50% في كسروان وجبيل يحتاجون الى عناية الدولة الطبيّة مستشفى فتوح كسروان الحكومي ولد من رحم الحاجة.. ويستقبل المرضى من المناطق كا

Sunday, 1 February 2015 - 12:00am
سنوات طويلة مرت على كسروان والقطاع الصحي فيها يتمثل بالمستشفيات الخاصة بعكس ما هو حاصل في جميع المناطق اللبنانية حيث تم انشاء مستشفى في كل قضاء يؤمن الطبابة والاستشفاء للمواطنين بأسعار مدعومة من وزارة الصحة تصل الى حد شبه المجانية، ولم يكن من المعروف من هي الجهة او الجهات التي تقف عائقاً امام استفادة المواطنين الفقراء من الاهتمام بصحتهم بأسعار تناسب سبل عيشهم الا اذا كان المعتقد ان هذه المنطقة بالذات سقفها عال ومعظم اهاليها وسكانها من اصحاب الرساميل، الا ان واقع الحال يفسر مشهداً مخالفاً لهذا المعتقد والادلة والارقام تشير الىان هؤلاء جميعاً كانوا يقصدون العاصمة بيروت او مناطق اخرى لاجراء عمليات جراحية او طبابة في مستشفيات تابعة للدولة، وهنا بدأت عملية طرح السؤال الاساسي: لماذا كسروان محرومة من المستشفيات الحكومية منذ الاستقلال؟ وهذا السؤال فيه الكثير من الادلة حول الاهمال المتعمد من الذين تعاقبوا على نيابة المنطقة او الوزراء وحتى الرؤساء وعدم الالتفات الى الطبقات الشعبية الفقيرة في كسروان وصولاً الى بلاد جبيل المحرومة ايضاً من هكذا خدمات طبية مع العلم ان نسبة الذين يعانون من العوز في هذين المنطقتين تناهز الثلاثين في المائة ويليهم آخرون بنسبة عشرين في المائة وهؤلاء هم الطبقة المتوسطة التي اختفت من البلاد بشكل عام وفي كسروان بشكل خاص مما يعني تفسيراً لهذه الارقام ان اكثر من 25 ألف مواطن بحاجة الى عناية الدولة الطبية!!
وفكرة انشاء مستشفى حكومي في كسروان قديمة العهد تعود الى ايام الراحل الرئيس الياس سركيس ومن بعده الرئيس امين الجميّل لتصل مسألة استملاك الارض لمصلحة المستشفى في عهد الرئيس الياس الهراوي. وفي عهد الرئيس اميل لحود تم انجاز البناء وتعيين اول مجلس ادارة في العام 2005 ليتم افتتاح مستشفى فتوح كسروان الحكومي في العام 2010.
اذن تم الافتتاح ولكن كيف للمستشفى ان يستقبل المرضى واية اختصاصات موجودة فيه، وهل تفي بالغرض خصوصاً انه في منطقة البوار الساحلية وهذا ما يسهل الوصول اليه، ويروي رئيس مجلس الادارة، المدير العام الدكتور شربل عازار قصة طريق الالام التي رافقت ولادة هذا المستشفى وتجهيزه فيقول: في العام 2005 لم نستطع الوصول الى المبتغى بفعل الاحداث السياسية والامنية والانقسامات في البلد، وكان الأمل يكبر ثم يصغر ويختفي ليعود، ونعتقد اننا بلغنا الهدف لنكتشف انه سراب، وبذلك كنا في حالة صراع دائم وصولاً الى ما بعد الـ 2005 بكثير ناهيك بالمبلغ الذي كان مرصوداً للمبنى والبالغ مليونا وسبعمائة الف دولار فقط وهو مبلغ زهيد قياساً على المشروع، وبالتالي راجعنا المسؤولين ليل نهار وقلنا لهم لا يجوز انشاء مستشفى دون اقسام طبية هامة يحتاج اليها المريض من العناية الفائقة الى غسيل الكلى والسكانر وتفتيت الحصى والانف والاذن والحنجرة وجناح للاطفال وبدون هذه الاقسام يكون المستشفى مستوصفاً صغيراً. ولكن مع تجاوب المسؤولين صدر القرار بتوسيع المستشفى، حتى وصلنا اليوم