كرر وزير الشؤون الاجتماعية، رشيد درباس، الاسبوع الماضي، خلال لقائه وزير خارجية هولندا، برت كونديرز، مطلبه بضرورة التوصل الى حل سياسي للنازحين/ات السوريين/ات تشارك فيه كل الدول، وبإيجاد مناطق آمنة داخل سوريا، ولتشجيع النازحين/ات على العودة وذلك في موقف يناغم مع الموقف التركي. كما اعتبر درباس أن "استقبال أوروبا نحو 120 ألف لاجئ، وهو عدد بسيط مقابل ما تستقبله دول الجوار، فقرية صغيرة في لبنان مثل عرسال وحدها تستقبل نحو 80 ألفاً". من جهته، افاد وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، بعد لقائه وزير الخارجية النروجي، بورخي براندي، قائلاً: "ناقشنا الوضع في الشرق الاوسط وقلقنا ازاء التوسع الخطير للارهاب وموجات النزوح الكثيفة التي تأتي نتيجة تفاقم همجية العنف"، لافتاً الى "ان تلك التحديات تعيد رسم صورة المنطقة وتتمدد الى الغرب في الوقت نفسه وباتت مسائل عابرة لحدود الدول واصبحت تستدعي رداً دولياً شاملاً". كما اشار باسيل، الى ان "الادارة الفعالة للحدود ومراقبة الخلايا الإرهابية الناشطة والنائمة هي أولويات عملنا، وتتطلب استثمارات ضخمة، وها هو الخطر الامني يتسرب الى أوروبا.
وحول الموضوع نفسه، لفتت صحيفة الديار في تحقيق نشرته يوم الاثنين الماضي، الى ان المعلومات المستقاة من التقارير الدبلوماسية والاستخباراتية، كما مما يسمعه المسؤولون اللبنانيون من نظرائهم الدوليون، تجمع "ان كارثة اللاجئين/ات السوريين/ات التي سببتها الحرب السورية الممتدة، مرشحة للاستمرار والتعاظم". واضافت الصحيفة قائلة: "ان المسؤولين/ات الغربيين/ات بدأوا/ن يدقون/ن ناقوس الخطر محذرين/ات من ان الاشهر المقبلة ستحول الشواطئ اللبنانية الى قاعدة انطلاق لهؤلاء الهاربين/ات، خصوصاً ان الحدود اللبنانية غير مضبوطة ما قد يسمح بتسلل المئات من الاشخاص الخطرين".
بدوره، اشار رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، خلال زيارته الخاطفة للبنان في منتصف الشهر الجاري، الى ان بلاده تركز على الطرق التي تتمكن بها من مساعدة اللاجئين/ات السوريين/ات في لبنان وفي الاردن، لثنيهم/ن عن ركوب المخاطر والتوجه الى اوروبا. كما لفت كاميرون إلى أن أولويات المجتمع الدولي، عشية اجتماع المجموعة الدولية في نيويورك، تتمثّل بدرء المخاطر عن دول الاتحاد الأوروبي، والناجمة عن تدفق مئات آلاف النازحين/ات السوريين/ات عبر البحر الأبيض المتوسط إلى بلدان القارة التي توصف بالهرمة أو العجوز. (المستقبل، النهار، الديار 23 و28 ايلول 2015)