أمس أطلّت خمس نساء (هيلين جعارة، أرليت بجاني، فدوى يعقوب، غادة زيتون وماريا جعارة بردويل) من نادي الصحافة، ليفتحن باب الإنتساب الى جمعية سمّيت "حماية خصوصية العائلة والعاملة"، التي لا تزال قيد التأسيس، والتي أصبح فيها 100 منتسبة، حسبما قالت المحامية أرليت بجاني. المؤتمر الصحافي كان عنصرياً بإمتياز، من دون أي محاولة "حياء" لدى المؤسِّسات لتمويه هذه العنصرية بكلمات ملطّفة أو ملتبسة. ليس غريباً أن يبدأ المؤتمر بالدفاع عن الجمعية، بأنها لم تتأسّس بوجه العاملات، بل العكس، هي للمرأة وللعاملة من أجل إنجاح العلاقة بينهما، إلاّ أن إنجاح العلاقة ــ إذا سلّمنا جدلاً بأنه هدف الجمعية الحقيقي ــ يتطلب أقلّه وجود الطرف الآخر، أي عاملات المنزل، اللواتي لم يكنّ موجودات، وبالتأكيد لم تتم دعوتهنّ، لأن العاملة التي تريدها رئيسة الجمعية هيلين جعارة هي "مساعدة منزلية مش جايي تمارس أدوار هون". رتّبت جعارة كلامها العنصري بدقة، فتحدثت أولاً عن أهمية نظام الكفالة، ثم وصفت نقابة عاملات المنازل على أنها "بدعة"، ورأت أن عاملات المنازل يمكنهن أن ينضموا إلى نقابات لبنانية، لكن ليس أن يؤسّسوا نقابة لهن. كذلك اعترضت جعارة على حق العاملات في إنشاء نقابة للدفاع عن حقوقهن، فتقول حرفياً وباستهزاء "تصوّروا أن لديكن عاملة عضو في النقابة، كل يوم والتاني تقلكن رايحة أحضر اجتماع! هل هكذا نريد مواصفات العاملة؟". وتصرّ المحامية أرليت بجاني، العضو في الجمعية، على أن "العاملة ليست أجيرة، بل فرد من الأسرة"، لكن العاملة ليست فرداً من أفراد الأسرة، بل هي تقدّم عملاً لقاء أجرٍ محدد، وهي بالتأكيد ليست بحاجة الى العطف والحنان بقدر حاجتها الى حقوقها الطبيعية في الراحة والحرية والعدالة والاجر. ما يُزعج الجمعية فعلاً هو أنّ حملات "تشويه صورة المرأة" أدت الى منع السفارات لرعاياها من المجيء الى لبنان، مما عزّز عمليات التهريب. لا تخاف الجمعية من المخاطر التي يمكن أن تواجهها العاملة في التهريب، بل ما يخيفها هو أن هذا الأمر "رتّب تكلفة كبيرة على استقدامهن وجعل نوعية العاملة متدنية!" حسبما قالت جعارة. (الأخبار، 23 تموز 2015)