كشفت صحيفة "السفير" في تحقيق نشرته الاسبوع الماضي، عن ان الارقام التي طُرحت في مؤتمر الكويت تبرهن عن تخاذل المجتمع الدولي، اذ ان الاموال التي طلبتها منظمات الأمم المتحدة بداية، أي نحو 8.4 مليارات دولار، والتي مخصصة لإغاثة نحو 18 مليون شخص بين نازح/ة داخل الأراضي السورية ولاجئ/ة خارجها، بالإضافة إلى عدد من سكان الدول المضيفة من الفقراء، وضعت على اساس احتساب أكثر بقليل من دولار واحد لكل فرد في اليوم، وذلك وفقاً لمنظمة أوكسفام الاغاثية. واردفت الصحيفة قائلة "وعلى الرغم من تلك الارقام المتواضعة جداً لم تحصل تلك المنظمات على ما طلبته، اذ حصدت وعوداً بـ 3.8 مليارات دولار، الامر الذي يعني أن الاطراف المانحة وعدت بتقديم نحو نصف دولار في اليوم لا أكثر لكل فرد محتاج (!).
وفي السياق نفسه، صرح رئيس "مؤسسة عامل"، الدكتور كامل مهنا، الذي مثل المنظمات المدنية والجمعيات في مؤتمر الجهات المانحة في الكويت، قبيل مغادرته، أنه لم يعد في الإمكان الرهان على تقديمات الدول المانحة وعمل المنظمات الدولية. واعتبر مهنا ان الوضع بات كارثياً ومتفجّراً، متسائلاً "كيف يمكن أن تتدبر المنظمات أمورها بنحو 30 في المئة من التمويل المطلوب، خصوصاً أن جزءاً لا بأس به من الأموال المرصودة يصرف على رواتب الموظفين/ات والأمور اللوجستية". واستطرد مهنّا قائلاً: "أن الدول المانحة، التي تشكّل منظومة الامم المتحدة، تعمل على تلميع صورتها أكثر منه على المردود الإيجابي للنازح/ة". وفي الختام، رأى مهنا ضرورة إعادة النظر في السياسات الإغاثية لأن حجم المأساة الاغاثية بات خارجاً عن السيطرة، ولم تعد تجد الخطط والنداءات القصيرة الأمد. (السفير 3 نيسان 2015)