أزمة الرواتب تحوم فوق مستشفى بيروت الجامعي

Saturday, 21 March 2015 - 12:00am
موظفو مستشفى بيروت الجامعي قلقون بعدما أشيع أن رواتبهم للشهر الجاري لن تأتي قريباً. أزمة الرواتب خيّمت مجدداً فوق رؤوسهم. قلقهم ناجم عن تزامن حدثين يعنيهما مباشرة: الأول يتعلق بقرار وزير الصحة وائل أبو فاعور، القاضي بإلغاء الزيادات والترقيات الصادرة عن الرئيس السابق لمجلس إدارة المستشفى فيصل شاتيلا. والثاني يتعلق بما تناهى إلى مسامعهم بالتواتر عن عدم وجود مخصصات مالية ستحوّل إلى المستشفى قريباً.

في هذا الإطار اجتمعت لجنة موظفي مستشفى بيروت الجامعي أمس مع مستشار وزير الصحة العامة ياسر ذبيان. اللجنة عبّرت عن هواجس الموظفين وقلقهم من العودة إلى تكرار أزمة تأخر سداد الرواتب التي حصلت خلال السنوات الماضية، ولا سيما أن قرار أبو فاعور القاضي بإلغاء قرارات شاتيلا قد يفهم منه تمهيداً لحصول أزمة رواتب.
ذبيان أوضح أن قرارات شاتيلا ألغيت لأنها لا تستند إلى أي معيار، وأن الإلغاء لا يتضمن القرارات التي أقرّها مجلس إدارة المستشفى بخصوص مطالب الموظفين، التي اعتصموا لأجلها مؤخراً (الشهر الماضي)، لا بل «إن وزارة الصحة ستحوّل هذه المقررات الى سلطة الوصاية الثانية المتمثلة في وزارة المالية»، كما نقل أمين سر اللجنة سامر نزال عن ذبيان.
وعد ذبيان لم يكن كافياً لطمأنة الموظفين بعدما عانوا على مرّ السنوات المنصرمة من أزمة متواصلة في العجز المالي والتأخر في سداد الرواتب.
في رأيهم إن إقرار مطالبهم لا يضمن لهم «أن رواتبهم ستكون في جيبهم آخر الشهر. لا شيء مؤكداً»، يقول نزال.
وفي اتصال مع «الأخبار»، ربط ذبيان بين الخطة الإنقاذية والمدير الجديد للمستشفى؛ «المدير هو رأس الهرم، فور تعيين مدير جديد سنباشر في الخطة الإنقاذية». لذا تسأل مصادر مطلعة على الملف عمّا إذا كانت المشكلة الحقيقية محصورة بالمدير الجديد: «ماذا عن المستشارين الذين رافقوا المديرين الذين تعاقبوا على مرّ السنوات؟ وماذا عن إدارة المشتريات والدائرة المالية والإدارية؟». تقول المصادر إن في هذه الدوائر تُجرى أكبر الصفقات بشكل عشوائي وعلى قواعد المحسوبيات والمحاصصات، لافتةً الى أن المطلوب «خطة إصلاحية تفعّل الرقابة والتفتيش وتمنع المحاصصات السياسية وغيرها من إدارة الفساد».
في المقابل، يؤكد ذبيان أن هناك إرادة جدية في الوزارة للنهوض بالمستشفى، وأن الوزارة تتواصل مع وزارة المال وستحرص على دفع رواتب الموظفين في موعدها.
اللافت أن مجلس الوزراء لم يوافق بعد على قرار استقالة شاتيلا، إلا أن بعض المصار المطلعة تفيد بأن مجلس الخدمة المدنية يعمد الى استقبال طلبات لتعيين المدير الجديد، مشيرة الى «تسوية سياسية محبكة قضت بإقصاء شاتيلا بحجة النهوض بالمستشفى».
وتختم المصادر: إن وقف الفساد والتدخل السياسي، وحده يقلّص العجز ويزيل عن الموظفين هاجس تأخر رواتبهم.

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء الأخبار حقوق