اقر مجلس الوزراء بالاجماع في الجلسة الاستثنائية التي عقدت يوم امس للبحث في ملف مناقصات النفايات، رفض نتائج المناقصات المقدمة بعد ارتفاع حدة الانتقادات الشعبية والسياسية لها وبحجة ارتفاع اسعار المناقصة، وكلف اللجنة الوزارية البحث في البدائل ورفعها اليه. وفي الجلسة نفسها تقرر تخصيص مئة مليون دولار لعكار تقدم على مدى 3 سنوات بهدف اجراء مشاريع انمائيةفيها، فيما رأى فيه البعض رشوة للمنطقة كي تستقبل النفايات في مكب سرار بعد ان يتم تجهيزه ليصبح مطمراً بمواصفات مقبولة.
وحول المناقصات، وصف النائب وليد جنبلاط، نتيجة فض العروض بانها فضحية كبرى والاسعار التي قدمت هي اسعار خيالية، داعياً الى اعادتها وفق قواعد جديدة. من جهته، اعتبر النائب طلال ارسلان، ان اسعار المناقصات التي تجاوزت بأشواط اسعار سوكلين هي مؤامرة جديدة على الخزينة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني، مضيفاً مما يعني ان هناك ضرورة قصوى لاعادة النظر فيها كليا. بدوره، عبر "حزب الله" عن صدمته بـ "الارقام المالية الفضيحة في العروض المقدمة لمناقصات النفايات"، داعياً الى "ايقاف مهزلة التداعيات السلبية لازمة النفايات، لمصلحة الحلول المعقولة التي تعالج المرحلة الانتقالية، ثم الخطة الاستراتيجية الطويلة الامد".
اما على صعيد الحراك المدني الذي انطلق بداية كردة فعل على استفحال أزمة النفايات، أجمعت الهيئات البيئية، بحسب صحيفة "السفير"، المشاركة وغير المشاركة في الحراك والاعتصامات والاتصالات التي انطلقت مؤخرا، انه يجب عدم الاكتفاء بالشعور بالغبطة لإلغاء المناقصات التي لم تكن مقبولة منذ البداية بيئيا واقتصاديا، وانها يجب ان تستفيد من تلك النتيجة لكي تتحضر لعرض خطة بديلة تقوم على التخفيف من حجم النفايات عبر فرض بعض الضرائب على السلع التي تتحول الى نفايات من المصنع الى التاجر والمستهلك، واتخاذ كل الإجراءات القانونية والتنظيمية الرسمية لاعتماد مبدأ الفرز من المصدر. من جهتها، نفذت حملة "بدنا نحاسب" اعتصاماً يوم امس، في ساحة رياض الصلح، صرح خلاله القيادي في "حركة الشعب"، ابراهيم الحلبي، عبر صحيفة "السفير" بان "مطالب التحرّك تتجاوز أزمة النفايات وتهدف إلى تغيير الطبقة السياسية، إذ لا يمكن لهذا النظام السياسي أن يستمرّ". (السفير، النهار، الاخبار، الديار 26 آب 2015)