مستشفى سبلين الحكومي أثبت وجوده المميّز على الخارطة الصحيّة في لبنان وساهم في إنقاذ حياة العديد من أبناء إقليم الخروب ووفّر عليه

Friday, 27 February 2015 - 12:00am
من النادر والمستغرب جداً ان تجد في لبنان، مؤسسة حكومية خدماتية صحية تحظى بالإهتمام والرعاية على شتى المستويات، وتسجل نجاحاً متقدماً على خلفية تأدية عملها ودورها بشكل كبير. وقد أثبت مستشفى سبلين الحكومي أهميته على الخارطة الصحية والإستشفائية، من خلال الدورالذي لعبه منذ إفتتاحه في العام 2006، حيث سجل رقما متقدما على صعيد الطبابة والعمل الخدماتي الصحي، بفعل الجهود المضنية التي بذلها ويبذلها الجسم الطبي الطبي فيها على شتى المستويات كافة من جهة، ومن جهة أخرى من خلال دعم فاعليات منطقة الشوف لهذا الصرح الصحي الكبير حتى تحقيقه على امر الواقع كما كان يحلم به المعلم الشهيد كمال جنبلاط، الذي كان يرغب في بناء المستشفى على تلة يملكها في بلدة سبلين، الا ان القدر حرمه من ان يبصر حلمه النور على حياته، فكان ان اكمل المشوار نجله النائب وليد جنبلاط وحقق حلم والده بعد استشهاده، حين قدم التلة المذكورة لصالح بناء المستشفى وبوشر العمل بالمشروع في العام 1979، ومنذ المباشرة في عملها منذ ثماني سنوات، ساهم وجودها في انقاذ العديد من ابناء الاقليم، خصوصا الحلات الطارئة، والتي كانت تتعرض للموت في طريقها الى مستشفيات بيروت او صيدا لعدم وجود مستشفيات في اقليم الخروب، بالاضافة الى ذلك خففت المشقات والمعاناة عن الاهالي في مختلف النواحي الطبية والصحية والاستشفائية والاشعة والمختبرات وغيرها.
وبالفعل فقد اكد على هذا النجاح وزير الصحة وائل ابو فاعور، الذي زاره الاسبوع الماضي مفتتحا قسما للجراحة، حيث اكد ان مستشفى سبلين الحكومي من افضل المستشفيات الحكومية في لبنان، من خلال التعاون والتعامل مع وزارة الصحة هناك ثلاث او اربع مستشفيات حكومية يعتز بهما في لبنان، ومنهما مستشفى سبلين ومستشفى طرابلس والنبطية، بالاضافة الى مستشفيات اخرى اليوم تخوض غمار تجربة نجاح جديدة ، مشيرا الى انه من واجبنا كوزارة تقديم كل دعم للمستشفيات الحكومية وخصوصا تلك الناجحة . وقد أعطى هذا الكلام معنويات جديدة للفريق الطبي والموظفين لتقديم ما هو احسن وافضل للحفاظ على سمعة المستشفى في ظل الحرب التي تشن على المؤسسات الحكومية لأسباب دعائية ومالية وترويجية من منطلق مادي .
ـ ابو حرفوش ـ
وتحدث رئيس مجلس الإدارة ومديرها الدكتور أحمد ابو حرفوش عن مرحلة بدايات فكرة إنشائها فقال: في العام 1979، قمنا كوفد من أبناء وأطباء منطقة إقليم الخروب بزيارة النائب وليد جنبلاط في المختارة، ووضعناه في صورة أوضاع المنطقة، لا سيما لجهة الوضع الطبي والصحي وأبلغناه انه اصبح هناك امكانية لإنشاء مستشفى في المنطقة نظرا لوجود عدد كبير من الأطباء في الإقليم، فوعدنا وقتها بمتابعة الموضوع والعمل على تحقيق هذا المشروع، وقال لنا : أنا اذكر ان والدي كمال جنبلاط كان يحكي لي انه يرغب في تقديم تلة في منطقة سبلين لبناء مستشفى في إقليم الخروب ، وعندها نادى جنبلاط فؤاد صعب انذاك وسأله عن التلة فرد صعب ان التلة اعطيت لسعيد قوبر في الوردانية، فطلب جنبلاط منه مراجعة قوبر لإسترجاع التلة وليختار قوبر العقار الذي يريده كبديل عن التلة .
