هارون: لتأمين البنية التحتيّة الملائمة للتخلّص منها والتقيّد بالمعايير 10 طن يومياً من النفايات الصحيّة تتمّ مُعالجتها و15% مُخا

Thursday, 5 March 2015 - 12:00am
ان مخلفات معامل الادوية والمستشفيات والمختبرات وعيادات الاطباء والمستوصفات والمراكز الطبية وعيادات الاطباء البيطريين وعيادات اطباء الاسنان كلها تشكل خطرا على البيئة وصحة الانسان ،ولا سيما خطر مادة الديوكسين التي تسبب السرطان لدى الانسان وتؤدي للاصابة بعاهات خلقية وتراجع في الخصوبة وضعف جهاز المناعة وخلل هرموني عام في الجسد.ومادة الزئبق التي تسبب خللا في نمو دماغ الجنين، وتسمما مباشرا للجهاز العصبي والكلى والكبد.
وان نسبة النفايات الخطرة او «المعدية» تتراوح ما بين 15 و20 في المئة من مجمل نفايات المستشفيات. والنفايات الملوثة بيولوجيا كالاعضاء المبتورة والبقايا التشريحية والادوات الجراحية الملوثة تحتاج الى عناية خاصة لتفادي انتقال أي عدوى. أما النفايات الصادرة عن أي مستشفى او مركز طبي كالورق والبلاستيك وبقايا الطعام وغيرها من النفايات العادية المشابهة لتلك الصادرة عن الفنادق او المكاتب او المطاعم فهي غير خطرة على البيئة.
والقانون يفرض على المستشفيات والمؤسّسات الصحيّة أن تقوم بتعقيم النفايات الخطرة والمعدية التي تنتج من أعمالها اليومية خلال 24 ساعة من تولّدها، وتجميعها في حاويات خاصة، ثمّ تعقيمها وفقاً للمواصفات المعتمدة دولياً إمّا في منشآت متخصّصة مرخّصة رسمياً، أو في منشآت واقعة في حدود المؤسّسة الصحية نفسها، على أن تكون إدارة هذه المستشفى أو المؤسّسة الصحيّة، مسؤولة تجاه القانون عن تنظيم وإدارة قسم تعقيم النفايات ومدى فاعليتها في كلّ مراحلها.
كما يلزم القانون المؤسّسات الصحيّة بوجوب تخصيص سجلات بالنفايات الصادرة عنها ترقّم حسب الأصول وتحدّد فيه الكمّيات اليومية، ونوع هذه النفايات، وتاريخ حصول التعقيم، ولا يجوز التفريط بهذه السجلات التي تعتبر مستندات ووثائق رسمية، كما أنّه لا يجوز التخلّي عنها أو إتلافها قبل مرور خمس سنوات، وتوضع بمتناول وتصرّف السلطات الصحيّة والبيئية عند طلب الكشف عليها.
ـ هارون ـ
نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون وفي حديث الى «الديار» كشف عن مجموع النفايات الصحية الصادرة عن المستشفيات الخاصة وهي بحدود 10 طن يومياً وتحتاج الى معالجة.وحدد انواع النفايات الناتجة عن المؤسسات الصحية بالآتي:
- النفايات غير الخطرة المماثلة للنفايات المنزلية (similar to municipal waste) والتي تتولد غالبا من الاقسام الادارية والمطبخية.
- النفايات الخطرة والمعدية (hazardous infections) مثل الادوات الحادة والابر واللوازم الطبية الملوثة بالدم او السوائل الجسدية
- النفايات الخطرة غير المعدية الناتجة عن المؤسسات الصحية (hazardous non infectious) مثل البطاريات المستعملة، الزيوت، ...
- النفايات التي تحتاج الى طرق خاصة للتخلص منها والناتجة عن المؤسسات الصحية (special waste). مثل الادوية المنتهية الصلاحية والاعضاء المبتورة والبقايا التشريحية
- النفايات المشعة (radioactive waste).
