبح قاب قوسين من التنفيذ، فلم يعد أمامه إلا مناشدة المعنيين التشدد في مراقبة المرافق البرية والبحرية لضمان وصول أدوية الجنريك الى لبنان بالجودة المطلوبة.
وتوقع البستاني أن ترفد الوصفة الطبية صندوق التقاعد للاطباء بنحو 4 ملايين دولار سنويا، "بما سيخولنا زيادة معاش التقاعد للأطباء مرة جديدة، بعدما كنا رفعناه الى مليون ليرة أخيرا".
وتزامنا، أصدر وزير الصحة قرارا قضى بتعديل نموذج الوصفة الطبيّة الموحدة المعتمد بالقرار رقم 1295 تاريخ 7/12/2011 وفقًا للآتي:
- تستبدل عبارة "خاتم الطبيب وتوقيعه" بعبارة "خاتم ورقم اتفاق الطبيب مع الجهة الضامنة وتوقيعه". كما تستبدل عبارة "اتفاق مسبق" بعبارة "موافقة مسبقة".
- توضع ملاحظة لتنبيه المريض المضمون حول صلاحية الوصفة لتقديمها الى الضمان الاجتماعي ضمن مهلة شهر واحد من تاريخها.
- تكتب العبارة اسمح للصيدلي بإستبدال الدواء ما عدا المؤشر عليه بـNS في المربع. عملًا بالمادة 47 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة بخط غامق (BOLD).
وفي حين طلب القرار من نقابتي الأطباء (أطباء لبنان، والشمال) تعديل النموذج والمباشرة بطبعه في مهلة أقصاها أول آذار 2015، أشار الى أنه يمكن الأطباء المنتسبين الى نقابة أطباء الشمال استعمال النموذج القديم للمرضى غير المنتسبين الى الضمان حتى نفاد الكمية المطبوعة.
ويؤكد المدير العام لوزارة الصحة وليد عمار لـ "النهار" أن نسبة وصف دواء الجنريك في لبنان لا تتعدى 15% من حجم السوق، في حين تتعدى هذه النسبة 80% في أميركا وكندا، علما ان نوعية الدواء الجنريك ممتازة وبالجودة نفسها التي يتمتع بها دواء البراند، مع الاشارة الى انه يمكن ان يكون دواء الجنريك والبراند من صنع شركة واحدة.
والهدف من الوصفة الطبية الموحدة، وفق عمار هو تغذية صندوق التقاعد للاطباء عبر الزام الاطباء شراء نماذج عن الوصفة من النقابة، كما أن اعتمادها سيمكن وزارة الصحة عبر النسخة الموجودة من تتبع طريقة وصف الادوية للمريض. والاهم أنها ستخفض من قيمة الفاتورة الدوائية التي تناهز مليار و300 مليون دولار سنوياً. إذ ما ان تبدأ نقابة الاطباء تطبيق الوصفة الموحدة حتى تبدأ عملية التنافس بين أدوية الجنريك وادوية الـ Brand بما سينعكس حتما انخفاضا في فاتورة الدواء.

نقابة مستوردي الادوية
في حين أبدى المعنيون موافقتهم على بدء اعتماد الوصفة الموحدة، لم يصدر حتى الآن موقف واضح من نقابة مستوردي الادوية وخصوصا حيال تأثيرها على حجم مستورداتهم وأرباحهم؟
يشير نقيب مستوردي الادوية أرمان فارس لـ "النهار" الى أن إقرار نص القانون سبقته سبع سنوات من النقاش من المعنيين بالموضوع بمشاركة نقابة مستوردي الادوية التي ابدت رأيها خطيا في مراحل عدة وباشتراكها في مناقشات اللجان النيابية المختصة، لغاية اقرار النص من الهيئة العامة. فمستوردو الادوية وموزّعوها غالباً ما يتعاطون بأدوية مرجعية (originators) وأدوية جنريك على السواء، ولأن نادراً ما يقومون بأعمال الدعاية الطبية، كون هذه المسؤولية يتحمّلها مصنّعو الادوية مباشرة، فإن تطبيق القانون 91 ولا سيما "الوصفة الطبية الموحّدة" ليس له اثر مباشر على حجم اعمال أو ارباح هؤلاء المستوردين والموزّعين. واعتبر أن التأثير على حجم اعمالهم وارباحهم مرتبط مباشرة بقدرة مصانع الادوية التي يمثّلونها على اعتماد سياسة تسويقية اخلاقية، واقعية ومقنعة، لتكون ادويتهم من بين "الادوية الانسب" التي يتم اختيارها.
وردا على ما يشاع عن "الصفقات" التي يتم ابرامها في ما بين مصنّعي الادوية والاطباء، يذكر فارس إن تلك "الصفقات" محظورة في كل المواثيق الاخلاقية العالمية والوطنية، وإن مثل هذه "الصفقات" اذا وجدت يلجأ اليها مصنّعو الجنريك بالنسب نفسها وربما اكثر مما يلجأ اليها مصنّعو الادوية المرجعية (originators).
ويتوقع فارس أن يضطر مصنّعو الادوية المرجعية (originators) الى خفض اسعارهم، في حين أن مصنّعي الادوية الجنريك سيواجهون ضغوطاً قوية باتجاه خفض أسعارهم.

لبنان ACGEN اجتماعيات النهار دواء رعاية وضمان