وأضاف بعد مدة وجيزة إسترجع جنبلاط التلة وسجلها باسمه، وتبلغ مساحتها 8600 متر مربع، وقام بعدها بتقديمها هبة الى مؤسسة كمال جنبلاط كونها مؤسسة مرخصة، وبعدها تابعنا المشروع بهذا الخصوص الى ان وضعنا الحجر الأساس الأول لها في 16 أيار من العام 1982، أي قبل الإجتياح الإسرائيلي بإسبوعين، وحصلنا في ذاك الوقت على مساعدة مالية من النائب جنبلاط بقيمة 250 ألف ليرة لبنانية. وبعد وضع حجر الأساس توقف المشروع بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982. لكننا لم نيأس أمام هذه المستجدات والتطورات الخطيرة التي كانت تعصف بالبلاد، فقررنا متابعة وإستكمال المشروع على الرغم من الأوضاع والظروف الصعبة، فقامت وقتها شركة خطيب وعلمي بإعداد الدراسات عن المشروع مجاناً، وبدأنا بجمع الأموال للمشروع، فكان ان قدمت لنا الإغاثة الكاثوليكية مبلغ 120 ألف دولار، وقامت كسارات المنطقة بتقديم كميات من البحص للإعمار، وكذلك قمنا بإستثمار مسبح السندباد الذي يقع على شاطئ اقليم الخروب، وإستفدنا من الرمول التي كانت على شاطئه، وقدم بعدها جنبلاط 3000 طن من ترابة معمل سبلين، وقمنا بإنشاء معمل للحجارة في موقع المستشفى للتوفير علينا، ومن ثم بدأنا بالتنفيذ في الثمانينات بعد تأمين تلك المستلزمات وأنجز الهيكل على العضم في العام 1987 .
وتابع أبو حرفوش خلال هذه المرحلة كانت الاوضاع الأمنية في البلاد غير مستقرة، فتريثنا بالمشروع بعد ان إستنفدت الأموال التي كانت بحوزتنا في بناء هيكل المستشفى. فراجعنا جنبلاط فقرر تقديمها هبة الى وزارة الصحة ليتم استكمالها، فكان ان تحسنت الاوضاع وحصل اتفاق الطائف واستقرت الاوضاع نوعا ما، وكان جنبلاط يرغب في تقديمها هبة مشروطة لوزارة الصحة كي تنجز خلال فترة وجيزة. وفي بدايات التسعينات استكملنا المشروع وثم وضع الرئيس رفيق الحريري حجر الأساس لإستكماله في حضور جنبلاط عبر إحتفال كبير أقيم في موقع المستشفى، ووقتها إستلمت الدولة المشروع وأعادت دراسته من جديد، فأضافت شركة خطيب وعلمي تعديلات على الدراسة الأولية، الى ان انتهى تنفيذه في العام 1998، وبقي المستشفى من ذلك التاريخ وحتى العام 2003 مقفلاً، الى ان تم تعيين مجلس ادارة في ذاك العام في عهد النائب سليمان فرنجية الذي كان وقتها وزيرا للصحة العامة، وبدأنا بعدها التعاطي مع الموردين من أجل تجهيز المستشفى الذي إستغرق ثلاث سنوات بصعوبة كبيرة . وفي العام 2006 أصبح المستشفى جاهزا للعمل بعد إتمام تجهيزاته بتمويل من البنك السعودي للتنمية والصندوق السعودي، فقمنا بإفتتاحها في شهر آب من العام 2006، وبدأنا العمل من خلال 20 سريراً في المستشفى، وفي العام 2007 واجهنا أزمة مالية، وقد تمكنا من تخطيها .
وأضاف لقد وجدنا ان حاجات المنطقة كبيرة من الجهة الصحية، وأننا بحاجة الى عدد أكبر من الأسرّة في المستشفى، فقمنا بإضافة قسم للعناية في الطوارئ لستة أسرّة، وبناء غرفة لتستوعب ستة أسرّة أخرى، الى ان أصبح لدينا حاليا 70 سريراً في المستشفى و12 سريرا في قسم جراحة اليوم الواحد. وأما أقسام المستشفى فهي موزعة على الشكل التالي: الطبابة، الأطفال ، الجراحة العامة، جراحة العظام والمفاصل، جراحة أنف وحنجرة وأذن، جراحة العيون، الجراحة النسائية، التوليد، العناية القلبية، العناية الفائقة، غسل الكلى، جراحة اليوم الواحد والاقسام الطبية المساعدة للمختبر، الأشعة، العيادات الخارجية والطوارئ. ، ويعمل في المستشفى 220 مستخدماً وحوالى 60 طبيباً من الإختصاصات الطبية كافة، لافتا الى ان المستشفى استقبل منذ تاريخ افتتاحه في تموز 2006 ولغاية العام 2014 خمسين الف مريض، وأجرى 21 ألف عملية جراحية ، مشيرا الى ان المشكلة الاساسية للمستشفى هي عدم قدرتنا على تلبية احتياجات المرضى لمحدودية عدد الأسرّة بسبب الضغط الكبير من المرضى والاطباء في اتجاه المستشفى، مشددا على ان العمل في اتجاه لتوسعة بناء المستشفى ورفع عدد الأسرّة وتجديد وصيانة الأجهزة الطبية والميكانيكية في المستشفى .