ـ المخالفات القانونية ـ
وعن المخالفات القانونية في المستشفيات قال: ان معظمها غير خطر،ولا يشكل ضررا على البيئة المجاورة للمستشفى. وأورد على سبيل المثال :درجة حرارة غرف التخزين التي تحفظ فيها النفايات غير مطابقة او عدم المحافظة على رمز اللون نفسه خلال جميع مراحل ادارة النفايات، او عدم وجود عبارة نفايات خطرة ومعدية على المستوعبات الخاصة بالنفايات.ولفت الى ان نسبة المستشفيات التي لديها هذه المخالفات لا تتعدى الـ15 في المئة.
وجاء في الحوار مع النقيب هارون الآتي:
ـ هل كل المستشفيات تتقيد بارشادات النقابة ووزارتي البيئة والصحة لجهة معالجة ملف النفايات؟
ـ بعد ان قامت وزارة البيئة في تاريخ 11/6/2002 بإصدار المرسوم 8006 المعدل بالمرسوم 13389 في تاريخ 30/9/2004 الذي حدد انواع نفايات المؤسسات الصحية وكيفية تصريفها، فإن المؤسسات الصحية ملزمة بتعقيم النفايات الخطرة والمعدية في خلال 24 ساعة من تولدها، وبتجميعها في حاويات خاصة. تعقم هذه النفايات وفق المواصفات التقنية الواردة في المقياس الدولي أيزو 11134/94 وتعديلاته الصادر عن منظمة المقاييس الدولية او باستعمال طرق بديلة من شأنها ان تؤمن شروط تعقيم مشابهة لتلك المطلوبة في المقياس المذكور.ان المؤسسات المتعاقدة مع شركات متخصصة او التي لديها التقنيات لتلف نفاياتها داخل المستشفى تتقيد بالإرشادات.
ـ ما هو دور النقابة في الرقابة والتوعية على أهمية فرز النفايات في المستشفيات وطريقة تعقيمها؟
- قامت النقابة بورشات عمل تدريبية للمستشفيات بالتعاون مع وزارة البيئة ومع وزارة الصحة العامة من اجل التوعية على انواع النفايات الصحية وكيفية فرزها وطرق تعقيمها، وهي على تعاون وتنسيق دائم مع الوزارات المعنية من اجل متابعة كل جديد في هذا الاطار، وإعلام المستشفيات بالقوانين المتعلقة بموضوع النفايات الطبية ،وحثها على تطبيقها.
ـ كيف يتم التعامل مع ألادوية المنتهية الصلاحية ؟هل تعاد الى بلاد المنشأ ؟
حالياً يتم إعادة الادوية المنتهية الصلاحية الى المستورد، وعليه تقع مسؤولية اعادة تصديرها الى بلد المنشأ.
- هناك 20% من المستشفيات غير متعاقدة مع «أركانسيال»لمعالجة النفايات، فأين تتلف نفاياتها؟
بعض المستشفيات مجهز لتلف نفاياته بنفسه، والبعض الآخر لديه اتفاقات مع شركات أخرى.
ـ كيف يتم التعامل مع نفايات المستشفيات الملوثة بيولوجيا كالاعضاء المبتورة والبقايا التشريحية والادوات الجراحية الملوثة؟ وهل لا تزال تستعمل المحارق؟
- بالنسبة الى الاعضاء والبقايا، تسلم الى الاهل لكي يقوموا بدفنها حسب الطقوس الدينية.
اما المحارق، فهناك درجة حرارة معينة يجب ان تعتمد ومواصفات قاسية عند حرق هذا النوع من النفايات، وذلك من اجل تلافي اصدار غازات سامة مضرة بالبيئة. وفي الوقت الحالي، ليس هناك من محارق تعمل في لبنان.
