الطفل عبد الرؤوف يموت على باب المستشفى

Tuesday, 3 March 2015 - 12:00am
تتوسع دائرة الشكاوى والاعتراض من قبل المواطنين الذين يتلقون الرعاية الصحية على حساب وزارة الصحة. بحيث تتكرر الحوادث الصحية المؤسفة في عكار التي يذهب ضحيتها أطفال وأشخاص معوقون في المحافظة، التي يعاني السواد الأعظم من أبنائها الأمرين في تلقي العلاج في مستشفيات المنطقة، وتحديداً أولئك الذين لا يستفيدون من أي جهة ضامنة.
الطفل عبد الرؤوف منير الحولي من بلدة مجدلا مجرد (أربعة أشهر) رقم يُضاف إلى لائحة الأطفال القتلى على أبواب المستشفيات، إذ سبقته أسيل أسعد (ثلاث سنوات) من بلدة تل إندي، والمواطنة أميرة الأكومي (36 عاماً) من بلدة الحويش.
ويمكن القول إنه لم يعد بإمكان العكاريين غضّ النظر، عما يجري من حرمان شامل بحق محافظتهم على مختلف المستويات. وقد بات واضحاً أن موضوع تجهيز وتأهيل «مستشفى عبد الله الراسي الحكومي» تحوّل إلى مادة موسمية تطرح عند كل استحقاق سياسي أو مؤتمر إنمائي في المنطقة، حيث تتم المطالبة بتجهيز المستشفى وإنشاء قسم رعاية الأطفال، وقسم عناية فائقة، وآخر لمرضى القلب، بالإضافة إلى تجهيزه بمعدات وآلات التصوير المتطورة، إلا أن تلك المطالب لم تلق آذاناً صاغية لدى «مجلس الإنماء والإعمار» الجهة المخولة منذ البداية، الإشراف على المشروع وتجهيزه بالشكل المطلوب.
كما لم تبادر وزارة الصحة الى دعم المستشفى رغم انتهاء العمل به من العام 1998 وافتتاحه منذ العام 2006، فضلاً عن السعي الى تقديم العديد من المساعدات الطبية للمستشفيات الحكومية في باقي المناطق اللبنانية وحتى الشمالية منها، في حين لا يتم لحظ المستشفى الحكومي في عكار على الإطلاق.
وتفيد مصادر طبية مطلعة في عكار أن «المشكلة الحقيقية تكمن في أداء وزارة الصحة التي لم تقم لغاية اليوم بخطوات جدية من شأنها الاهتمام بحياة المريض العكاري»، مؤكدة أن «على وزير الصحة وائل أبو فاعور تناول ملف المستشفى الحكومي في عكار والعمل على تطويره بدلاً من الاكتفاء بإلقاء اللوم على المستشفيات الخاصة». وتتابع المصادر: «أن دور المستشفى الحكومي مختصر جداً ويتركز على الحالات المرضية البسيطة، أما الولادات المبكرة، ومرضى القلب والكلى وغيرها لا يتم استقبالهم».
وأوضح والد الطفل منير الحولي «أنه سأل عن وجود سرير لطفله في مركز اليوسف الاستشفائي، وعندما لم يجد قام بالتوجه الى مستشفى عكار ـ رحال التي أبلغته بعدم وجود سرير لطفله. فقام الوالد بإعادة طفله الى المنزل وعندما ساءت حالته ليلاً قام بالتوجّه الى مركز اليوسف ليتبين أن الطفل قد فارق الحياة».
من جهتها، أوضحت مصادر «مركز اليوسف الاستشفائي» في حلبا «أن الطفل عبد الرؤوف لم يدخل غرف الطوارئ في المستشفى، بل سأل والده عند الساعة العاشرة صباحاً عن وجود أسرّة فتم إعلامه بعدم توفر مكان، إذ تضم المستشفى 17 سريراً لعناية الأطفال. وقد غادر من دون الإبلاغ عن حالة طفله أو إحضاره للمعاينة الطبية، وبالتالي فإن المستشفى المذكور غير معني على الإطلاق في كل ما جرى».
وقد أوعز وزير الصحة وائل أبو فاعور بفتح تحقيقٍ فوري في قضية وفاة الطفل عبد الرؤوف منير الحولي، مع كل من مستشفى رحال واليوسف في عكار لرفضهما استقباله، وفق ما ذكر والده.
وطلب أبو فاعور حضور والد الطفل الى الوزارة لتزويد المسؤولين بالمعلومات، واستدعاء مديري المستشفيات المعنيين بالقضية على أن يتم اتخاذ ما يلزم من إجراءات في ضوء ما يتوصّل إليه التحقيق. وأكد أن لا شيء سيعوّض وفاة الطفل، وشدّد على التزامه العمل بما يؤمّن لكلّ المواطنين حقهم بالاستشفاء بكرامة وعدم إذلالهم على أبواب المستشفيات.

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء السغير