وقال أبو حرفوش: ان حجم عملنا في العام الماضي بحدود 12 مليار ليرة، وان الأطباء أدخلوا لا يقل عن 3 مليار ونصف ليرة سنوياً، فالمشكلة الأساسية التي تواجهنا هي عدم وجود أمكنة شاغرة، حيث هناك ضغط كبير علينا، والمستشفى مفتوحة امام جميع المواطنين دون تمييز، ونستقبل جميع الحالات ، مشيرا الى ان مبنى المستشفى يتألف من ثلاث طبقات وهي السفلي ويضم غسل الكلى، وهو قسم قدمه الحاج جميل جميل بيرم، والذي يقدم الخدمات الطبية لـ32 مريضا، كذلك يضم التعقيم والمطبخ والمغسل والمستودعات، بالإضافة الى قسم جراحة اليوم الواحد ، موضحا ان الطابق الأول يضم العناية والعمليات والتوليد، والطابق الثاني الإدارة والمختبر والأشعة والعيادات، والطابق الثالث مخصص للمرضى، ونحن بصدد زيادة إضافة على البناء لزيادة عدد الأسرّة للمرضى بحدود 30 سريراً، لافتا الى وجود مشكلة اضافية نشكو منها عدم وجود موقف للسيارات ، لافتا الى الدور الكبير الذي لعبه النائب جنبلاط في تحقيق مشروع كمال جنبلاط بالتعاون مع النائب علاء الدين ترو وبعض الخيرين من ابناء الاقليم .
وأكد ان وجود المستشفى حل جزءاً من المشكلة الصحية في اقليم الخروب، حيث باتت مقصدا لأبناء الشوف والاقليم في الحالات الطارئة وغيرها بعد ان كانوا يقصدون العاصمة بيروت ومستشفيات صيدا لعدم توفر المستشفيات في المنطقة ، لافتا الى انها تؤمن فرص عمل لـ60 طبيباً (60 عائلة) والذين يزيدون من دخل اقليم الخروب ويحركون الحركة الاقتصادية، بالإضافة الى تشغيل 220 عائلة نسبة الى عدد المستخدمين الذين يبلغ عدده 220 مستخدما في المستشفى ، لافتا الى ان وجود المستشفى ساهم ايضا في تنشيط العامل الاقتصادي للمنطقة من خلال فتح محلات الزهور القريبة منها والمطاعم والصيدليات في محيطها وبالقرب منها، مؤكدا ان جميع ما تحتاجه المستشفى يتم تأمينه من منطقة اقليم الخروب ، مؤكدا ان المنطقة حاجاتها كبيرة وباتت تتطلب مستلزمات اكثر واوسع نظرا للإزدهار العمراني وزيادة عدد السكان المستمر ، مؤكدا العمل للوصول الى الدرجات الاولى في الخدمة الطبية والصحية ، وقال: نحن نبيّض الوجه من خلال عملنا ، شاكرا كل من ساهم في بناء المستشفى من وزراء ونواب وفاعليات وشخصيات وجهات مانحة وجمعيات وهيئات ، مؤكدا العزم على ان تكون المستشفى من المستشفيات النموذجية في لبنان وليس الاقليم فقط .
ـ بلدية سبلين ـ
من جهته أكد رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر ان مستشفى سبلين تلعب دورا مهما جدا في المجالات الطبية والاستشفائية، لا سيما لجهة اجراء العمليات المهمة والضخمة، والتي كانت مستعصية في الماضي، مشيرا الى ان الشكر الكبير هو للنائب جنبلاط الذي تابع عبر جهود كبيرة بذلت لتحقيق المشروع مع وزراء الصحة الذين تعاقبوا ومع المعنين والجهات المانحة، مشيدا بدور الفريق الطبي للمستشفى الذي رفع من اسمها عاليا بإعتراف وزير الصحة وائل ابو فاعور من انها تعتبر من انجح ثلاث مستشفيات حكومية في لبنان، لافتا الى انها تستقبل ابناء الشوف الشوف وغيرهم من المناطق اللبنانية، مشددا على اهمية وضرورة تطويرها والاستمرار في الحفاظ على مراتبها الاولى والنهوض بها، مؤكدا وقوف البلدية الى جانب المستشفى ودعمها ضمن الامكانات المادية والاعمال التنفيذية، لافتا الى انها سهلت الكثير من المتاعب على ابناء الاقليم وانقذت العديد منهم في الحالات الطارئة نظرا لمسافتها القربية من قرى وبلدات المنطقة، بعد ان كانت تتعرض تلك الحالات للموت وهي بالطريق الى مستشفيات بيروت وصيدا لعدم توفر المستشفيات في المنطقة ، مبديا اعتزازه بمستشفى سبلين الحكومي الاول في اقليم الخروب ، مشيرا الى ان له دوراً انمائياً مهماً جدا في الاقليم ، مثنيا على الدور والجهود التي يقوم به مجلس الادارة لتطوير وانجاح رسالة المستشفى وتعزيز وجودها .

ACGEN اجتماعيات استشفاء الديار