ـ لا تقيد بالمعايير ـ
ـ هل كل المهن الطبية والمختبرات تتقيد برأيك بمعايير الصحة والبيئة في ملف النفايات؟
- لا يتقيد الجميع بالمعايير.وهنا دور الوزارات المعنية من اجل الرقابة وفرض المعايير الضرورية، كما هو مفروض على المستشفيات من قبل وزارتي البيئة والصحة ،إن من خلال القوانين او لجهة تطبيق المعايير، وذلك لوقف أي تعديات على البيئة، ومنع أي خطر ممكن ان يشكله من لا يتقيدون بمعايير الصحة والبيئة في موضوع النفايات.
ـ هل من خطة مستقبلية لملف النفايات في المستشفيات وما مدى التعاون بين النقابة ووزارتي الصحة والبيئة؟
- التعاون مع الوزارات مستمر، والمستشفيات بذلت جهداً كبير في هذا الموضوع ،وما زالت تسعى الى تحسين عملية فرز وتلف النفايات والتقيد بالمعايير والقوانين. ولكن المطلوب الان تأمين البنية التحتية الملائمة من اجل التخلص من النفايات الصحية، وخطة وطنية شاملة تسهل عمل المستشفيات، وتساعدهم من اجل التقيد بالشروط المطلوبة ، وفق آلية مناسبة من الناحيتين اللوجستية والمادية.
معالجة النفايات
مسؤولة الجودة عن شبكة معالجة النفايات الطبية في جمعية «أركانسيال» لارا موفق وفي حديث الى جريدة «الديار» أعلنت أن 80% من المستشفيات متعاقدة مع الجمعية لمعالجة نفاياتها الطبية. أما 20% الباقية فتعالج نفاياتها بنفسها من خلال التعقيم بالضغط البخاري. وقالت: «ان الجمعية التي تأسست العام2003، لديها خمسة مراكز، في الجنوب والبقاع والشمال واثنان في بيروت. وهي تقوم باستلام كل ما يصدر عن مراكز العناية الطبية، كالمختبرات والمستشفيات والعيادات، وما يصدر عن الجسم الإنساني أو الحيواني أو نفايات الامتحانات الطبية كالأبر وأنابيب فحوص الدم والضماضات والشراشف».
أما عن كيفية معالجة النفايات في خلال 48 ساعة فتشرح موفق: س:»يُفترض أن يجمع المركز الطبي النفايات في برادات لديه من 4 الى 8 درجات، حتى لا تتكاثر البكتيريا إلى حين وصولنا، ثم تنقل «اركانسيال» النفايات إلى أقرب مراكزها. حيث تتعرّض أولاً للفرم ثم للتعقيم لمدة 10 دقائق على درجة حرارة 140 الى 145مع ضغط البخار(4 بار)، وبعدها توضّب في أكياس سوداء يكتب عليها نفايات طبية معقمة، ومن هناك تسلك الطريق نفسه الذي تسير فيه النفايات المنزلية».
وعن مصير الأعضاء البشرية المسرطنة، قالت: «لا تعالج الجمعية و لا تستلم أيّ بقايا أو أجزاء بشرية أو حيوانية مسرطنة ولا أدوية كيميائية أو منتهية الصـلاحية، وهي يجب ترحيلها إلى بلد قادر على معالجتها، لأن حرقها في لبنان يضرّ بالبيئة وتاليا لا توجد الفلاتر الصحية لاعتماد المحارق ، ولا نعلم أين تتخلص المستشفيات والمراكز الطبية منها».
وشددت على أن «الأجزاء البشرية الكاملة كرجل أو يد مثلاً، نعيدها إلى المستشفى التي بدورها تسلمها إلى العائلة أو إلى أصحابها ليتخلصوا منها شخصياً، بحسب القانون والأخلاقيات. أو ان بعض المستشفيات تقوم بدفنها في مدافنها الخاصة».
ولفتت الى ان الجمعية تقدم تقريرا الى وزارة البيئة كل ثلاثة أشهر، تحدد فيه نسبة النفايات الطبية المعالجة وتظهر نتائج الفحوصات البيولوجية لها.

ACGEN اجتماعيات استشفاء الديار بيئة