استشفاء «مجهول» لستمئة ألف عكاري!

Thursday, 4 June 2015 - 12:48pm
يستمر السجال بين وزارة الصحة والمستشفيات الخاصة في عكار من جهة، وبين الوزارة والمواطنين من جهة أخرى. وإذا كان السجال مضبوطا في الحالة الأولى، فإن الوقائع الميدانية تشير الى أنه لن يكون كذلك بالنسبة لما يزيد عن 600 الف نسمة في عكار، أكثر من نصفهم من دون أي مؤسسة ضامنة وبالتالي فإن مسؤولية رعايتهم الصحية تقع على عاتق وزارة الصحة التي يجب أن توفر لهم الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية.
هذا النقاش خرج الى العلن، مع اعلان وزير الصحة وائل ابو فاعور تخفيض السقوف المالية للمستشفيات الخاصة في عكار، وتحويلها لصالح المستشفى الحكومي، من دون توضيح كيفية صرف الأموال أو وضع خطة لتأهيل المستشفى وتجهيزه، لتمكينه من الدخول في المعادلات الطبية، ومنافسة المستشفيات الخاصة.
ويثير قرار « مجلس نقابة المستشفيات» في لبنان برئاسة النقيب سليمان هارون القاضي بتوجيه 24 مليار ليرة من موازانات المستشفيات الخاصة الى موازنة المستشفيات الحكومية، بلبلة بالنسبة لشريحة واسعة من العكاريين الذين يتعين عليهم التفتيش عن مستشفيات خاصة لديها سقوف مالية لاستقبالهم على حساب وزارة الصحة.
وتدعو النقابة وفق البيان المستشفيات الى ضرورة تنظيم عملها على اساس السقف المحدد لها، مع كل الحرص على عدم تجاوزه كي لا تضطر لاحقا الى اللجوء مرغمة الى عقود مصالحة تعرف مصيرها مسبقا.
لكن هذا الكلام لا يعني المواطن العكاري الذي يهمه الحصول على الخدمة الطبية من دون أن يكون طرفا في الصراع القائم، لعلمه المسبق بأن المستشفيات الخاصة تريد مصلحتها بداية. وبناء عليه يطالب العكاريون وزارة الصحة بانصافهم، عبر خطوتين:
أولا: إعطاء المحافظة حصتها من الوزارة، التي يجب أن لا تقل عن 15 في المئة، على اعتبار أن عدد السكان يتراوح بين 500 الى 600 الف نسمة، وذلك بدلا من الخمسة في المئة التي تحصل عليها حاليا.
وثانيا: السعي الى تأهيل وتجهيز المستشفى الحكومي الوحيد في عكار والذي يفتقد الى اقسام العناية والانعاش وحديثي الولادة والقلب وغيرها، مع التذكير بأن حصة عكار من المستشفيات الحكومية يجب أن تتناسب مع حجم السكان، وبالتالي فمن المفروض وجود خمس مستشفيات في عكار المترامية الأطراف. وتبدي مصادر طبية في عكار أسفها للسجال الحاصل بين الوزارة والمستشفيات الخاصة، والذي سيدفع ثمنه المواطن العكاري. وتتساءل المصادر، هل يرضى الوزير أن توازي حصة المستشفيات الخاصة في عكار، حصة مستشفى عين وزين في الشوف والتي يبلغ سقفها المالي 10 مليارات و70 مليوناً؟
وتؤكد مصادر نقابة المستشفيات، «أن توزيع السقوف المالية للمستشفيات، لا يتم وفقا لحاجة المنطقة والضغط السكاني، بل وفقا لتقسيمات مناطقية سياسية ومذهبية».
وفي هذا الاطار علمت «السفير» ان عدد من المستشفيات الخاصة في عكار يدرس بشكل جدي وقف استقبال المرضى بعد انتهاء السقف المالي الذي يقتطع منه ما يقارب 35 في المئة لغسيل الكلى، فكيف يتم تدبر احتياجات باقي المرضى

لبنان ACGEN اجتماعيات استشفاء السغير