من يُعرقل تشغيل مُستشفى «الحبتور الخيري» في حرار ــ عكار؟ الخلافات بين قباني وتيار المستقبل أجّل ودريان يعمل على الحلحلة

Monday, 23 February 2015 - 12:00am
اكثر من سنتين مضت على انجاز بناء مستشفى الحبتور الخيري في بلدة حرار- عكار ولا يزال العكاريون ابناء جرد القيطع ينتظرون قرار الافراج عن هذا المشروع وتشغيله خدمة لابناء المنطقة في ظلال تفاقم المعاناة الصحية والاستشفائية ..
لماذا تأخر تشغيل المستشفى بالرغم من انجازه وتجهيزه بالمعدات اللازمة؟ومن يعرقل عملية التشغيل؟ولماذا انسحب خلف الحبتور من هذا المشروع الذي يحمل اسمه؟ولماذا زج بهذا الصرح الاستشفائي بالسياسة اللبنانية والمحلية بالرغم من مموله كان هدفه محض انساني وصدقة جارية تبغي الربح؟
ثمة تساؤلات وعلامات استفهام يطرحها العكاريون وابناء جرد القيطع المنطقة الموصوفة بالحرمان حول اسباب تأخر العمل بالمستشفى وحول آلية تشغيلها منذ ان سلم رجل الاعمال الاماراتي خلف الحبتور البناء والتجهيزات الى صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى كي تكون الادارة والاشراف للصندوق كصدقة جارية يستفيد منها الفقراء والمحرومين في عكار.
يشير مصدر مطلع ان تأخر تشغيل المستشفى ارتبط بجملة الخلافات التي استشرت في دار الفتوى في عهد مفتي الجمهورية السابق الدكتور محمد رشيد قباني وجرى زج السياسة بهذا الصرح الاستشفائي اثر الخلافات التي نشبت بين المفتي السابق قباني وتيار المستقبل وجرت محاولات لوضع اليد على المستشفى من قبل تيار المستقبل مما ادى الى انسحاب الممول وصاحب المشروع خلف الحبتور في اطار النأي بنفسه عن الخلافات السياسية بين المستقبل والمفتي قباني ومنعا ليكون طرفا في هذه الخلافات معتبرا انه ادى قسطه الى العلى وقدم البناء والتجهيزات الى دار الفتوى - صندوق الزكاة كي تكون الادارة والاشراف له.
بلغت تكاليف البناء الاستشفائي التي سددها رجل الاعمال الحبتور خمسة ملايين وستمائة الف دولار اميركي، ثم سدد مبلغ مليون وسبعمائة الف دولار ثمن التجهيزات والمعدات.
ويتألف المبنى من ست طبقات و54سريرا ومن ومن غرفة عمليات جراحية وغرفة توليد وغرفة عمليات للاطفال وجناح للعناية الفائقة واشعة ومختبر وعيادات خارجية وطواريء وغرفة تعقيم ومطبخ حديث.
كان اختيار موقع المستشفى في بلدة حرار موفقا باعتبارها منطقة وسطى تحيط بها 14 بلدة وقرية يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة وقدمت بلدية حرار ارض مساحتها 11 ألف متر مربع لانشاء المستشفى عليها باشراف مجلس الامناء في صندوق الزكاة في لبنان.
في كانون الثاني 2013 اعلن صندوق الزكاة في لبنان انجاز بناء المستشفى وتجهيزه وقال حينها في بيانه ان المستشفى يبدأ تشغيله خلال ستة اشهر اي في شهر تموز العام 2013.
الصندوق المذكور وقع في حالة بلبلة وحيرة من أمره فعقد اتفاقا مع ادارة مستشفى المنلا في طرابلس لتشغيل المستشفى ما لبث أن «فرط» الاتفاق، ثم اتفق مع السيد عبد الله كرامي لكن فرط الاتفاق ايضا.
مصادر الصندوق تقول ان اموال الصندوق هي اموال زكاة مخصصة للايتام ولا يمكن صرفها في مشروع المستشفى وان الازمة هي ازمة تمويل للمستشفى بعد أن سحب الحبتور يده منها نتيجة الخلافات السياسية التي شهدتها دار الفتوى ودخول تيار المستقبل عبر الدكتور غطاس خوري على خط المستشفى لاستثمارها لاهداف سياسية.
وسط هذه البلبلة يدفع المواطن العكاري ثمن الصراعات السياسية حتى في مرفق اساسي صحي استشفائي انشيء لغايات انسانية لا تبغي الربح ولا التوظيف السياسي بل هو صرح للعكاريين شاء الحبتور ان يسهم من خلاله برفع المعاناة عن العكاريين.
تقول المصادر ان المشكلة حاليا تتعلق بألية تشغيل المستشفى على أن تكون مستشفى خيري على غرار المستشفى الاسلامي في طرابلس بحيث يتم التمويل من خلال العقود التي ستنشأ مع المؤسسات الضامنة من وزارة الصحة والضمان والجيش وقوى الامن الداخلي وهذا يشير الى ان الهدف الاساسي الذي انشيء المستشفى ليكون في خدمة الفقراء بات هباء منثورا..
تتوقع المصادر ان تشهد الايام القليلة المقبلة حلحلة على صعيد تشغيل المستشفى بعد الاتفاق على ألية التشغيل خاصة بعد انتخاب المفتي الجديد الشيخ دريان عدا عن تشغيل المستشفى يؤمن فرص عمل لعدد من ابناء عكار على مستوى الكادر الاداري والطبي والتمريضي .. فهل تشهد عكار ولادة جديدة لمستشفى الحبتور أم تستمر العراقيل في وجه هذا الصرح الاستشفائي الهام؟؟؟...

ACGEN اجتماعيات استشفاء الديار