السكن الجامعي مُشكلة كبيرة يُعاني منها طلاب الجامعات من خارج العاصمة -الأسعار ارتفعت بنسبة 40 % بالمقارنة مع السابق

Friday, 13 March 2015 - 12:00am
تستقبل العاصمة بيروت كل سنة عددا كبيرا من الطلاب من كافة المناطق للتسجيل في جامعات العاصمة، نظراً لعدم توفر الاختصاصات المطلوبة في مناطقهم او لعدم وجود فروع للجامعة اللبنانية هناك. وعند إنتقال الطالب من مسكنه الى بيروت فهو يحتاج الى سكن جامعي أو ما يعرف بـ «فواييهات» وهي عادة تنتشر في الاحياء القريبة من الجامعات.
يمثل سكن الطلاب في المساكن الجامعية أو «الفواييهات» الخاصة تجربة جديدة، ويواجه الكثير منهم صعوبة في التعايش مع القوانين الجديدة، فهم فجأة يجدون أنفسهم في مدينـة جديدة، مختلفة في نمطها وأجوائها عن مدينتهم أو قريتهم، يبتعدون عن اهلهم وقراهم، التي تصبح مقصداً لهم في أوقات العطل ونهاية الأسبوع.
كما أن السـكن يحد من الحرية الشخصية بشكل كبير عما يكون عليه الحال في المنزل، فهناك قوانين وشروط، منها الالتزام بأوقات محددة للدخول والخروج، والالتزام بالسكن في الغرفة المحددة، وعدم العبث فيها، واستخدام مطبخ وحمام مشترك. فالطلاب لا بد أن يتقيدوا بالقوانين الخاصة بالسكن.
يعاني الكثير من الطلاب من مشاكل عديدة في سكنهم الجامعي، في هذا الاطار تقول أسمى لـ «الديار» وهي من صور انها «قصدت العاصمة بهدف الدخول الى الجامعة لان في صور لا يوجد كلية للاعلام»، وتوضح انها «استأجرت سكناً مع زميلتها قرب كلية الاعلام في الاونيسكو بآجر مرتفع نسبياً بالمقارنة مع مناطق اخرى من بيروت»، الا انها اكتشفت فيما بعد ان صاحب السكن يقوم بعملية نصب واحتيال عليها وصديقتها ويأخذ ايجاراً مضاعفاً دون تقديم اي خدمات كالكهرباء والمياه التي كنا ندفع فواتيرها من جيبنا الخاص، رغم انه تعهد بتأمينهما لنا.
من جهته، يفضل عمر وهو من طرابلس ويدرس في الجامعة العربية في بيروت ان ينتقل كل يوم من طرابلس الى بيروت على ان يستأجر سكناً بسبب التكلفة المرتفعة في ظل انعدام فرص العمل والتي ان وجدت بدوام عمل جزئي يكون راتبه منخفضاً بالمقارنة مع كلفة المعيشة في العاصمة.
ومنذ ثلاث سنوات برزت مشكلة جديدة وهي النازحين السوريين، ان كانوا عائلات أو طلاباً الذين ازداد عددهم بعد اندلاع الاحداث في سوريا، فارتفع الطلب على الفوييهات مقابل عرض نسبته منخفضة بالمقارنة مع اعداد الطلاب، ما ادى الى ارتفاع اسعارها ايضاً.
وتتراوح أسعار السكن حسب المنطقة ففي شارع بلس قرب الجامعة الاميركية في بيروت تترواح سعر الغرفة بين 800 دولار و1500 دولار. في منطقة سليم سلام التي توجد فيها الجامعة اللبنانية الدولية يتراوح سعر السرير بين 300 دولار و450 دولار، وسعر الغرفة 600 دولار، أما في الطريق الجديدة فيبلغ سعر السرير بين الـ100 والـ150 دولاراً. هذه الاسعار ارتفعت بنسبة 40 بالمئة بالمقارنة مع السابق حسب ما يؤكد سمسار في منطقة سليم سلام. أما في المجمع الجامعي في الحدث فهناك شروط لاختيار طلاب السكن الجامعي اهمها ان يكون في كلية تطبيقية ومكان سكنه الاساسي خارج العاصمة.
يؤكد أحد السماسرة في طريق الجديدة لـ «الديار» أن هناك أزمة سكن حقيقية تعانيها المنطقة، بسبب ارتفاع اعداد المستأجرين القادمين من طرابلس والجنوب والبقاع وهم بغالبيتهم من طلاب الجامعة العربية في المنطقة وكليات الجامعة اللبنانية خارج السكن الجامعي في الحدث. ويضيف: «الكثير من العائلات تفضل تأجير شققها الى فتيات وليس الى شبان نظراً للمشاكل التي يقوم بها الشباب على حد تعبيره».

ACGEN اجتماعيات الديار تربية وتعليم