الى الاقسام الآتية : امراض الطب الداخلي، الجهاز الهضمي، الضغط والكلى، امراض القلب والشرايين، الصدر والرئتان، الغدد والسكري، الامراض السرطانية، القسم النسائي والتوليد الى الجراحات بأنواعها بالاضافة الى الصور الشعاعية والصوتية وصور الثدي، ونحن اليوم بالذات وبعد المثابرة والمطالبات العديدة اليومية مع مجلس الادارة لدى الدولة سوف نجري في 12 شباط الجاري مباراة لدى مجلس الخدمة المدنية لاختيار ممرضات وممرضين وعندئذ سيتم افتتاح الاسرة المئة في المستشفى مع افتتاح قسم الطوارىء والعناية لحديثي الولادة وقريباً سوف يشهد مستشفى فتوح كسروان ولادة قسم غسيل الكلى وفي العام 2016 سوف يكون هناك قسم لتمييل الشرايين، وكل هذه الانجازات يضيف الدكتور عازار لم تجر بين ليلة وضحاها بحيث عملنا مع جميع الوزراء ومجلس الانماء والاعمار على رفع مساعدة المستشفى من مليون دولار الى عشرة ملايين وهو ينمو باستمرار والمرضى يأتون اليه من كسروان وجبيل والبترون والمتن والشمال بفعل الحاجة الملحة لدى المواطنين للطبابة الحكومية في ظل ارتفاع اسعارها ولجودة التقديمات التي يقوم بها.
وفي جولة لـ«الديار» في مختلف اقسام المستشفى يتبين عمق الاهتمام والتعويل عليها بحيث تبدو النظافة من الدرجة الاولى الى عمل المختبرات واقسام التصوير، وعلمت «الديار» ان كل العاملين يحملون اجازات تمريضية بالاضافة الى طاقم الاطباء الذي يعمل وهو على مستوى عال من الخبرة خصوصاً ان هذا المستشفى الوحيد في المنطقة يعمل القيمون عليه لاستمراره نظراً الى الحاجة الماسة اليه وهو بات ملجأ للمعوزين والفقراء وصولاً الى بعض النازحين السوريين الذين يستقبلهم المستشفى بموجب القوانين التي ترعاها الدولة اللبنانية، وتشير الارقام الى انه استقبل في العام 2012 حوالى خمسة آلاف مريض وتم اجراء حوالى الف وخمسمائة عملية جراحية اما اليوم ومع توسع الاقسام فانه يستقبل ضعف هذا العدد خصوصاً حالات الحوادث المرورية واعمال البناء بالاضافة الى جراحات يومية تجري للمحتاجين بفعل الموقع الذي تتمتع به من حيث وقوعها وجيدة على طول الخط الساحلي بين بيروت وطرابلس وهو المستشفى الحكومي الوحيد المتواجد في هذه المنطقة حيث هناك كثافة سكانية الى جانب اهالي المنطقة الذين يعدون بمئات الآلاف، وانه سيستقبل المرضى من مختلف المناطق والطوائف والانتماءات وهو موجود في ظل منافسة المستشفيات الخاصة في كسروان وجبيل ويرى فيه الناس متنفساً طبياً يلجأون اليه في ظل الاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها البلد، بالاضافة الى كون الانتقال من كسروان وجبيل الى مستشفيات بيروت مكلفاً من كل النواحي المادية وصعوبة الانتقال وازدحام السير الخانق بحيث لا يمكن ان يصل المريض الى بيروت ويمكن ان يلاقي حتفه على الطريق.
تجدر الاشارة الى ان مستشفى فتوح كسروان الحكومي نال منذ اسبوع تصنيفاً من الدرجة الاولى وحاز امتياز 91 في المائة من رضى المرضى عن المعاملة وهذا التصنيف قامت به وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية دون علم المستشفيات بحيث حل هذا المستشفى بفئة درجة اولى بالنسبة للخدمات التي يؤديها.

ACGEN اجتماعيات استشفاء الديار